مجرد رأي

ما خفي اعظم

أبو أيوب 2024/9/18
يعيبون الزمان و العيب فيهم …و ما للزمان من عيب سواهم ، بيت شعري يجسد بدقة متناهية الواقع المغربي المعاش حيث انتشر التذمر و طغى التجبر ، بما قد ينبئ بتنامي قلاقل اجتماعية و غضب شعبي يعيد الذاكرة الجماعية الى سنوات الجمر و الرصاص مع وجود الفارق
وقتذاك كان للمغرب حلفاء اقوياء خليجيون و غربيون ،أما اليوم فقد تغيرت الاحلاف و أمست السمة الطاغية غير ما عهدناه بالأمس حيث تضاربت مواقف الحلفاء وفق ما تقتضيه مصالحهم دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح المغرب حليفهم الاستراتيجي من خارج حلف الاطلسي ( الناتو)..
مقال اليوم نستعرض من خلاله ما بدر عن الحلفاء من مواقف داعمة للجارة الشرقية الجزائر على حساب المصالح المغربية ، و البداية كانت عبارة عن رسائل تهاني من رؤساء الدول الحليفة للمغرب من القارات الخمس أمست تخطب ود الجارة بمناسبة فوز الرئيس ع.م.ت. بعهدة ثانية
مواقف غير مشككة في نزاهة الانتخابات الرئاسية أضفت مزيدا من الشرعية على فوزه بلغت حد التعبير عن رغبة ملحة للارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستوى جيوستراتيجي ، هذا ما أكد عليه البيت الأبيض في رسالة بايدن و رسائل بوتين و داسيلفا و ماكرون مثالا لا حصرا
مما أعطى الانطباع بتسريع وتيرة التقارب مع الجارة و الابتعاد التدريجي عن الحليف المغربي بما يشبه عزلة دولية طالت اقرب حلفاءه ، على رأسهم السعودية و ما صدر عنها من قرار رسمي بفرض قيود أكثر في حق المغربيات ( زواج السعوديون بالمغربيات أصبح شبه مستحيل/ طبع الريال السعودي و خريطة المغرب مبثورة من الصحراء)
تزامنت الضغوط و التهاني مع الاحداث الاخيرة شمال المغرب، محاولة هروب مئات المغاربة من مختلف الأعمار ذكورا و إناثا و قصرا من المناطق المحررة الى المناطق المحتلة سبتة و مليلية، فيما تم تسجيل هروب من نوع آخر عبرت عنه عدة صحف مغربية و مواقع الاعلام الالكتروني و فاعلون حقوقيون و وزير سابق ، عملية إسقاط و تنصل من مسؤولية ما وقع يوم 2024/9/15 و اتهام مباشر لمخابرات الجارة الشرقية بالتورط و الضلوع المباشر و التخطيط لما حدث يوم الأحد الأسود
اتهامات و تحميل المسؤولية لم يفطن من اطلقوها لما تشكله من خطر على الأمن القومي المغربي واستقرار البلد من قبيل السؤال المتولد الفارض لذاته بالحاح ، أ لهذا الحد تبدوا المخابرات المغربية بشقيها المدني و العسكري سهلة الاختراق ؟ أوليس هذا طعن في مصداقية القوة العسكرية الإقليمية الضاربة و اول دولة اجتماعية كما جاء على لسان رئيس الحكومة اخنوش، القوة الاقتصادية صاحبة المشاريع العملاقة بافريقيا؟ بل أكثر ، دحضا و تفنيدا ل 12 قرنا من الحضارة و التاريخ الحافل بالبطولات و الأمجاد ؟
حضارة ضاربة في القدم يحتدى بها جدورها في افريقيا و اغصانها في اوروبا، لكن أجزاء كبيرة منها لا زالت ترزخ تحت نير الاستعمار ( مدينتين و 22 جزيرة واحدة منها تحت سيطرة البرتغال بالاطلسي ) ، وصل بالبعض حد وصفها بسويسرا شمال افريقيا !!!
كثرة الغرور شرعت ابواب التطاول و التكالب على مصراعيها ، فاسحة المجال لمزيد من الابتزاز و الاستفزاز كما حدث يوم 2024/9/16 بعيد ساعات على احداث الفنيدق ، يوم اول أمس الاثنين فتحت الجارة الشرقية معبر العقيد لطفي بحسب التسمية الجزائرية ، معبر جوج بغال وفق التسمية المغربية ، لترحيل و تسليم عدد معتبر من المغاربة بينهم سجناء انهوا محكوميتهم و مغربيتين للسلطات المغربية
لكن اللافت و المثير للجدل و الخجل و الامتعاض ، قبول السلطات المغربية تسلمهم بوثائق رسمية جزائرية عليها خريطة المغرب مبثورة من الصحراء ، و قد تكرر نفس الأمر في ست مناسبات سابقة ! أمر يدعو للتساؤل من قبيل ترحيل المغرب من قبل لجزائريين و تونسيين عبر رحلة جوية نحو تونس بدل ترحيلهم عبر معبر جوج بغال و هو أقصر الطرق ، كما فعلت الجزائر كرد رسمي منها على المغرب كدولة و حكومة و شعب و نشطاء حقوقيون و محللين و صناع المحتوى…أتدرون لماذا ؟
الحقيقة و ما فيها أن الجارة الشرقية ترفض رفضا باتا تسلم مواطنيها من المغرب بوثائق رسمية مغربية عليها خريطة المغرب شاملة للصحراء ، بالتالي لم يجد المغرب من بد قصد ترحيلهم سوى عبر تونس التي لا تعترف رسميا ب” الجمهورية الصحراوية” ، لكن تعترف بها ضمنيا كما حدث في قمة تيكاد بين اليابان و الاتحاد الافريقي التي استضافتها تونس العاصمة
أعزائي عزيزاتي ، متابعين و متابعات الجديدة نيوز ، قبل توديعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه ، اسمح لنفسي بتسليط مزيد من الأضواء على بعض الضغوط التي تمارس في حق المغرب ، لكن هذه المرة بنكهة كروية سجلتها نهظة بركان في رحلة الذهاب الى كوتونو عاصمة البينين ، صحيح انها عادت بهدفين نظيفين لكنها لعبت بقمصان لا تحمل خريطة المغرب كما جرى من قبل في العرس الكروي للأندية ” مهمة بركان في مواجهة اتحاد العاصمة الجزائري مثال” ، لذا أتساءل من يضحك على من كما وثقها مقال سابق لي حمل نفس العنوان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى