الواجهةثقافة وفنون ومؤلفات

قصيدة شعرية للاستاذ عبد الرحيم شهبي بعنوان :”نَحيبٌ عَلى الْأَطْلال”

عبدالرحيم شهبي

دَعوني أُداوِمُ عَلى مُدامٍ
لا تَبْغوا لَوْمي فَهُوَ مُلامُ
صَهْباءُ مُشَعْشَعَةٌ، رَحيقُها
يَزيدُ أَنْغاصَ حَياةٍ وَآلامُ

اِمْتزَجَتْ عَكارَتُها بِدِمائي
لَيْسَ لي الْيَوْمَ عَنْها فِطامُ
في لَيْلَةٍ تَكَسَرَتْ أَقْداحي
وَلِلْأَرَقِ في الدُّجى طَوامُ

بَعْدَ السَّكْرَةِ يَأْتي الصَّحْوُ
في ثَناياهُ كَوابيسٌ وَأَسْقامُ
لا راقٍ بِمُدْيَتِهِ يَقْطَعُ عِلَّتي
اِشْتَدَّ لَهيبي وَاسْتَعَرَّ الضُّرامُ

أَقِفُ عَلى الْأَنْقاضِ بِلا دَفاتِرٍ
صودِرَ مِني الْحِبْرُ وَالْأَقْلامُ
أَيا وَطَني يُؤْلِمُني نَحيبُكَ
لِهَوْلِ مُصابِكَ تَزِلُّ الْأَقْدامُ

كَبَّلوا يَدَيْكَ في الْأَصْفادِ
نَطَتْ عَلى رُباكَ الْأَشَمِّ أَقْزامُ
شَفَطوا ماءَكَ أَمْسى شَوْبًا
صِـرْنا عَلى مَوائِدِهِمً أَيْتامُ

نَلْتَقِطُ الْفُتاتَ مِنْ قُماماتِهِمْ
كَأَنَّنا أَنْذالٌ لِلْعَسَفِ نُسامُ
اَلْوَطَنُ الْأَخْضَرُ عادَ رَمادًا
ما كانَتْ وُعودُهُمْ إِلّا أَوْهامُ

اَلْبَحْرُ الْأَزْرَقُ ما عادَ أَزْرَقًا
مَصائِبٌ سَتُحَدِثُكَ بِها الْأَيّامُ
اَلْأَطْلَسُ الْكَبيرُ تَدَثَّرَ بِسَوادٍ
نَكِّسَتْ عَلى رُباهُ الْأَعْلامُ

عادَتْ جِبالُهُ الشُّمُّ أَنْقاضًا
تَجَرَّعَ مَرارَةً، الْبَدْءُ وَالْخِتامُ
وَالصَّحْراءُ تَقَوَّسَ ظَهْرُها
ذَنَسَها أَحْبارُ يَهودٍ وَالْأَزْلامُ

وَالرّيفُ يَشْتَكي ذُلَّهُ لِبارِئِهِ
خُسِفَتْ في سَمائِهِ الْأَجْرامُ
يا أَيُّها السّاقي امْلَأْ أَقْداحي
لا تَضُنَّ عَلَيَّ، حَياتي رُغامُ

ضاقَ الْوَطَنُ فَلا مَلاجِئٌ، ما
عادَتْ تَلُفُ عِظامي خِيامُ
لي في سَكَراتي ما يُلْهِمُني
وَفي صَحَواتي الْآلامُ الْجِسامُ

فَإِذا مُلِأَتْ أَقْداحُنا خُنوعًا
فَعَلى أَوْطانِنا وَداعٌ وَسَلامُ

21/ 09/ 2023

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى