حاخام مدينة الجديدة .. ”مغربي ترشح باسم الأحرار ووثق حياة اليهود بمازكان“
بقلم : البشير بوخيرات
بزنقة ضيقة بالقرب من مدرسة مادام ميلي بحي سيد الضاوي استقرت عائلة حاخام و من تم إلى عالم الشّهرة الكبير كابن المدينة و كعاشق لفريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم و كمناضلٍ يهودي يسعى إلى تمثيل سكان بلدية الجديدة و رئيس رابطة اليهود بها، حاخام، كان واحدا من اليهود المغاربة الذين كانوا يعشقون مدينة الجديدة و كل سنة يحتفلون بعيد العرش العلوي إلى أواخر القرن الماضي، وهو ما زاده احتراماً بين الساكنة ، الجديدية و الأوساط السّياسية .
وإلى جانب هذه الميزة الوطنيّة التي عرف بها، كان حاخام، يمثّل صوتاً لليهود، رغم أنه لم يكتب له أن يكون مستشاراً جماعياً في الجديدة، المدينة التي كان يحبها و يحب أبناءها، كما كان واحدا من اللذين حافظوا على إحياء الثقافة المغربية اليهودية المهدّدة بالانقراض، فكنا نحن جماعة من الشباب نمر كل جمعة لأخذ نصيبنا من الرقاق أو السخينة من عند يحيى أخ حاخام أو من أختيه أنيطا أو بروسبير، و كل ثالث مارس نستفيد من وجبات الحفلة التي كانت يقيمها بوسط المدينة و تحييها فرقة حميد الزهير المراكشية .
بدأ حاخام شهرته كناشط رياضي، أولاً في الملعب البلدي، حيث كان يؤدي تذاكر الدخول لأكثر من عشرة من أنصار الدفاع الحسني لتشجيع الفريق، ثم بدأ يكسب شهرة فائقة بمقهى السي مصطفى الصوردو حيث كان ماهرا في لعب البيار و الفليبر، ثم في 1992 قامت الهيئة الإدارية لحزب الأحرار (الحزب آلذي كان يترأسه الزاهيدي الأب) بمنحه التزكية للترشح للإنتخابات الجماعية .
وخلال حملته الإنتخابية، كان حاخام يوزع الفنيد و الشكولاته بحماسهِ المعروف و بارتباطه بشخصيته المغربية اليهودية بكل مكوناتهما. إنه كان تحفة اليهود الوحيد في الجديدة بعد المحامية بنت ارويمي و مادام ريكيتا الممرضة الأسبانية التي اعتنقت الإسلام بعد أن تزوجت واحدا من أبناء الجديدة .
ظلّ النّاشط حاخام يدافع عن مدينة الجديدة و فريقها ويجهر بها في الملتقيات و الحفلات الوطنية، و الغريب أن بمدينة الجديدة كنت سكويلة اليهود لتدريس العبرية و تاريخ اليهود و كان بجوار سكويلة اليهود هناك مغاربة من ديانة الإسلام يدرسون العربية و التربية الوطنية على يد معلمين مغاربة كأستاذ اللغة الفرنسية مهندس عبدالفتاح و أستاذ اللغة العربية محمد الدحشي، في الوقت الذي يعتبر فيه تاريخ اليهود المغاربة جزء لا يتجزأ من تاريخ الحضارة المغربية و الديانة اليهودية في تعايش حقيقي مع اعترافهم باستقلال المملكة المغربية ووحدة أراضيها متمسكين بالثوابت وقيم المملكة وكذلك سيادتها .