ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺣﺴﻨﻴﻦ.. شيخ أردوغان ومستشار بيغوفيتش
الفاتح ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻨﻴﻦ، طبيب وداعية سوداني لعب دورا إسلاميا مهما في شرق أوروبا، وعمل مستشارا للرئيس البوسني بالتسعينيات؛ وقد لفت انتباه الإعلام عندما زاره الرئيس التركي في بيته بالخرطوم في ديسمبر/كانون الأول 2017.
المولد والنشأة
ولد الفاتح ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻨﻴﻦ عام 1946 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻛﻮﺝ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺳﻨﺎﺭ بالجنوب الشرقي السوداني.
الدراسة والتكوين
ﺗﺨﺮﺝ في ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻠﻐﺮﺍﺩ، ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﻤﺴﺎ .
وظائف ومسؤوليات
عمل ﻣﺴﺘﺸﺎﺭا للرئيس ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻲ علي عزت بيغوفيتش، وتولى رئاسة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ ﺑﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ بالنمسا، وأسس ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺸﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ واﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﺑﻴﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ، وترأس ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺇﻏﺎﺛﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ.
التجربة الدعوية
بعد دراسته الطب في بلغراد والنمسا، أقام الفاتح حسنين فترة في تركيا وهناك تعرف على الراحل علي عزت بيغوفيتش الذي تقلد لاحقا منصب رئيس البوسنة والهرسك.
كما نسج الطبيب السوداني علاقات مع قادة العمل الخيري والدعوي في تركيا، وأسس ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ “ﻋﻠﻲ ﻋﺰﺕ ﺑﻚ” في إسطنبول.
ولاحقا، عمل مستشارا لرئيس البوسنة والهرسك بيغوفتش وقائما بأعماله مدة أشهر في تسعينيات القرن الماضي.
ويرتبط الفاتح بعلاقات وثيقة مع الرئيس التركي رجب طيب أروغان تعود إلى سبعينيات القرن العشرين، ويصف أردوغان الفاتح بأنه شيخه ومعلمه.
تقول المصادر إن وﻛﺎﻟﺔ العالم الثالث التي أسهها الفاتح حسنين في النمسا أسهمت بشكل كبير في ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺮﺳﻚ، ﻭﺩﻋﻢ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﻮﺳﻮﻓﻮ.
ومن نشاطه الدعوي طبعه لمعاني ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ باللغات البوسنية والألبانية والبلغارية والتشيكية والرومانية، كما ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ عدد من لغات ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﻣﺠﻠﺔ “ﺍﻟﺸﺎﻫﺪﺓ” ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﺄﺧﺒﺎﺭ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ هناك.
تصف بعض المصادر الدكتور الفاتح علي حسنين بأنه داعية وثائر ومن أهم القادة الذين دافعوا عن وجود المسلمين في شرق أوروبا.
يوم مشهود
في 24 ديسمبر/كانون الأول 2017 وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة السودانية الخرطوم في زيارة رسمية شهدت توقيع اتفاقات ومعاهدات بين الجانبين، ووصفت بأنها مكتظة نظرا لتعدد جوانبها السياسية والاقتصادية.
ولكن الرئيس التركي قرر زيارة شيخه وصديقه للاطمئنان على صحته وطلب الدعاء منه.
وقد لاحظ سكان الحي الذي يقطنه حسنين تحركات غير طبيعية وأعلاما تركية كثيرة على أعمدة الإنارة، وصورة كبيرة للرئيسين السوداني والتركي على واجهة المنزل.
وبعدها سرت شائعات بأن أردوغان سيزو بيت صديقه القديم كما فعل في زيارته الأخيرة للسودان عندما كان رئيسا لوزراء بلاده.
وقد اصطفّ الناس أمام بيت الفاتح حسنين قبل وصول أردوغان، وظلوا في مواقعهم حتى مغادرته في انتظار تحيته والتقاط صور إلى جانبه.
وتناول الرئيس أردوغان العشاء في بيت الداعية السوداني رفقة آخرين دعاهم الفاتح حسنين على عجل. ولاحقا جلس الصديقان على انفراد وتحدثا حول آفاق تطوير العلاقات السودانية التركية.
المؤلفات
من مؤلفات الفاتح حسنين: “جسر على نهر الدرينا” و”الطريق إلى فوجا” و”لمعان البروق في سيرة مولانا أحمد زروق” و”مأساة المسلمين في بلغاريا” و”موسوعة الأسر المغاربية وأنسابها في السودان