غمزة: ثقافة احترام الذات
….إن ثقافة احترام الذات تعتبر من أهم الركائز الأساسية التي تقوم عليها صحة الإنسان النفسية والاجتماعية. فهي تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية الفرد وتوجيه سلوكه وتفاعلاته مع الآخرين. يعكس احترام الذات الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى نفسه وقيمته الشخصية، وهو عامل مهم لتحقيق النجاح والسعادة في الحياة.ناء ذات محترمة ليس بالامر الهين .. بل هو مهمة غاية في الصعوبة ويجب ان يتم باحترافية شديدة ومراعاة عدم الافراط والتفريط ..فالإفراط والمبالغة تخلق ذاتا متكبرة مستفزة والتفريط يجعل من الذات ذاتا مستكينة تثير الشفقة ..وبمناسبة ذلك وليس بعيدا عنه ..فإن الكثيرين ممن نتخذ منهم موقفا سلبيا منهم كارهين غرورهم …. أو ضائقين ذرعا بتفاهتهم ..قد لا يكونوا سيئين بقدر ما كانوا فاشلين في التعامل مع ذواتهم … واقعين ضحية إفراطهم وتفريطهم ..الخطوة الأولى لبناء ذاتا محترمة هي .. معرفة حجمها .. أن تقف عند حدودها .. فالمتكبر والمغرور من بالغ في تقييم ذاته فأوهمته .. وأهانته .. والساذج أو التافه من احتقر ذاته واستخف بها حتى سحقته ..ما بين المتكبر والمتصاغر مساحة كبيرة يعيش بها معظم أسوياء الناس ..وبدرجات متفاوتة ..بعض السذج يحاول بناء احترام ذاته بالاستخفاف والنيل من ذوات الآخرين ..والبعض يحاول تقمص ذاتا غير ذاته لكنه يتعب من التمثيل ..
احترام الذات …من إيجابياته أنه يصنع منك إنسانا .. ولكن من سلبياته أنه يفقدك الكثيرين من حولك ممن لم يرتقوا بإنسانيتهم ..من حسنات احترام الذات ان تترفع عن الصغائر ..لكن من منغصاتها ان تكون مرمى لسهام الصغار ..من حلاوة احترام الذات أن تكون دائما من تملك الخيار ..ومن مرارتها أن لاتجد من يكمل معك المشوار ..
احترام الذات ليس مجرد مفهوم نظري، بل هو أساس لرفاهية الفرد وتقدمه في الحياة. من خلال فهم الذات وتقبلها، وتنمية التفكير الإيجابي، والعمل على تحقيق الأهداف الشخصية، يمكن للفرد بناء ثقافة احترام الذات التي تعزز من قدراته وتساهم في تحقيق السعادة والنجاح. المجتمع بدوره يلعب دورًا كبيرًا في دعم هذه الثقافة من خلال التربية والتعليم والإعلام، مما يساهم في بناء جيل واثق من نفسه وقادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة وإيجابية.