الواجهةمجرد رأي

حديث وشجون

بقلم أبو أيوب المحلل السياسي الدولي للجديدة نيوز

أبو أيوب 2024/7/3

حديث جمعني بصديق حميم و رب أخ لم تلده أمي … حديث دار أثناء زيارة قادته من أرض اليقطين صحبة قرة عينه كبيرة أحشائه ، تناولنا خلاله مختلف القضايا أثناء مأدبة غذاء … ومن بين المواضيع التي تطرقنا لها العلاقات المغربية الإسبانية الجزائرية ضمن سياق تمدد المحور والحلفاء بالمنطقة الشرق أوسطية والخليج الفارسي ، على حساب تبدد حلف وأدوات وظيفية ( Etats Vasals) كخادمة طيعة لأوامر السيد اليانكي أو إمبراطورية مورغان كما دأبت على التسمية في مقالات عدة نشرت بعناوين شتى على موقع رب أخ لم تلده أمي( موقع الجديدة نيوز أو على الأصح الصفحة الرسمية ل…)..

يومها صرحت بأن سنغافورة شمال إفريقيا بدون منازع ستكون الجزائر دائما ضمن السياق الدولي وأزمات الشرق الأوسط والخليج ، وهذا ما يحيلنا على أربع أو خمس مقالات نشرت على الصفحة ذاتها خصصت مجملها لنبذة مختصرة لثنائي الأزمنة العربية ( قومية مصرية/ سعودية إسلامية رغم بعض المؤاخذات التي تصب في خانة السنة والشيعة أي التفرقة، نبراس المستعمر القديم وأخص بالذكر بريطانيا “فرق تسد”) والثالث قيد التبلور، فلمن تكون الزعامة وما هي مقوماتها ومتطلباتها ؟
– أولها اقتصاد ومن الضرورة أن يكون مدعوما بقوة عسكرية ( أمريكا مثالا لا حصرا )
– جبهة داخلية داعمة غير متصدعة ولا مشروخة
– أقل مستوى مديونية خارجية حفاظا عن القرار السياسي السيادي حتى لا يتم السقوط في الإرتهان للخارج .
-الإستثمار في العنصر البشري وضمان حوافز للتشجيع على الإبتكار وإنتاج الأفكار ( سنغافورة مثلا بلد المستنقعات والبعوض ووو، والتي رفضتها ماليزيا وتخلت عنها أو تجاهلتها وحسبتها وقتذاك عالة عليها) ، واليوم أنظروا إلى ما وصلت إليه بفضل الإستثمار في الإنسان عوض الإستحمار …
– تحقيق الإكتفاء الغذائي ( لا حرية لشعب يقتات من وراء البحر كما جاء في الكتاب الأخضر للقذافي مثال) .

بالتالي كل المقومات و الدلائل تشير إلى سنغافورة شمال إفريقيا وما حققته من إنجازات في ظرف خمس سنوات إذ حققت ما لم تحققه في خضم سنوات كثر فوتت عليها فرصة الزعامة .

نعم ، اليوم يتأكد بالملموس ما خلصت إليه أثناء زيارة أخ لم تلده أمي صحبة الفلذة ، ولمن يريد التدليل والحجج والبراهين شرط الإلتزام بالموضوعية و النأي بالنفس عن العاطفة وحب الإنتماء وعدم الطعن في الولاء ولا حتى الإتهام أو التوهم بالعمالة والخيانة ، إليه وإلى الكل ما يفيد ومن شاء التفنيد فله ذلك .
– الذكاء الإصطناعي كما نومونا به وأذاقونا عسله في القنوات الإعلامية المملوكة والخاصة فيما له علاقة بالإنتاج الفلاحي بالجنوب ، أظهر أن 70 قنطارا من القمح الصلب في الهكتار ( 80٪ من احتياجات البلد ) ، وأن نسبة 60 الى 65 قنطار قمح لين في الهكتار مثالا لا حصرا .
– البنك الدولي في آخر تقرير له يصنف سنغافورة شمال إفريقيا كثالث اقتصاد إفريقي بعد جنوب إفريقيا ومصر .
– نفس البنك في تقرير له يصنف سنغافورة إفريقيا في المرتبة الأولى من حيث الدخل المتوسط الأعلى بإفريقيا .
– ثاني قوة عسكرية بإفريقيا بعد مصر وثالثة عربية بعد السعودية بحسب غلوبال فاير باور فيما التصنيف الدولي اختلفت حوله التقارير بين غلوبال فاير وميليتري ووتش لكن يبقى من الأوائل على الصعيد العالمي .
– إحتياطي العملة الصعبة وتقريبا صفر مديونية فضلا عن جلبها للاستثمارات الدولية شرقية روسية صينية و غربية أمريكية إيطالية ألمانية …
– ثاني قوة بحرية بالأبيض المتوسط ومجمل تسليحها موجه للجناح الغربي للمتوسط في حال حدوث حرب عالمية ثالثة ، فضلا عن كلمتها المسموعة في أزمات المنطقة ، سواء ما تعلق منها بدول الساحل والصحراء أو الشرق الأوسط والخليج والسودان وليبيا وشمال إفريقيا ( قضية الصحراء) .
– عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي ومعارضتها ومناكفاتها للسياسات الغربية الأمريكية على الخصوص جعل منها رقما صعبا في المعادلات الدولية ( مجلس التمن الدولي بخصوص فلسطين وحوثيو اليمن والسودان وملف ليبيا مثالا لا حصرا ) .
– دفاعها المستميت عن إدخال إصلاحات بمجلس الأمن الدولي وسعيها لمنح إفريقيا مقعدين على الأقل كعضوين دائمين بالمجلس يتمتعان بحق الفيتو لجبر ضرر الأفارقة … أمسى حديث المجالس السياسية الغربية ورجالات القانون .
– اليوم نفس الذكاء الإصطناعي يتجسد على أرض الواقع .. طوابير ليست على الحليب أو السميد أو .. بل من شاحنات وآليات ثقيلة في اتجاه بشار وتندوف بهدف استكمال سكة الحديد الناقلة نحو الشمال بوهران لحديد غارة الجبيلات ، فضلا عن مشروع إحداث قرى للعمال بالمناطق المعنية …
– الإستثمار في العنصر البشري يقتضي بالضرورة توفير منظومة صحية وتعليمية بالمجان … وما يواكبها من أبجدية الحياة الكريمة، منحة بطالة قلت أو علت قيمتها، وتوفير سكن وشغل ( قرابة 250.000 شقة تم الإعلان عن تسليمها لصالح المستفيدين عبر أرجاء البلد مثال) … أي بمعنى من المعاني ، اقتسام الثروة رغم بعض الشوائب والنواقص …
– يروجون للتنويم بأن البلد يعيش عزلة بينما الحقيقة تكثيف لأنشطة مع مختلف الشركاء السياسيين والإقتصاديين بما فيهم أمريكا والمنظومة الغربية في شموليتها ، الكل يخطب الود … ود الزمن العربي الثالث والأول إسلاميا حيث انصهار السنة والشيعة في بوثقة واحدة ( مناصرة الحوثيين باليمن وحزب الله بلبنان وهم شيعة بمجلس الأمن الدولي في تحد سافر للغرب ، فضلا عن العلاقات المتميزة مع إيران مثال) .
– فطاحلة العربان المستعربة قالوا ولم يلتزموا بقول الأجداد … شر البلية ما يضحك والمصيبة إذا عمت هانت والضرورة تبيح المحظورات … ومعروف الرصافي خلد شعرا … هل يرجى للأطفال كمالا … إذا ما رضعوا ثدي الناقصات …
– خلاصة القول عود على بدء ، والبدئ أصل الحكاية كما أرويها صادقا بمنتهى الموضوعية وبتجرد من العاطفة ورپ أخ لم تلده أمي شاهد يوم قلت أثناء مأدبة غذاء جمعت بين أربع .. يومها قلت بسنغافورة شمال إفريقيا لكنه لم يستسغ التحليل .
– اليوم يتأكد بالملموس الدور المحوري الذي تلعبه سنغافورة إفريقيا في حل أزمات العالم رغم مهازل التشويش ، ويكفيني اعتراف الغرب الذي تجلى في قمة مجموعة السبع التي استضافتها إيطاليا … حجيج شوهد على مرأى من الجميع (ماكرون/ بايدن من خلال تصريحات جوشوا هاريس والسفيرة الأمريكية بسنغافورة حديث اليوم .. بل خضوع وركوع وخنوع للإمارات الهندية الفلبينية بعدما خالت نفسها المتفوقة ) .
– الآن أجزم بميلاد عالم متعدد الأقطاب لا مكان فيه للغرب في شكل منظومته الحالية، غرب استنزف في أوكرانيا والبحرين العربي والأحمر بما يشمل المتوسط والمحيط الهندي حيث تجري معارك طاحنة بين اليمن وأمريكا وبريطانيا ودويلة الكيان ( حاملات الطائرات إيزنهاور مثال) .

كما أجزم ببداية الزمن العربي الثالث و الأول إسلاميا بمشاركة سنية شيعية سحبا البساط من تحت أقدام من تاجروا بالقضية وراهنوا على انحباس تمدد المحور والحلفاء . والفضل كله لطوفان الأقصى الذي انطلق يوم السابع من أكتوبر 2023 ولا زال يرخي بظلاله على المسرح العالمي بعدما استدرجت المنظومة الغربية للمستنقع الشرق أوسطي حيث المقبرة … مقبرة الغزاة الطغاة وما التف حولها من عروش محمية … فالبقرة الحلوب متى جف ضرعها وجب ذبحها … هكذا قال من يستعد لخلافة بايدن والإنتخابات على أشدها كما المد العنصري كذلك …

عروش ستهتز وخريف ملكيات في المستقبل المنظور …

أبو أيوب يقرئكم السلام أو شالوم كما شئتم … فدواب موسى لا يصلحون سوى للركوب وقضاء المآرب فيما مكانهم الإسطبل … مقولة من طبعنا معكم فأينكن يا أقحاح ويا أشبه الذكور أما الرجولة فحدث دون حرج ؟

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى