بلبل البريجة الحاج عبد اللطيف طيسة …صباح فخري المغرب
منقول عن موقع الزميل خالد الخضري
نورس البريجة: خالد الخضري
الحاج عبد اللطيف طيسة، فنان متميز بصوته القوي وطريقة تعامله مع محيطه، غناء أو مدحا ومديحا أو ترتيلا، مما جعله فنانا متعدد المواهب وأصبح محط اهتمام من جهات عديدة من داخل المغرب ومن خارجه.
ولد بتاريخ 22 مارس سنة 1966 في زنقة الوعدودي هبول بحي القلعة الشعبي بالجديدة. وشب بأزقتها الضيقة وبيوتها الدافئة، قبل أن يكتشف باحات وساحات المدينة، ويتيه فيها بحثا عن الذات. بدأ مشواره الفني مبكرا وهو طفل يتابع دراسته بالمدرسة المركزية، من خلال مشاركاته في الأنشطة المدرسية، إذ كان الأستاذ عبد السلام رمزي يكلفه بتجويد آيات من القرآن الكريم وكان معجبا بصوته وكان يفتتح الأنشطة الفنية، التي تقام بالمدارس بالقرآن الكريم. كون رفقة عدد من أصدقائه مجموعة السماع والمديح، ونظمت مجموعة من الأنشطة الدينية كل جمعة بالمسجد الكبير بلحمدونية، وتمكن تيسا من حفظ “نهج البردة” و”الهمزية” وهي كما قال، “رأسمال كل مادح”. وكان رفقة عبد اللطيف بالياسمين، مولاي أحمد الدرقاوي،عبد الغفور التادلي، بوشعيب الريفي، عبد الكريم اليوسفي، العدل سعيد ثابت ثم السي عبد الحي كعب، الذي كان ينظم جلسات فنية بمنزله قصد التمارين، (كانوا) يترددون على الشيخ محمد مدحاني، الملقب ب”اخيي ولد المراكشي”. التحق بعد ذلك بالمعهد الموسيقي، بمقر البلدية القديمة تحت إشراف بوشعيب سيبوعي رئيس جوق المستقبل حيث أصبح المنشد الرسمي للجوق ذاته فشارك في عدة مهرجانات داخل وخارج المغرب. وتحمل إدارة المعهد الموسيقي آنذاك عازف العود الأستاذ عز الدين المنتصر حيث تابع تيسة دراسته لمادة الصولفيج والعود لمدة أربع سنوات قبل أن يغلق المعهد أبوابه لأسباب مادية محضة، مما أجبره على متابعة دراسته بالمعهد الموسيقي بالمعاريف في الدار البيضاء حيث كان يسافر كل خميس إلى لدراسة الصولفيج والطرب الأندلسي، فرع الإنشاد. وتعرف عن قرب على بعض المادحين، منهم المرحوم عبد المجيد الصويري (شقيق الفنان المعروف عبد الرحيم الصويري).
أنشا عبد اللطيف طيسة وترأس مجموعة الأفراح للسماع والمديح والموشحات العربية والطرب الأندلسي، سنة 1994 وضمت الفنانين السادة: عبد الفتاح وكِلي (الكمان) الحاج بوشعيب بولهية (الأورغ) فتاح قيسوني (الإيقاع) والعياشي (الدف) والمرحومين يوسف عبيد (العود) وسميح سمير (الباتري). وشارك في إحياء الأفراح والمهرجانات بأداء الموشحات العربية والطربين الأندلسي والشعبي كما فن الملحون، منها مهرجان ضفاف سنة 1998، رفقة الممثل المرحوم الصقلي والفنان نعمان لحلو. تم اختياره من ضمن 11 فنان مغربي، في إطار شراكة بين المعهد الفرنسي بفرنسا ونظيره بالمغرب، لإحياء ليال ضمن برنامج “لأتذكر” Je me souviens وغنى في إطار دويتو بينه وبين المغني الفرنسي “فرانسوا ماري” بعدد من المدن المغربية وبعاصمة فرنسا باريس بإحدى قاعات “الشأن إيليزي”. شارك تيسة أيضا في مهرجان سيدي أبي لبابة بتونس رفقة الجمعية الرشيدية، وحصل خلاله على الجائزة الأولى لسنتين متتاليتين. وشارك في مهرجان خاص بالمنشدين بالسعودية، وكانت له مساهمة متميزة بمهرجان إسلام أباد بالباكستان، رفقة وفود من الهند والصين والباكستان ومصر والسعودية. وتم استدعاؤه للمشاركة مرة أخرى نهاية شهر شتنبر 2018.
(*) بتصرف عن كتاب: “رواد الموسيقي بدكالة” لأحمد ذو الرشاد