أتذكر المخرج فوزي بنسعيدي…
أتذكر المخرج فوزي بنسعيدي…
Je me souviens de FAWZI BENSAIDI jeune.
بقلم : الناقد السينمائي المصطفى طالب.
بدون شك أن سينما بنسعيدي متميزة، لها خصوصياتها واستطاعت أن تفرض نفسها منذ بدايتها (مع الشريط القصير الحافة 1997) برؤية فنية وإخراجية مختلفة وذلك لكون المخرج بنسعيدي مجتهد وإستيتيقي في إبداعه (بغض النظر عن المواضيع المتناولة)، ولا يمل من الاجتهاد. وهذا الصباح تذكرته ونحن في عنفوان الشباب في محطتين:
الأولى في المركز الثقافي الفرنسي بالرباط حيث كنت ألتقيه هو ورفيقة حياته “رحيل” خاصة في قاعة العرض السينمائي (طبعا السينما الفرنسية) وذلك في أواسط الثمانينات.
المحطة الثانية عند المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، سنة 1986 ان لم تخني الذاكرة بحيث بعد نجاحنا في الاختبار الكتابي، جاء دور الشفوي وكانت تلك أول دفعة تخوض تجربة احترافية بعدما كان المسرح المغربي بدون معهد احترافي، فكنت انا أمامه وهو ورحيل خلفي، كعداتهما لا يفترقان ههههه. آنذاك كنت في عام الأول بشعبة اللغة الفرنسية وآدابها بكلية الاداب بالرباط.
كانت اللجنة آنذاك مكونة من الراحل جمال الدين الدخيسي والثاني لا اتذكر هل هو مولاي أحمد بدري أو أحمد مسعاية. المهم كان علينا حفظ أعتقد مونولوج هاملت أكون أو لا أكون، باللغة العربية الفصحى هههه (ألفت أن أقرأ المسرحيات باللغة الفرنسية ههه). المهم وإن كنت أعشق المسرح آنذاك وإلى غاية اليوم، حيث كنت أنشط مع جمعية AMEJ العتيدة وأخرجت مسرحية متواضعة عن فلسطين، إلا أنني أخذت قرارا ألا أحفظ المونولوج لأنه كنت أريد الإخراج وليس التمثيل وعلى هذا الأساس ذهبت، أتذكر أن الدخيسي الله يرحمو قالي “اوا أش غانديرو معاك دبا؟ قلت ليه ” أنا بغيت ندير الإخراج ههه”. فنجحت الكوكبة الاولى ومن بينها فوزي بنسعيدي وتأخرت أنا.
لكن صادف أنه في العام التالي استضافت شعبة اللغة الفرنسية الراحل الدخيسي من أجل تداريب مسرحية لنا ولفرقة الشعبة، فالتقيته مبتسما، فقال لي: tiens, mais je vous connais
فذكرته بمباراة المعهد. وتلقينا دروسا مسرحية على يديه خلال تلك السنةوكان في أوج عطاءه رحمة الله تعالى عليه. وكان تأثير المسرح علي كبير بحيث انكب موضوع بحث الإجازة (ادب فرنسي) على المسرح: الكاتب والمخرج: أية علاقة؟ ومن له السلطة على الآخر. الموضوع مكنني من الاشتغال على المسرح العالمي والمسرح المغربي ايضا خاصة المسرحيين الكبار كالمسرحي الراحل الطيب الصديقي الذي اشتغلت على مسرحياته في ذلك الوقت.
كانت مرحلة البحث والإبداع واللقاءات جاءت بعدها مرحلة الدراسات العليا وكانت دفعتنا الوحيدة التي تكونت على أساس أن تكون “ناقدة فنية وأدبية”.
يومكم مبروك وسعيد.
من وحي مهرجان مراكش.