ندوة افتراضية إقليمية في عمّان بعنوان : ” تنمية القيم الإنسانية ” ينظمها مركز الإمام الشافعي في يوم السبت 12/12/2020
الحمد لله وبعد :
فليس من النافلة تسليط الضوء على مقاصد ومآلات التشريعات، فالله تعالى ما شرع شيئاً -مما يتعلق بالفرد أو الجماعة أو الأسرة أو الأمة أو الخلق- إلا لتحقيق مقصد، يقول الله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر)، فمقصد الصلاة -مع كونها من أجل العبادات- تحقيق البعد عن الفحشاء والمنكر من الأقوال والأفعال والأخلاق، ولذا أعقبها الله تعالى بقوله: (ولذكر الله أكبر) أي: التوحيد.
ويقول الله عز من قائل: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ويقول جل ذكره: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) فطاعة الله ورسوله فيها الحياة الكاملة، وهي المقصد الكبير من العبادة.
وفي طرف المنهيات يقول تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) إذ من مقاصد الدين العظمى حفظ جناب التوحيد، الذي منه عدم سب آلهة المشركين لئلا يسبوا الله تعالى).
ويقول سبحانه: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم) فحرم الله تعالى الرشوة ونحوها لأنها مال حرام مقصده ومآله أكل حقوق الناس ظلماً وعدواناً وهكذا.
ولذا لما تعبدنا الله تعالى بالدين، جعل الدين مشرباً لكل ما يبتغيه العبد من تشريع ومقاصد له، وكذلك الحياة وما فطر العبد عليه، ليحقق بذلك ازدهار الحياة وعمارتها، فحياة الناس عامتها قواسم مشتركة لتحقيق عمارة الأرض القائمة على تكريم الإنسان (ولقد كرمنا بني آدم).
ومن هنا : كانت الحياة قائمة على :
- عبادات يمارسها العبد لله تعالى.
- قيم عامة يحققها من خلال العبادات والمشتركات مع الآخرين.
ولما قصر نظر كثير من الناس على أن الدين عبادات؛ دون النظر إلى المقاصد والمآلات: (القيم)، ظهر انفصام في مجتمع المسلمين، فنرى :
كثرة العبادات من: كثرة الصلاة والتلاوة والصدقة والعمرة والحج وغير ذلك، مع التقصير الظاهر في النظر إلى المقاصد والمآلات (القيم)، فصار المجتمع جريئاً على:
الدم، أكل مال الحرام، العقوق، هضم حق العمال، الظلم والجور، قطيعة الرحم، نبذ القواسم المشتركة مع الآخرين ولو كانوا مواطنين:
فنرى المصلي القاتل، والصائم آكل أموال الناس بالباطل، والمتصدق المعتدي على الآخرين، فصار وكأنه شعار:
ممارسة الشعائر، ونبذ القيم، ما أوصلنا إلى التطرف : الاقتصادي، السياسي، الأخلاقي ……. سفك الدم عياذاً بالله تعالى.
ومن هنا سعى مركز الإمام الشافعي، للتحضير لندوة إقليمية افتراضية بعنوان: “تنمية القيم الإنسانية” يشارك فيها أصحاب السعادة :
- الدكتور سمير مراد (دكتوراه في أصول الفقه)/ الأردن.
- الدكتور قتيبة الراوي (دكتوراه في أصول الدين)/ العراق.
- الدكتور سعيد الشوية (دكتوراه في الفقه وأصوله)/ المغرب.
- الدكتور محمد بن خليفة (دكتوراه في الفقه الحنفي)/ العراق.
- الدكتور عبد القادر حسيني (دكتوراه فقه وأصوله)/ الجزائر.
حيث تبدأ فعاليات الندوة الساعة 3:00 عصراً بتوقيت المملكة الأردنية الهاشمية – 4:00 عصراّ بتوقيت مكة المكرمة في يوم السبت الموافق 12/12/2020
وتبث مباشرة على صفحتنا على الفيسبوك وقناتنا على اليوتيوب (مركز الإمام الشافعي)
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.