هل خسرت إسرائيل معركة غزة استراتيجياً؟
بقلم: أحمد رمضان
ما فقدته لا يمكن تعويضه لعقود .. خسرتْ منظومة ردعٍ بنتها على مدى 7 عقود، وهياكلُها السياسية تتفكك ومقبلة على صدامٍ عنيف، وبنيتُها الاقتصادية تتصدَّع وهجَرَها مستثمرون، وسمعتها الأمنية تلاشت، أجهزةً وأنظمة، ونظريةُ جيشٍ لا يقهر، أرعبَ جيرانه تبخَّرت، والأهم أن ثقة الإسرائيليين بدولتهم ومؤسساتهم في أدنى مستوياتها.
نظرية النصر الخاطف لم تعد قائمة، وفشَلُ الجيش الإسرائيلي في احتلال أراضٍ داخل غزة وإقامةِ نقاط ارتكاز فيها، عوَّضه بقصف وحشي للمدنيين والمنشآت المدنية والمشافي، وكلما زاد التحام المقاومين ميدانياً بقوات الاحتلال، سيزداد حَنَق الجيش الإسرائيلي واستهدافُه المتعمد للبُنى التحتية.
الخلاصة
أمام نتنياهو أيام، وربما 72 ساعة كي ينزل سريعاً عن الشجرة التي اعتلاها دون وعي، فالشارع الإسرائيلي غاضب ويوشك أن ينفجر، وحكومته تترنح وبضمنها مجلس الحرب، حيث لا ثقة مطلقاً به، وجيشه يتعثر ويتلقى ضربات موجعة، وعبء القصف واستهداف الأطفال والنساء في غزة يخترق ضمير شعوب العالم ويستفزها ويدفعها لرفض الحرب، وصمود غزة وشعبها الجسور لن يترك له مخرجاً إلا قبول وقف إطلاق النار والبدء فوراً بمفاوضات إطلاق الأسرى من الطرفين.
كلما طالت الحرب ستخسر إسرائيل استراتيجياً ومعها حلفاؤها.