أخبار دوليةالواجهةمجرد رأي

رسالة الاختيار بالتزامن مع التصعيد العسكري

بقلم أبو أيوب 2024/8/7

قطعا للطريق أمام المزايدات السياسية في تصدر المشهد السياسي ارتباطا بالحرب على غزة ، بين مشعل كزعيم لحماس بعد اغتيال اسماعيل هنية بطهران ، ودحلان المرشح الأوفر حظا خلفا لعباس .. جاء الرد صاعقا و من عمق أنفاق غزة وغزة كلها انفاق ، انتخاب يحيى السنوار زعيما لحماس بدون منازع .

السنوار هذا هو من أذاق الأمرين لإسرائيل وأمريكا الداعمة بقوة مالية وعسكرية ومن ورائهما بريطانيا وفرنسا وألمانيا والأنظمة الملكية في الوطن العربي ، هذه الأخيرة أصيبت شافاها الله من سكيزوفرينية الموقف السياسي في بعده الانساني والأخلاقي … بين دعم لفظي لفلسطين ودعم واضح لما تقوم به إسرائيل ضد المقاومة الغزاوية التي تحصرها في حركة حماس والتي يعتبرها الغرب ، ليس كل الغرب ، حركة إرهابية وضعت على لائحة الإرهاب الدولي بحسب أمريكا راعية الإرهاب في العالم ، أي منطق هذا ؟

هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق كلينتون بطل فضيحة لوينسكي الجنسية ، ووزيرة الخارجية الأمريكية سابقا ، والمترشحة للرئاسة الأمريكية في مواجهة ترامب … هي نفسها بشحمها ولحمها من اعترفت في كتاب لها صدر وتمت دراسته وتحليل مضمونه قبل حوالي خمس سنوات ، بأن القاعدة ودولة الخلافة وما تفرخ عنهما من جبهة النصرة والقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي …، وما تفرع من فروع هي صناعة أمريكية بامتياز … ألم يشهد شاهد من أهلها ؟

اليوم أبشركم بأن الرد لا محالة وبكل تأكيد قادم مهما كانت العواقب ، وأن إسرائيل وأمريكا والداعمين لهما يقفون على رجل ونص كما جاء في خطاب سابق لنصر الله زعيم حزب الله اللبناني ورأس حربة أو رمح محور وحلفاء تمدد … محور و لا زال يتمدد على حساب حلف وأدوات وظيفية يتبدد ، تذكروا يوم قلت بأن أمريكا تورطت وجرت جرا للمستنقع الشرق أوسطي ، بعد استنزافها في حرب أوكرانيا جاء الدور على استنزافها في الشرق الأوسط والخليج
وهي اليوم تقف عاجزة عن كبح جماح وفشلها في صد هجمات الحوثيين باليمن والحشد الشعبي بالعراق وحماس بغزة والضفة ، وحزب الله بلبنان ( مجزرة المارينز ببيروت ثمانينات القرن الماضي لا زالت ترخي بظلالها على السياسة الأمريكية العامة بالمنطقة ) .

وسيتكرر الأمر ذاته في حال اندلاع حرب إقليمية ، و اليوم الحوثي يعلن عن استهداف مدمرتين وسفينة وإسقاط ثامن مسيرة RQ9M أمريكية الصنع في سماء صعدة …! فضلا عن استهداف التواجد العسكري وأدواته بسوريا وعين الأسد بالعراق الذي خلف قتلى و جرحى وخسائر …

بالتالي أعتقد بإصرار أن الرد المقاوماتي الأعنف بزعامة إيرانية ورأس حربة لبنانية هي مسألة وقت وتحضيرات مباغثة ، وقد تحصل قبل أو بعد 18 غشت الحالي بأيام معدودة نظرا لما يرمز له هذا التاريخ في الذاكرة الجماعية لدويلة الكيان منذ إعلانها بعد الحرب الكونية الثانية … ثلاث صفعات أو هزائم وفظائع تلقتها إسرائيل يوم 18 غشت في فترات متباينة منذ الإعلان عن الدويلة، وقد يتكرر الأمر نفسه اليوم قياسا أو ضمن سياق رمزية الثامن من غشت في الذاكرة الجماعية لاسرائيل، والثمن المطلوب مقاوماتيا دم عسكري ومستوطنون ضحايا وخراب مواقع حساسة ومراكز استراتيجية بهدف وضع حد نهائي للصلف الإسرائيلي والتجبر الغربي ، تمهيدا لإقبار معاهدة سايس بيكو ونعيها إلى مثواها الأخير ،فتوطئة لعالم متعدد الأقطاب رأسا رمحه الصين وروسيا بما يخدم مصالح الشعوب ودول العالم على حد سواء .

إن ما يحدث اليوم بالشرق الأوسط والخليج ضمن سياق طوفان الأقصى في يومه + 300, يشكل نقلة نوعية وفرصة قيمة في تشكيل منظومة دولية جديدة فاعلة ومؤثرة ، ثمرتها انكفاءة غربية بريطانية فرنسية بالأساس ، وانعزالية وتقوقع أمريكا على مشاكلها الداخلية على ضوء الشرخ الذي أصاب جبهتها الداخلية في ظل تمدد الفكر العنصري .

بالتالي ووفق المعطيات من قبيل الجسر الجوي لشحن السلاح على مدار 24 ساعة بين روسيا وإيران ، فضلا عن وصول أسلحة روسية نوعية وخبراء روس إلى اليمن ، وعلى ضوء مطالبة الدول الغربية وروسيا وأستراليا … مواطنيها بمغادرة لبنان فورا ، تتضح الرؤى أكثر فأكثر بأن الرد المقاوماتي أمسى مسألة وقت وتوقيت بما يخدم مصالح المحور والحلفاء الجيوستراتيجية ، وهذا معناه جزما بأن الرد آت مهما كانت العواقب … هذا ما أعلمه بالضبط وأشار إليه نصر الله في خطابه الأخير ، وما عهد الإسرائيليون أنفسهم أنه كذب يوما .

أنعمتم أوقاتا معشر المتابعات والمتابعين وإلى موعد آخر بحول الله .

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى