5 مسلسلات عن فلسطين.. من الخيمة حتى البندقية
موقع : الترا صوت
مسلسلات عن فلسطين تصون هذه المسلسلات ذاكرة يُراد لها أن تُمحى (الترا صوت)
لعبت المسلسلات التي تناولت القضية الفلسطينية وصوَّرت معاناة الفلسطينيين، دورًا مهمًا في التعريف بهذه القضية وما تعرّضت له فلسطين والفلسطينيون على مدار أكثر من سبعة عقود اختبروا خلالها مختلف أنواع الظلم والقهر والألم والخذلان داخل فلسطين وخارجها.
وساهمت هذه المسلسلات، أو بعضها على الأقل، في دحض ادعاءات الاحتلال وتمكين الرواية الفلسطينية في مواجهة السردية الصهيونية الملفّقة. ولذلك لا يبدو مُستغربًا أن تُستعاد مشاهد من بعض هذه المسلسلات بين وقت وآخر، للتذكير بما جرى في فلسطين من جهة، ولمواجهة ادعاءات الاحتلال من جهةٍ أخرى، وذلك بوصفها مسلسلات تصون ذاكرة يُراد لها أن تُمحى.
تُشكِّل هذه المسلسلات ذاكرة منافسة لسردية مُلفّقة تسعى “إسرائيل”، مع بعض حلفائها العرب، إلى ترسيخها بهدف جعلنا ننسى ما جرى، وما لحق بالشعب الفلسطيني، وبمن هو الجلّاد ومن الضحية. أي نسيان تاريخ حافل بالعنف والدماء اللذان مكّنا العصابات الصهيونية من إقامة “إسرائيل” بوصفها دولة استعمارية استيطانية لم تكن لتُوجد بغير القتل، والتدمير، والتهجير، والتطهير العرقي.
نستعرض في هذه المقالة 5 مسلسلات عن فلسطين يمكن وصفها بأنها خط دفاع متقدّم عن الذاكرة الجمعية الفلسطينية وسرديتها التاريخية.
1- التغريبة الفلسطينية
يُعد مسلسل “التغريبة الفلسطينية” أهم عمل درامي تناول القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني، مرورًا بنكبة عام 1948 وصولًا إلى نكسة حزيران/ يونيو عام 1967.
يغطّي المسلسل فترة زمنية تمتد على 3 عقود تُروى خلالها حكاية عائلة فلسطينية فقيرة تعمل في الزراعة، وتُعاني من ظلم وجور الإقطاع، فتعكس بذلك جانبًا من طبيعة العلاقة الإشكالية بين الفلاحين والإقطاعيين ما قبل النكبة.
وعبر الحكاية نفسها، يُلقي المسلسل الضوء على نضال الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني، وهجرة اليهود إلى فلسطين، وحرب 1948، ثم وقوع النكبة وما رافقها من مجازر ارتكبتها الميليشيات الصهيونية بحق الفلسطينيين الذين هُجِّروا خارج مدنهم وقُراهم باتجاه مخيمات اللجوء، التي صوّر المسلسل أحوالهم ومعاناتهم داخلها.
أعاد المسلسل الذي أخرجه الراحل حاتم علي، كتابة المأساة الفلسطينية وتأريخ الوجع الفلسطيني ورسم خارطة شتات الفلسطينيين أيضًا. كما تميّز بتجنّبه الوقوع بما أسماه حاتم علي “الشرك الدعائي”، الذي كان: “يحوّل الفلسطيني إلى مارد، ويحصره في إطار العمل الفدائي المقاوم”.
ويضيف الراحل حول المسلسل: “حاولنا أن نقدّم الفلسطينيين بأحلامهم وآلامهم ونقاط ضعفهم، وأن نردهم إلى آدميتهم، أنسنة هؤلاء الناس والتركيز على لحظات الضعف في حيواتهم، وفي انكساراتهم وانهزاماتهم، (كما في لحظات موتهم) وتخليص التمثيل من الخطابة والمبالغة وكليشيهات الفلسطيني (السوبرمان)، كان من أهم أولوياتي”. ويتابع: “أظن أن ميزة “التغريبة الفلسطينية” أنها حولت هذه النماذج والأنماط إلى شخوص من لحم ودم”.
أُنتج المسلسل عام 2004، وهو من تأليف وليد سيف، وبطولة مجموعة من الفنانين السوريين والفلسطينيين والأردنيين، منهم خالد تاجا، وجمال سليمان، وجولييت عواد، ونادين سلامة، وتيم حسن، ورامي حنا، ونسرين طافش، ويارا صبري، وباسل خياط.
2- عز الدين القسام
يحظى الشيخ السوري عز الدين القسّام بمكانة مهمة لدى الفلسطينيين، وفي تاريخ القضية الفلسطينية عمومًا، لدوره في مقاومة الاحتلال البريطاني، وإلهامه المقاومة الفلسطينية جيلًا بعد جيل، سيما أن استشهاده لعب دورًا كبيرًا في إشعال الثورة الفلسطينية الكبرى بين عامي 1936 – 1939.
سيرته، ونضاله ضد الانتداب البريطاني، وقمع الأخير للفلسطينيين، ومخاوفه من الخطر الصهيوني، وتحذيره من مخاطر تمدّده، ونشر الوعي بين الفلسطينيين حولها، وصولًا إلى استشهاده؛ هي المواضيع التي يتناولها المسلسل الذي يحمل اسمه، والذي بُثّ لأول مرة عام 1981. وهو من تأليف أحمد دحبور، وإخراج هيثم حقي، وبطولة أسعد فضة، وهاني الروماني، ومنى واصف.
3- عائد إلى حيفا
يصوّر مسلسل “عائد إلى حيفا” المقتبس من رواية بالعنوان نفسه للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، تهجير الميليشيات الصهيونية للفلسطينيين من مدنهم وقُراهم، وخاصةً مدينة حيفا التي يسلط المسلسل الضوء على سقوطها بيد العصابات الصهيونية من خلال قصة زوجين فلسطينيين عانيا مرارة التهجير والتشرّد ولوعة فقدانهما لطفلهما الرضيع.
فأثناء قصف العصابات الصهيونية للمدينة، خرجت الزوجة تبحث عن زوجها الذي يعمل معلّمًا، لكنهما لم يتمكّنا من العودة إلى بيتهما بسبب اقتحام العصابات الصهيونية للمدينة، حيث أُجبرا على مغادرتها وترك ابنهما خلفهما. وبعد مرور أكثر من 20 عامًا، قرّر الزوجان زيارة بيتهما في حيفا، ليكتشفا بأن البيت تحتله عائلة يهودية تبنّت ابنهما الذي أصبح مجنّدًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
عُرض المسلسل عام 2004، وهو من إخراج باسل الخطيب، وبطولة نورمان أسعد، وسامر المصري، وصباح الجزائري، وسلوم حداد، وقمر خلف.
4- الاجتياح
يتناول مسلسل “الاجتياح” ما ترتب على عملية ” الدرع الواقي” التي نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية عام 2002، من جرائم ومجازر وأحداث مروّعة، كان أبرزها وأشدها فظاعةً مجزرة جنين التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد.
ناهيك عن تصوير صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، وطبيعة حياتهم في ظله، وحصار رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، وكنيسة المهد، وغيرها من أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
عُرض المسلسل عام 2007، وهو من تأليف رياض سيف، وإخراج شوقي الماجري، وبطولة عدد من الفنانين السوريين والأردنيين، منهم عباس النوري، وصبا مبارك، ومنذر رياحنة، ونضال نجم، ونادرة عمران، وآخرين.
5- أنا القدس
يتتبع مسلسل “أنا القدس” ما طرأ على مدينة القدس المحتلّة من تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية خلال فترة زمنية تمتد على 50 عامًا، بدءًا بأفول السلطنة العثمانية وبداية الانتداب البريطاني، فنكبة عام 1948، وصولًا إلى نكسة عام 1967.
ويُحاول المسلسل رصد واكتشاف تأثير هذه التحولات على طبيعة حياة وأنماط معيشة سكان المدينة التي تتعرض لمحاولات تهويد مستمرة تصاعدت حدّتها خلال السنوات القليلة الأخيرة.
عُرض المسلسل عام 2010، وهو من تأليف باسل وتليد الخطيب، وإخراج باسل الخطيب، وبطولة عابد فهد، وصبا مبارك، وفاروق القيشاوي، وصباح الجزائري، وكاريس بشار، وغيرهم.