هابرماس يدعم الصهيونية
في وقف غريب، أزعج العديد من المفكرين والمثقفين، بعد أن وقع الفيلسوف الألماني المعروف يورغن هابرماس مع ثلاثة مفكرين ألمان رسالة دعم للكيان الصهيوني؛ وقد احتفى الكثيرون في الغرب وخاصة اليهود بهذا الموقف لهابرماس باعتباره واحدا من كبار فلاسفة هذا العصر وآخر أعلام مدرسة فرانكفورت النقدية. وتهاجم الرسالة التضامنية حركة حماس وتتهمها بالارهاب؛ وتؤيد الهجوم الإسرائيلي على غزة بمبرر الرد على هجوم الحركة الذي قالت الرسالة إنه يهدد “الحياة اليهودية”؛ لكن أخطر ما في الرسالة هو القول بأن إسرائيل لا تقوم بأي مجزرة في حق الشعب الفلسطيني!!. وخلف هذا التوقيع استغرابا واستياء كبيرا حيث صدر من فيلسوف شغل العالم الحديث، وعوض أن يقف مع الحق ويدافع عن القيم الإنسانية، وينبذ الأبارتايد وجرائم الحرب، وما تقوم به العصابة الصهيونية من تطهير عرقي غير مقبول أو مستساغ. ولكن هو ذا الغرب لا يغير جلده يقول المفكر المغربي إدريس كنبوري” …دائما ما نعيش وهما عظيما كنخبة عربية؛ وهو أن ما يكتبه وما يفكر فيه الفلاسفة والمثقفون الغربيون يتعلق بنا نحن أيضا؛ فنصنع منهم أصناما ونمجدهم؛ بينما هم يفكرون في مجتمعاتهم من داخل ثقافتهم. وقد عرف هابرماس بأنه من أكبر المدافعين عن الحداثة والتنوير؛ وعن التواصل والأخلاق؛ وله كتاب بهذا العنوان نفسه؛ لكن عندما جاءت التجربة سقط في ميدان التواصل والأخلاق.
هابرماس الذي عمر طويلا عاش جميع مراحل القضية الفلسطينية؛ من قتل وتهجير وتدمير؛ لكنه لم يسبق أن عبر عن دعمه للفلسطينيين بشكل صريح؛ واليوم يدافع عن اسرائيل وعدوانها بل يرى أن وجودها “قيمة أساسية” fundamental value.
ويضيف، لسنا نشك إطلاقا أن ما يحصل في فلسطين سيغير الكثير من القناعات والأفكار والمسلمات؛ وسيحدث فرزا ثقافيا. المثقف الغربي ابن ثقافته وبيئته ودينه؛ ولن يغير جلده أبدا؛ قد تجد نفسك معه فقط في ما أنت تتفق معه فيه؛ لكنك لن تجده أبدا معك في ما تريد أن يتفق معك فيه.