بقلم أبو أيوب 2024/7/19
إشكالية على شكل حقائق واقعية لا زلت ابحث لها عن جواب ، مهما يكن نوعه ايجابا أو سلبا فالأمر لا يهم، بقدر ما يهم ثقل الوقع الذي يفرض نفسه على الجغرافيا السياسية لضفتي المتوسط الشمالية و الجنوبية …
جزيرة كبريرا تقع بالأبيض المتوسط متنازع حولها بين اسبانيا و الجزائر، و امرها لم يحسم بعد رسميا وفق مقتضيات قانون البحار ، اي القانون الأممي المتعلق بترسيم الحدود البحرية بين الدول المعنية، لكن بها تواجد ثنائي اسباني جزائري قد نقول برضى الطرفين او كأمر واقع …
جزيرة اخرى بالأبيض المتوسط هي اليوم موضع خلاف ثنائي ايطالي جزائري و امرها كذلك لم يحسم بعد ، لكن قد تشكل منصة انطلاق لتعزيز تعاون أوثق و أكبر مردودية يعود بالنفع على الدولتين حيث التاريخ و الجغرافيا يلعبان ادوار طلائعية… مثلا مرور انبوب الغاز الجزائري الثالث صوب ايطاليا عبر المتوسط ( انبوب عبر البحر نحو اسبانيا/ انبوب عبر تونس و البحر نحو ايطاليا/ انبوب ليبيا ايطاليا المشروع الذي تشرف عليه شركة سوناطراك الجزائرية (+40٪ من الأسهم حصة الشركة)
بالتالي تتوضح الصورة أكثر خاصة إذا علمنا بأن الهدف الرئيس للجزائر يسعى الى توسيع نفوذها بشمال غرب أفريقيا و دول الساحل و الصحراء، و لن يتم هذا الا بجعل ايطاليا منصة انطلاق واردات الغاز الافريقي ( غاز ليبيا و الجزائر و نيجيريا دون الأخذ بعين الاعتبار غاز و نفط نيجيريا و مالي و موريتانيا و السينغال بعد الاكتشافات الأخيرة) ، أي التحكم في الأمن الطاقي الأوروبي و جعل ايطاليا المنفذ المنقد لعموم اوروبا و المانيا على رأسها بحكم انها قاطرة اوروبا الاقتصادية نكاية بإسبانيا او تذكيرا بما رمي في عرض البحر من تاج …تاج عقدة الملوك الاسبان لحد الساعة …دليلي في هذا لا احد منهم حمل تاجا على رأسه منذ معركة نافارين سنة 1827 م …
اسبانيا التي سعت عهد سانشيز إلى تقويض المساعي الجزائرية كأكبر دولة بالمنطقة الأفريقية مساحة و قوة اقتصادية و عسكرية ، و التاريخ هنا هو الفيصل و القاسم المشترك الذي لعب و يلعب و لا زال دورا طلائعيا في علاقات هذه الدول الثلاث ..
فماسينيسا مثلا اثناء حقبة الرومان ايطاليا حاليا شكل عقدة لها / معركة نافارين البحرية سنة 1827 م بين اسبانيا و الجزائر يوم ألقى الملك الاسباني تاجه في البحر و عاد الى بلده اسبانيا مدحورا مهزوما.. كذلك شكلت عقدة … مثالين من صلب الحقب والاحداث .
التاريخ لا يرحم لكن يعيد ذاته و لو بصيغ مختلفة …من بين الوقائع التاريخية التي عمقت و ثمنت العلاقات الايطالية الجزائرية ، رغم الاختلاف و تنازع السيادة على جزيرة متوسطية لا زالت غير محسوم في امرها بعد .. الا أن علاقات البلدين في اضطراد ايجابي مستمر و التاريخ عصبه كما اسلفت الذكر ، كيف ذلك ؟
سنة 1995 و في عز بداية العشرية السوداء بالجزائر على اثر فوز النهج الاسلاموي ، و ما تولد عنها فيما بعد من تورط أجنبي او لنقل خارجي احتراما المشاعر و المشترك و و موضوعية التحليل …كل الدول اغلقت حدودها مع الجزائر بما فيها فرنسا و اسبانيا و الدول الغربية و المغرب ليس استثناءا ، بل فرضت نظام التأشيرة على كل الجزائريين الراغبين وقتذاك باللجوء الاضطراري كضحايا حرب أهلية .
الاستثناء كانت ايطاليا التي ارسلت مساعدات و وفرت امكانيات و ساعدت و دعمت و اقرضت وووو…و عند الضيق يمتحن الصديق و ليس يفتقد …أليس كذلك ؟ بلى و لكن ليطمئن قلبي
اليوم كل من ايطاليا و الجزائر فهمتا ما لهما و ما عليهما وفق منطق التاريخ و الجغرافيا السياسية و التعايش المشترك …لذا لا غرابة اذا ما لاحظنا و تتبع الجميع المستوى المتقدم في تعزيز العلاقات الثنائية للجناح الشرقي بالضفة الشمالية من الابيض المتوسط بعدم ازاحت ايطاليا تركيا عسكريا و جيوستراتيجيا ، و هو بالمناسبة جناح حلف شمال الاطلسي فيما الجناح الجنوب غربي للأبيض المتوسط الجزائر كقوة عسكرية بحرية ثانية بالمتوسطة بعد اسرائيل شرقه ، و قوة اقتصادية صنفها البنك الدولي كثالث قوة افريقية بعد مصر و جنوب افريقيا ، و قوة طاقية السابعة عالميا بحسب تصنيف مجموعة الدول المصدرة للغاز الطبيعي ، و كاول قوة عسكرية افريقية من حيث السلاح الجوي و منظومات دفاعه ، و الثانية بعد مصر بالقارة السمراء مع اختلاف العقيدة العسكرية و الثالثة عربيا بعد كل من السعودية و مصر بحسب موقع غلوبال فاير باور الامريكي فيما موقع ميليتري ووتش يصنف الجزائر في المرتبة الأولى عربيا و افريقيا و الثانية بالابيض المتوسط لا سيما سلاح الغواصات و البحرية عموما وسط أنباء عن قرب تسلمها حاملة طائرات صينية الصنع تعزيزا لها كقوة عسكرية في مواجهة الجناح الغربي لحلف الاطلسي ..
غصة او عقدة اخرى تنضاف لسجل العلاقات بين البلدان الثلاث ، و في حالة تسليمها أو تسلمها مع الاعلان عن ذلك ، سواء ما بعد شهر شتنبر المقبل تاريخ الانتخابات الرئاسية الجزائرية…و لربما احتفاءا مزدوجا بنجاح ع.م.تبون في الانتخابات الرئاسية لعهدة ثانية المحددة دستوريا ، او بمناسبة الاحتفال باستقلال الجزائر مطلع نونبر القادم ..
الإشكالية كما افتتحت بها المقال و كل ما فيها مجرد تساؤل بريئ عن دور المغرب فيما يجري و يحدث في محيطه الإقليمي و الجهوي..استنفار عسكري اسباني غير مسبوق بكل من سبتة و مليلية و ارخبيل كناريا و الجزر الجعفرية و جزر ليلي و جزيرة النكور و شاطئ منتجع باديس بالحسيمة …
و جزيرة لا زالت تقبع تحت الاستعمار البرتغالي غرب العرائش بالمحيط الأطلسي ..! أمر غريب عجيب و غير مستساغ و لا يمكن هضمه و لا تبريره…لذا اتسائل كما اسلفت القول عن 12 قرنا من الحضارة ؟ و عن الحدود الممتدة حتى نهر السينغال؟ و عن فتوحات طارق و عقبة …؟ و عن السودان الغربي” مالي النيجر حاليا ” و موريتانيا و الصحراء الشرقية؟ اتسائل عن اراضي مترامية الاطراف شاسعة شساعة الفم او الفاه او الدقن المغربي في وسائل الانفصال الاجتماعي … ما مجموعه اكثر من 21 جزيرة و صخرة و مدينتين يتم الاستعداد لتحريرها في المواقع بينما الواقع أمر حاصل و محسوم …
بالله عليكم حدثوني عن المفاخر و الانجازات طيلة عقدين و اكثر من الزمكان المغربي ..و رغم كل هذا لا زلت اتسائل عن 12 قرنا من الحضارة و النظارة و البشارة بمستقبل واعد، رجاءا حدثوني.. اما الأفواه المشرعة يمينا و يسارا شمالا و جنوبا فأمرها متروك للتساؤل و المسائلة و لو بعد حين ، لكن شرط التجرد من العاطفة و الالتزام بالموضوعية و الواقعية السياسية وفق معطيات الواقع و ليس صدى المواقع، ماذا حققت الوقفات و المسيرات و مذكرات الاحتجاج و التنديد و الشجب …؟
صحيح انه امر تفاعلي و انساني وجيه تضامني مع اولى القبلتين و اهل ثالث الحرمين مسجد القبة و الاقصى مسرى خير البرية صلعم و معراجه ..خطوة نبيلة حد الانبهار لكنها غير كافية …و وفق السياق و المعنى من وصفي للغير المطبعين و الرافضون له ، و المطبعون الذين اعلنوا جهارا نهارا بأنهم كلهم اسرائيليون…بأن القافلة تسير و …. تنبح ، رجاءا كل الرجاء و الاحترام اللازم لاستنتاجاتهم و خلاصات مواقفهم اقول عذرا .. انا لم أستهدف احدا مهما كان على او دنى شأنه .. همي الوحيد تحليل الأحداث و مجرياتها و تطوراتها و تفاعلاتها … تحليلا منطقيا عقلانيا موضوعيا الى أقصى الحدود …
و لمن اراد البوح باستنتاج فما عليه سوى الرد على أكابرة خاخامات اسرائيل عندما وصفنا نحن جميعا و وضعنا في كفة واحدة ( المطبعون و الرافضون المغاربة ) و كل العرب بدواب موسى …لا تصلح الا للركوب عليها و قضاء المآرب فيما مكانها الاسطبل و لست انا القائل أليس كذلك ؟
رجاءا استنتجوا و ردوا على من اعتبر المغرب مملكة بني اسرائيل و على من ادرج العبرية بالمناهج الدراسية ، و على من قال باسرائيل الغربية في إشارة إلى التعاون العسكري الثنائي بين المغرب و اسرائيل
من هذا المنبر اؤكد للجميع و لن أستثني منهم احدا …انني لم أقصد او أتعمد إهانة اي مغربي كان ..عندما قلت بالقافلة تسير..بقدر ما يتعلق الأمر بوصفهم هم الذين طبعنا معهم و اقمنا علاقات و نسجنا اتفاقيات شملت الكل حد تهديد الامن القومي المغربي و فقدانه السيادة على ما تبقى…هم من وصفونا و العرب أجمعين بدواب موسى …و الدواب قطعان من كلاب و حمير و ذئاب و خراف و دببة و حمر زرد…لذا قلت بالكلاب تنبح وفق وصفهم لنا و لست استثناءا يحسبهم هم الواصفون لنا ، رجاءا و مع كل الاحترام لا تستنتجوا ما لم أقصده و استنتاج البعض يبقى حكرا عليه و أنا أحترمه جملة و تفصيلا ..بل ردوا على من وصفنا بدواب موسى .. المسيرات و الوقفات و المذكرات لم تفرز شيئا يذكر …فما العمل ؟ عنوان كتاب لينين ….ابحثوا عن بدائل أخرى و لكم حرية الاستنتاج، ركزوا على اللب و دعوا القشور، فالاستنتاج الأصح و ليس التمظهري الرغبوي الافراغي للمكبوتات تصيدا لربما لهفوات البعض او زلات اللسان…يتطلب التركيز على الهدف و ليس الدوران حوله ، و كما يقال لكل لسان زلة او هفوة و لكل حصان كبوة و الحصان رمز القطعان العرب بحسب وصفهم لنا ..
لذا أصبح لزاما علينا الاختيار بين الحيوان الناطق و النطق سمة الاثنين ، و الحيوان ككائن ذو حضارة تتميز بتميز الانسان و ليس الحيوان…فلننفض عنا ما وصفنا به من طبعنا معه انبطحنا له حتى الركوع و الخنوع ….
دمتم في حفظ من لا تضيع ودائعه و معذرة ان أنا اسأت عن غير قصد للمستنتجين…و الاستنتاج حق مشروع لا مراء عليه …تحياتي و تقديري للجميع