فرنسا ومعضلة الأطفال خارج الزواج
فرنسا هي “بطلة” أوروبا في عدد الأطفال خارج الزواج. 6 على 10 من الأطفال الفرنسيين لا يعرفون آباءهم بالتحديد! بلغ عددهم سنة 2017 وحدها حسب Insee (المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية) 770000 أي بنسبة 60 بالمائة من المواليد الجدد، أكثر من أي بلد في الاتحاد الأوروبي. أما عدد الأطفال الذين يعيشون مع أحد الوالدين فقط دون الآخر فبلغ 28 بالمائة سنة 2019 (نحو 04 ملايين طفل)، وغالبا ما تكون الأم هي الراعية. والكارثة الأكبر أن بفرنسا اليوم أكثر من 7000 أسرة مِثلية . وبلغ هذا العدد بعد سَنِّ قانون الزواج بين الأفراد من نفس الجنس سنة 2013 أكثر من 10 آلاف !
وفرنسا هي الرابعة عالميا من حيث عدد الملحدين ! حسب دراسة لـWIN/Gallup بـ29 بالمائة من السكان سنة 2015، والثامنة عالميا حسب مركز Pew للأبحاث سنة 2020 بتعداد زاد عن عشرين مليون ملحد، وبالضبط 20,830,000) .
وفرنسا هي ثاني بلد في العالم مستورد للعفيون لجميع الأغراض . وبلغ عدد المدمنين على المواد العفيوينة عالية الخطورة أكثر من 5 لكل ألف. وفي سنة 2017 بلغ عدد المدمنين على حقن الكوكايين 117000 (2.89 لكل ألف) حسب التقرير الصادر عن المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان (EMCDDA) .
وسجلت فرنسا حسب إحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية 22900 اغتصاب في سنة 2019 …
وقد شهد الرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون” في محاضرة ألقاها في 09 أفريل 2018 بمعهد البرنارديين Collège des Bernardins الكاثوليكي عن هذا الوضع المجتمعي الهش واصفا إياه “بالقماش الذي يوشك أن يتمزق”، ولذلك قال “لقد تقطع الرابط بين الكنيسة والدولة وينبغي إصلاحه … ينبغي على الدولة أن تهتم بشأن الكاثوليكية وأن تهتم الكاثوليكية بشأن الدولة”، “علينا رأب الصَّدع بين الكنيسة والدولة” …
وعَلَّق على هذا الخطاب، الكاتب الصحفيYves Mamou، منتقدا النخبة الفرنسية السائرة في هذا الاتجاه، بالقول: “المجتمع الفرنسي اليوم يتجه نحو التخلي عن النموذج اللائكي لصالح مجتمع لا يقوم على مبدأ المواطنة إنما على وجود مجتمعات متمايزة (الجماعانية) communautarisme”. وسجل أفكاره في كتاب عنوانه “التخلي الكبير، النخبة الفرنسية والإسلاموية” “Le grand abandon” .
“Les élites françaises et l’islamisme
وهذا يعني أن فرنسا “اللائكية” اليوم تحتضر، بل إن الزمن أكد خيار المحافظات الفرنسية الأربع بمنطقة (Alsace-Moselle) التي لم تقبل يوما أن تكون لائكية، وكانت مستثناة من قانون 1905 على خلاف ما يُشاع عن كون فرنسا كانت بالكامل بلدا لائكيا بامتياز …