ربما يعتني كُتَّاب التاريخ بتدوين سِيَر الساقطين في تاريخ مدينة الجديدة!!
الجديدة لا تسقط.. إنما الذين يسقطون هم: السفاحون، والخونة، والأُجراء… هم الذين يمصّون دماء الجديديين، ثم يتقيأهم التاريخ على هوامش الأزمنة والعصور !..هم الذين يعتسفون حقوق الجديديين العادلة والشرعية، وهم الذين يسرقون أراضيهم ، وثرواتهم، ويكبلون حريتهم …هم الذين يقفزون في غفلة الضمير، وفي شروخ الوفاق والتضامن… لينالوا نصيباً من الزعامة المؤقتة، ثم ينالهم نصَبٌ من شرورهم وأحقادهم!
والساقطون على امتداد تاريخ مدينة الجديدة ومجراه: تعاقبوا على الغلبة، وتآمروا على استقلالهم وأراضيهم م وثرواتهم، وتسلطوا على مقدرات الإنسان الجديدي بالقوة حينا وبالخديعة حينا آخر… فكانت لهم صولات باطل وجولات ظلم! … والساقطون في تاريخنا الحديث.. تحوّلوا إلى رموز للقهر، وللخيانة، وللألم، وللجريمة… لكنهم حملوا معهم في انحدارهم: الخيبة، والإحباط، والضغينة… بينما بقيت الجديدة صامدة، ومارست الحياة في الموت، ولكنها لم تسقط، بل بقيت تملأ صفحات التاريخ الحديث، وتُملي الإرادة.. حتى في أكثر اللحظات ضنكاً وبؤساً!…وحينما تتبسط الصفحات من تاريخ المنطقة الحديث، فلابد أن تتقطر دماء الساقطين وسمومهم من هذه الصفحات… وفي التأمل لمشاهدة وقراءة هذه الصفحات: تتضخم أسماء أولئك الساقطين بالدماء وبالسموم.فهل ستنجح الإرادة الجديدية في إسقاط كل السفاحين والمتآمرين، والخونة، والأُجراء، ومصاصي الدماء، وكل الذين حاولوا أن يحفروا قبر تقدم وازدهار الجديدة؟!..ذلك لأن الساقطون لم ينتهوا بعد ..والجولات بين الحق والباطل لم تنته.. وبين القوة والإرادة لم تُحسم بعد.. وبين الحرب والسلام لم تنجح حتى لآن!!…الجولات مستمرة.. والتاريخ الجديدي مستمر في الكتابة بالحبر السري تارة، وبالحبر الواضح تارة أخرى…والجديديون لن يتنازلوا عن تحرير جديدتهم من هؤلاء الساقطين!ولذلك… فسوف يستمر أيضاً تهاوي «الساقطين» لأن أعمالهم في الظلام، ولكن سقوطهم يتم في النور!! و… ينطفأوا بعد ذلك كذبالة، ويختفوا من مسرح الحياة.. ولم تبق منهم سوى العبرة، وآثار الجراح!.
أعظم عصور التاريخ.. هي:عصور الايمان بشيء عظيم !!