بقلم أبو أيوب
حمدا لك يا رب بعدما أريتنا في بعض الأعراب عجائب امرك ، عربان خنعوا و جثوا و خضعوا ثم ركعوا لأولياء أمرهم ، بدل الركوع للعلي القدير ولي أمورهم ، أعراب هم من اكتشفوا الصفر و لازموه و تزينوا به على رؤوسهم مضاعفا ، فأصبح الصفر صفرين لا ينقصهما سوى الرقم سبعة ليمسوا جيمس بوند العرباني رغم وجود الفوارق ، الجاسوس البريطاني مغامراته سارت بذكرها الركبان ، فيما العرباني فضائه و خيانته و تاليبه المتبادل بين البعض على البعض ، كشف و تعرية لواقع مرير خسيس سار بذكرها الرعيان …فبئس القطيع هم !
الشكر لك يا رب أن لا زال في الأعراب أقحاح كثر صدقوا ما عاهدوك عليه ، أعراب شديدوا البأس على اعدائهم رحماء فيما بينهم ، منهم من قضى نحبه كالهزبر الفلسطيني محمود درويش الذي اقتبست منه عنوان المقال ، الانسان الشاعر الذي نثر فأبهر العدو قبل الصديق ، و منهم من لا زال ينتظر كالمفكر السعودي مشعل عبد الرحمن الملحم ، الذي ارتأيت مشاركتكم ما دونه على موقعه الشخصي ، تدوينة تأريخية لتاريخ أكذوبة العالم الحر بزعامة الطاعون امريكا ، وثقت تزيف الغرب للحقائق التاريخية و طمسها كما يحدث اليوم بفلسطين قلبا للحاصل على الأرض
التزييف للتاريخ الحديث بدأ باسرائيل المتحضرة و واحة الديموقراطية بالشرق الأوسط في مواجهة ، العرب الهمج الارهابيون قاتلوا الأطفال بفلسطين ، و ما تبقى منهم في الدول العربية التي شهدت مسيرات مليونية تضامنا مع طوفان الاقصى ، هم مجرد حيوانات نابحة لا غير ، و حبذا لو اضاف لها الواصف المتغطرس ( اسرائيل) و الوصيف المتمترس ( امريكا) ، مجرد حيوانات منوية غير قابلة للتخصيب حتى يتم التحكم في النسل ، تجسيدا لمقولات سامية في حق كائنات حامية ( الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت/ اقتلوا الكبار لينسى الصغار ) ، و الشكر الجزيل لمن دون :
* رواية الغرب لأحداث الشرق الاوسط جعلتني ، أشك في رواياتهم عن الحرب الثانية ، و قصصهم عن الحرب العالمية الأولى ، و كل الحروب التي خاضوها ، و كل المعارك التي انتصروا فيها ، فهل كان هتلر مجرما حقا كما يصورون؟ هل كان الهنود الحمر متخلفين كما يزعمون؟ هل كانت الشعوب الاسترالية الاصليين متوحشين كما يدعون ؟
أنني أشك في كل ما دونوه عبر التاريخ ، فهم يزورون الحاضر و نحن عليه شهود عيان ، فماذا عن الماضي و نحن منه غائبين ؟، يحرفون المشهد و نحن نراه ، يغيرون الوقائع و نحن نعيشها ، فكيف نأتمنهم على نقل الماضي ؟ ان التاريخ مكتبة عبث بها الأقوى و قبل بها الاضعف ، انه روائة صاغها المنتصر و روج لها المنهزم المتضرر ، و ستظل هذه الرواية تمجد الاقوى و تسيئ للاضعف طالما القلم بيد المنتصر ، فالحبر حبره و الدفتر دفتره و التاريخ يصنعه من قبض على القلم .