أبو أيوب : أمريكا في مفترق طرق
بقلم أبو أيوب
لم تشهد امريكا منذ فترة الحرب الأهلية حالة إنقسام في الشارع الأمريكي بهذه الحدة التي تعيشها حاليا . فعلى إثر دعوات دونالد ترامب مؤيديه للإحتجاج تنديدا بنتائج النتخابات التي خسرها ، قام البعض منهم بإقتحام مبنى الكابتول في محاولة للتشويش على اللجنة المكلفة بالإعلان الرسمي عن فوز غريمه جو بايدن ، منددين بما ٱعتبروه تزويرا طال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة . أسلوب مؤيدي المنتهية ولايته دونالد ترامب ، إعتبره الكثير من المراقبين و وسائل الإعلام …، أسلوبا مستمدا من مجمل الأساليب التي ٱعتمدت في جمهوريات الموز بالامريكيتين ، لا يليق البتة بمكانة الولايات المتحدة الامريكية على الصعيد الدولي كأول قوة إقتصادية و عسكرية تقود العالم .
من أولى تداعيات اعمال الشغب التي خلفت أربعة قتلى واحد منهم برصاص الشرطة و جرح 14 من رجال أمن المبنى …، و في سابقة من نوعها ، سارعت إدارة تويتر الى حدف ثلاث تغريدات لترامب التي من خلالها دعى مؤيديه الى الإحتجاج ، سرعان ما تجاوبت مع الخطوة كل من ادارة الفايسبوك التي أوقفت صفحة ترامب لمدة 24 ساعة ، و موقع اليوتوب الذي قام بحدف الفيديو الذي ظهر فيه ترامب و هو يدعو مؤيديه للتنديد بما إعتبره سرقة و تزوير الديموقراطيين لنتائج الإنتخابات .
أما على صعيد الكونغريس ، فقد أجمعت اللجنة القضائية بكافة اعضاءها على توجيه طلب رسمي لنائب الرئيس الامريكي ، تحثه من خلاله على تفعيل المادة 25 من الدستور الامريكي ، مادة تقضي بإعلان عدم أهلية دونالد ترامب في مواصلة مهامه الرئاسية ، بعد تهوره و مساهمته في الاحداث الأخيرة التي عصفت بالمجتمع الامريكي ، أحداث إعتبرها الكثير من الشخصيات السياسية الامريكية من الحزبين الجمهوري و الديموقراطي ، بما فيهم رؤساء سابقون كأوباما و كلينتون و جيمي كارتر ، كلهم أجمعوا على كونها محاولة انقلاب فاشلة على النهج الديموقراطي الأمريكي. فيما ذهب البعض الآخر حد المطالبة بمحاكمة دونالد ترامب بتهم الإبتزاز و الفساد و سوء التدبير و تلقي أموالا من الخارج و تورطه في فضائح جنسية.
في ظل هذه الأجواء المشحونة ، افادت عدة مصادر إعلامية و شخصيات سياسية من الحزبين معا ، بتورط أفرادا من السفارة الإسرائيلية بواشنطن في الأحداث الأخيرة ، حيث شوهد بعض المتظاهرين الذين هاجموا مبنى الكابتول و هم يحملون العلم الإسرائيلي ، مما يعطي الإنطباع بثبوث التورط . في هذه الحالة ، يتوقع بعض المراقبين و المحللين بأن العلاقات الثنائية بين الجانبين ستتضرر كثيرا لا سيما في ظل حكومة نثنياهو ، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى إسقاط حكومته و التعجيل بإجراء انتخابات سابقة لأوانها ، ما يعني سحب البساط من تحت قدميه كمقدمة لنهاية مساره السياسي من جهة ، و بداية محاكمته بعد رفع الحصانة عنه هو ، و زوجته على خلفية تورطهما في ملفات فساد و تلقي رشاوى و تبيبيض أموال ….، و هي بالمناسبة تهم موضوع تحقيقات منذ أمد بعيد من طرف الشرطة الإسرائيلية .