أين الخلل ؟ حوار بين صحافييْن مغربييْن (الصحافي الرمضاني ـ والصحافي المهداوي)
بقلم الدكتور عبد الله صدقي
بداية سأنطلق من تخصصي (نظرية التلقي والقراءة)، دفعتني الغيرة على مجال الصحافة …
الحقيقة أنه حزَّ في قلبي حين شاهدت التقاء شخصيْن، ينتسبان إلى الإعلام الرسمي، أو الإعلام المستقل، معترف بهما، أو غير معترف بهما، سواء كانا لهما بطاقة أو تزكية، أو بحكم عملهما في مؤسسة صحافية، أو قناة إذاعية، أو ما شابه ذلك، ويدخلان في حوار تبادل التهم، ومحاولة توريط كل منهما للآخر…
لقد تابعت الحوار بين الصحافييْن المغربييْن الجليليْن (الصحافي رضوان الرمضاني ـ والصحافي حميد المهداوي)
فمن يكونا؟
. رضوان الرمضاني (مواليد 6 أغسطس 1977 بتافوغالت) صحفي مغربي، معروف بتقديمه لبرنامج «بدون لغة خشب» لدى القناة الثانية المغربية (كان يُسمّى سابقا «في قفص الاتّهام») على إذاعة ميد راديو، الذي يستضيف عبره الشخصيات الأكثر إثارة للجدل…
حميد المهداوي صحفي مغربي، وُلدَ بمدينة الخنيشات بمنطقة الغرب، يرأسُ تحرير موقع بديل، الذي يُعدّ موقعَ أخبار إلكتروني مستقل. عُرف المهداوي عبر خرجاته في قناته على يوتيوب، التي كان يناقش فيها مختلف القضايا ويحللها، كذلك عُرف عنه انتقادهُ لدوائر القرار في المغرب.
نختلف أو نتفق معهما، إلا أنه لا أحد يجادل في كون هذيْن الصحافييْن قد قدما العديد خلال أنشطتهم الصحافية، ونحن المغاربة نفتخر بأبنائنا الذين أبلوا البلاء الحسن، في كل المجالات العلمية والمعرفية والإعلامية والسياسية والاقتصادية وغيرها، خاضعين لمنظومة قيم اجتماعية مغربية، (تامغربيت)، التي تعارفنا عليها منذ زمان، ثم أننا نعدل بعض قيم منظومتنا الاجتماعية كل حين، أي كلما عاينا من المستجدات الملزمة لتبديلها وتغييرها، بعد أن تكون هذه القيم حقا أصيبت بالاهتراء، ولم تعد بإمكانها مواكبة العصر، وذلك لأن التجديد والتطوير سنة هذه الحياة في هذا الكون، مع احترامنا للثوابت الإلهية.
قبل انطلاقنا للولوج إلى محتوى ما نقدمه، سنضع نوعا من التحديدات لبعض المفاهيم، حتى يكون كلامنا متسقا بل منسجما متناغما، بغية أنْ لا نعبث بأقوالنا، ولا تتعرض للشطط، والتناقض، والمغالطات المتعمدة، وغير المتعمدة.
هكذا نعتبر كل من الصحافييْن المحترميْن من غير مزايدة رجلان يمارسان مهنة الصحافة، انطلاقا مما يُزاولانه في مهنتهما، كل واحد في مجاله الخاص، إذ لا أحد يُنكر الدور الذي يقدمه هذان الرجلان، من غير أن ندخل في المقارنة المغلوطة بينهما، ونزج بذواتنا لتأخذ موقعا داخل خانة هواة المقارنة الساذجة، إذ ما يمكن وصفهما به في رأينا، لا يتعدى أن يكون اختلافا في الممارسة المهنية، الذي ينتج الغنى والثراء، داخل الوحدة للوعي المغربي، يتخلله من الأخطاء الطبيعية إلى جانب الفوائد، مثلما يتخلل الشوك زهور الحدائق، حيث ليس كل ما نقول صحيحا، فكلامنا يحمل أضعافا مضاعفة من الأخطاء، لأنه محكوم بحواسنا، ونوع إدراكانا، واختلاف الزاوية التي ننظر منها، ثم الإيديولوجيا التي نتبناها، وتأبى أن ننفلت منها بشكل كليا، كذلك الموقع الذي نصدر منه أفكارنا وأقوالنا وآراءنا، ووجهة نظرنا، إضافة إلى أن أغلب أحكامنا، واقوالنا تظل محكومة بالزمن، تصلح لزمن، وقد لا تصلح لزمن آخر…
لقد دخل الصحافيان (الصحافي ر ـ والصحافي م) عندها حوارهما منذ البداية بنوع من الحيطة والحذر من بعضهما البعض، كل منهما يحاول تبرئة نفسه، وتوريط الآخر… إذن من البداية يطالعنا الصراع بينهما، والارتباك الذي يساورهما معا، وكأنهما يدركان اللقاء والحوار الخاطئيْن، والمعركة الوهمية …
تعليقنا وملاحظتنا
مع احتراماتنا لكلا الصحافييْن الكريميْن، انطلاقا من متابعتنا لهذا الحوار على قناة اليوتيوب، نرى أن المشكل بالفعل بنيويٌ أصلا، وقد يتجلى أهم عنصر فيه فيما يلي:
ــ غياب التكوين في التواصل، سواء التواصل في مجال أخلاقيات المهنة، أو الاخلاقيات الإنسانية، مركزين على ضرورة إيجاد وجودة (التكوين المستمر)، لمن يمارس الصحافة، مهما كانت درجته، لأن العلوم تتطور، والمستجدات تتسارع وتتولد والتخصصات متشعبة …
ـ مسألة تأهيل الصحافيين، وجب الاهتمام بالوضع الفكري والوعي، للعاملين في حقل الصحافة، سواء كانوا صحافيين أو غيرهم من الملحقين، والممارسين
ـ حماية مجال الصحافة، ورعايته من قبل المسؤولين
أما تعليقاتنا على الحوار بين الصحافييْن، فقد ارتأينا أن يكون على الشكل التالي بعد هذا السؤال:
ــ لماذا لم يظهر هذا الحوار غير المحمود إلا في هذه الأيام بين هذين الصحافيين الفاضليْن؟
(الصحافي الرضواني) 1
ـــ أقوال واتهامات الصحافي (الرضواني) للصحافي (المهداوي) تمثلت فيما يلي:
يقول الرمضاني:
ـ الجمهور حول (الصحافي المهداوي) هم أحد الكائنات الافتراضية، الذين وجدوا عند اليوتبر الدفء والسطحية، فحينما يجتمع الدفء والسطحية تسهل العشرة وتطول …
الجهل والتكلس الفكري والسطحي الموجودة في جيل الضِّباع، الملتف حول اليوتوبر الصحافي حميد المهداوي، المشعوذ بمستوى مفزع، وخطير… جيل الضباع استعملها محمد كسوس، في قوله يريدون خلق جيل من الضباع، متحدثا عن جيل المستقبل
- تعليق د عبد الله صدقي
ما يزال التواصل مع الجمهور، واعتبار الجمهور لم يأخذا مكانتهما لدى العديد من الصحافيين، فالمتلقي (الجمهور) لديه حرم، وجب احترامها وتوقيرها وتقديرها، ابتداء من اختيار الخبر، وكيفية تقديمة للجمهور، واختيار العبارات الأنسب، التي تحمل الخبر وتنسجه بأنسجة خصوصيات الجمهور الثقافية والمعرفية والتاريخية والدينة …
وأن تنعت الجمهور بصفة قدحية، مثل ما سبق أن سمعنا (جيل الضباع)، فهذا لا يحق مطلقا، جريمة في حق الجمهور، الذي لولاه لما كان الصحافي موجودا، كذلك يزداد الموقف بؤسا وسخافة، حينما نبرر نعوتنا القدحية للجمهور، (جيل الضياح) بمرجعية، أن محمد كسوس أطلقها على رغبة من يريد أن يقضي على الفكر، بأنه يريد خلق (جيل الضباع)، صحيح أن العبارة في هذا الحوار بين الصحافيين أُحدِثَ لها انزياح، وسُلخت من سياقها الذي ساقها فيه محمد كسوس، وهذا تحريف خطير للصحافي الذي استعملها وادعى أنه استعارها … إضافة أن نعت الجمهور بالضباع لا يقبله لا عقل ولا علم ولا دين، انطلاقا من حقوق الإنسان، إلى المرجعية الدينية، ( وكرمنا بني آدم)، بل سجد له النور الذي تجسد في سجود الملائكة، ثم أن الله تعالى خالق هذا الإنسان، بمكانته سبحانه، لم ينعت الإنسان ولو كان كافرا بالحيوان أبدا، وإنما تواضع واحترم خلقه فيما جاء في كتابه العزيز، يقول سبحانه:
الآية: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ الفرقان (44).
﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾الجمعة 5
فالله تعالى شبه الذين لا يسمعون الحق ولا يتبعونه مثلهم مثل الأنعام، فجاءت كاف التشبيه، إذ وجه الشبه بينهما (عدم الاستماع أو تعقل الحق)، فمثلما الأنعام لا تسمع الحق ولا تعقله، كذلك هناك من البشر من يشبهها في ذلك…
في الآية الثانية، (كمثل الحمار)، تشبيه بكاف التشبيه، بين الذين يعلمون التوراة ثم لا يحكمون بها، مثلهم مثل الحمار في عدم الاستفادة، فالحمار يحمل أسفار (كتبا) بالطبع لا يستفيد وهذا طبعه في خلقيته، وهذا هو وجه الشبه بين الحمار ومن من الرهبان من لا يحكم ما يعلمه من التوراة في زمانهم، (عدم تطبيقه). إذن الله سبحانه، لم يقل إنهم أنعام، أو حمير، وإنما شبه فعلهم ووضعهم بفعل الحيوان …
كذلك في الحوار نعت أحد الصحفيين الآخر ب (الغراب) يقصد به نعتا قدحيا، وهذا لا يليق.
ولم يكتف هذا (الصحافي ر) بذلك، بل نصب نفسه حكما على تحديد فكر الناس، ووصمهم بالجهل والتكلس الفكري والسطحي الموجودة في جيل الضِّباع، وهذا لعمري سخيف وفظيع للغاية، يا ليث الصحافي المحترم سكت…
ـ الصحافي المهداوي حكواتي … عنده الوسخ (سوابق إجرامية)، وقضى عقوبة سجنية كيف أعطيت إليه بطاقة الصحافة؟
- تعليق د عبد الله صدقي
الامتثال أمام العدالة أمر واجب عند حدوث واقعة، والفرد يمكن أن يكون متهما أو بريئا، كيف نعير الصحافي ونتهمه بأن ملفه متسخ لمجرد أنه اعتقل، من غير أن نبرز نوع التهمة؟، وإلا فالمكر في الكلام…
يقول الرمضاني: ـ أنت يا المهداوي ترسل الأخطاء والمغالطات
- تعليق د عبد الله صدقي
أبرز الأخطاء، الادعاء من غير دليل، ثم ماذا تهدف من وراء هذا الاتهام؟؟؟
يقول الرمضاني: ــ أنت يا المهداوي مجرد غراب، هذا هو حال المرتزقة، ـ فهو لا يعجبه من يصفه بالمرتزق، رغم أنه مرتزق ممتاز
- تعليق د عبد الله صدقي
المرتزق سيدي ليس هو من يبحث عن الرزق كما حاولت أن توضح أنت، وإنما يحصل على المال بالباطل، وبأشنع الطرق، كالتملق، والافتراء، والقتل للحصول على المال …
الصحافي الرمضاني: ـ أنت يا المهداوي تطاولت على أسيادك
هذه لغة الأسياد والعبيد، اسأل هيجل في كتابه ظاهرية الروح
Phénoménologie de l’esprit
يقول الرمضاني: ـ أنت يا المهداوي ـ (البوحاطي لاخر)، الخادع الذي يلعب دور الضحية
- تعليق د عبد الله صدقي
كلام لا معنى له …
الصحافي الرمضاني: ـ أنا يا (المهداوي) أحسن منك في اللغة
- تعليق د عبد الله صدقي
تفاضل غير منطقي إطلاقا، لا نتفاضل بحروف علم اكتسبناه، وقد ردَّ عليك (الصحافي ح)، (إن علمت شيئا غابت عنك أشياء …
الصحافي الرمضاني: ـ الصحافي المهداوي ينشر الجهل والأمية
- تعليق د عبد الله صدقي
كيف اكتشفت ذلك، قدم مثالا، ثم كيف يمكن للصحافي أن بنشر الأمية والجهل، هل تريد أن تقول الاخبار المزيفة، فإن كان ذلك، فهناك الجهات التي تملك صلاحية اتباعه قانونيا!!!
الصحافي ر: ـ ـ أنت أيها (الصحافي ح) محترف في التدليس اللغوي
- تعليق د عبد الله صدقي
كلام لا معنى له
الصحافي الرمضاني: ـ لا يهمك يا المهداوي، إن لم تكن لدي بطاقة صحافي، أو لم تكن لدي شهادة الإجازة…
- تعليق د عبد الله صدقي
صحيح أن احترام المهن تقتضي الحصول على المؤهلات، أو على الأقل تكوينا معينا، والحديث في هذا المجال دقيق …
***************
(الصحافي ح)2
ـــ أقوال واتهامات الصحافي (المهداوي) للصحافي (الرمضاني) تمثلت فيما يلي:
يقول (الصحافي المهداوي):
ـ أنت يا الرمضاني ليس لديك إجازة، وليست لك بطاقة صحافي، إذن أنت منتحل لصفة الصحافي
- تعليق د عبد الله صدقي
هذا لا يهمك أولا، هناك جهات معنية
الصحافي المهداوي: ـ إنك يا الرمضاني لا تستحيي (ما كاتحشامش أ صاحبي)، تقلل الحياء على الحياء
- تعليق د عبد الله صدقي
لا يجب ان يكون ذلك على الهواء، وأمام الجمهور
الصحافي المهداوي: ــ أنا لدي الإجازة في الأدب وإجازة في القانون، وعندي الماستر، وعندي بطاقة صحافي، أنت أيها (الرمضاني)، ليست لديك لا إجازة ولا بطاقة
- تعليق د عبد الله صدقي
بالصحة والعافية، لكنَّ هذا أمر لا يهمك، إضافة أنه يعمل في مؤسسة معروفة تمتهن مجال الصحافة بامتياز، فهو من موظفيها إذن … قد يكون ممارسا، أو …
المهداوي: ـ لو افترضنا يا الرمضاني أنك أذعت خبرا، ثم استدعتك الفرقة الوطنية لا قدر الله، ستُتابع بالقانون الجنائي، لأنك لا تملك بطاقة صحافي، لأنك تصير آنذاك منتحل صفة!!! ولكنني سأتضامن معك يا الرمضاني …
- تعليق د عبد الله صدقي
يتحمل مسؤوليته، أنت من تكون؟؟؟ ثم أنه يعمل في مؤسسة إعلامية، هم أدرى بأعمالهم…
الصحافي المهداوي: ـ أنا يا الرمضاني صححت وضعيتي القانونية، أما أنت فلم تصحح وضعيتك القانونية فيما تزاوله من عمل صحافي
- تعليق د عبد الله صدقي
لا شأن لك بذلك أيها (الصحافي الكريم ح)
ـ أنت يا أيا الرمضاني لستَ صحافيا، وتريد تقييمي وأنا صحافي، ليست لديك صفة، مشكلتك مع المُشرِّع الذي لم يخولك البطاقة، ماذا سأفعل لك!!!
- تعليق د عبد الله صدقي
هذا من حقِّك، اللهم اهدِ خلقك…
المهداوي ـ أحدهم خلق حسابا وهميا وأنت يا الرمضاني تروج له…
- تعليق د عبد الله صدقي
هناك يا سيدي الجهات المعنية، أنت بعيد كل البعد عن هذه المسؤوليات …
نتمنى أن ينتبه هذان الصحافيان الكريمان إلى هذه الهفوة، ويعلما أنهما مكسب لوطنهما، وأن كل منهما يعمل على شاكلته، وضميره المهني، وأن المغاربة لا يحطون من شأن أبنائهم…
أنتم أهل الصحافة جميعا بمختلف درجاتكم ومكانتكم، كبيرة متوسطة صغيرة، بمثابة الأعين التي تشاهد أغلب الأشياء المتوارية خلف الضوء، وتقول كل ما ترى … أخي الرمضاني أخي المهداوي، أتمتى لكما رجاحة العقل والتسلح بالحكمة وسعة الصدر … وما فيكما من قيم العمل الصحافي والإنساني ليس بالهين … أنتما من أبنائ جلدتنا حييتما بتحية تمغربيت أخوكما د عبد الله صدقي