منقول
روى (الدكتور معروف الدواليبي) رحمه الله ، في مذكراته هذا اللقاء المهم بين الملك فيصل بن عبدالعزيز و الرئيس الفرنسي شارل ديجول حيث دار بينهما حوار في غاية الأهمية:
– قال ديغول :
يا جلالة الملك، يتحدث الناس بلهجة متعالية، إنكم تريدون ان تقذفوا بإسرائيل الى البحر، إسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً، ولا يقبل احد في العالم رفع هذا الأمر الواقع.
– أجاب الملك فيصل رحمه الله :
يا فخامة الرئيس ، أنا استغرب كلامك هذا، ان هتلر احتل باريس، واصبح إحتلاله أمراً واقعاً، وكل فرنسا استسلمت إلا أنت، انسحبت مع الجيش الانكليزي، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه، فلا أنت رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ، فأنا استغرب منك الآن أن تطلب مني ان أرضى بالأمر الواقع، والويل يا فخامة الرئيس للضعيف إذا احتله القوي..
(وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديغول وهي : ان الإحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعا ).
– دُهش ديغول من سرعة بديهة الملك فيصل، رحمه الله، فغير لهجته وقال :
يا جلالة الملك، يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي، وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.
– أجاب الملك فيصل: فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاؤوا من مصر غزاة؟ أحرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين العرب، واليهود مستعمرون، وأنت تريد أن تعيد الإستعمار الذي حققته إسرائيل قبل أربعة آلاف سنة، فلماذا لا تعيد إستعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط؟ أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود، ولا نصلحها لمصلحة روما؟ ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة، ثم نفوا بعدها.
– قال ديغول: ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها.
– أجاب الفيصل، رحمه الله: غريب !! عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس، وأكثر السفراء تولد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول، وجاؤوا يطالبون بحق الولادة في باريس فمسكينة باريس، لا أدري لمن ستكون؟
– سكت ديغول، وضرب الجرس مستدعياً (بومبيدو) رئيس وزرائه، وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج، وقال ديغول :
الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السلاح المصدر لإسرائيل، وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أميركية.
– يقول الدواليبي : واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأميركية وكنت حاضراً وقال له:
إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم، ولما علم بعد ذلك ان أميركا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول، وقامت المظاهرات في أميركا، ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود ، وهتف المتظاهرون : نريد البترول ولا نريد إسرائيل.
* المصدر : مذكرات معروف الدواليبي
معروف الدواليبي رئيس وزراء سوريا 1953م ولد في حلب 1907 م و مات في المدينة المنورة 2004 و دفن في البقيع ….له أكثر من عشرة مؤلفات إسلامية .
عرفتم الآن لماذا قتل الملك فيصل !؟
رحمه الله وتقبله شهيداً من عظماء الأمة العربية والأسلامية
#عظماء_الأمة