ثقافة وفنون ومؤلفات

ثقافة سينمائية : المونتاج

إلى الذي ....والفاهم يفهم

إن المونتاج هو العملية التقنية التي تتضمن لصق مجموعة من المشاهد الواحد بجوار الآخر. أما معناه الجمالي فإن المصطلح يعني الربط بين المشاهد والمتتاليات، وبالتالي ترتيب السرد وضبط نظامه، ثم إيقاعه ومعناه. وإذا كانت السينما هي فن التركيب، فالمونتاج يتدخل في هذه المرحلة بالذات من دون أن يقوم بذلك المخرج نفسه، بل المونتير أو التقني المختص بذلك. هناك بعض الأسئلة التي يجب طرحها قبل الشروع في عملية المونتاج على اعتبار أن هناك أكثر من كاميرا تصور. وبالتالي يكون علينا الحسم في الاختيار بين مجموعة من اللقطات المصورة من مواقع مختلفة.  كما أن نفس الحكاية قد يتم تقطيعها وربط عناصرها باختلاف قناعات كل مخرج على حدة. ومن بين هذه الأسئلة هناك : ـ كم هي المدة الزمنية التي سنخصصها لكل لقطة ؟ ـ كيف بإمكاننا التعبير عن الحركة من خلال المدة الزمنية ؟ ـ كيف سنربط بين عدد من اللقطات؟ وهنا لا بد من التذكير بالدور الهام الذي يلعبه الوصل بين اللقطات حتى لا يحس المشاهد بالانتقال من حركة أو شخصية إلى أخرى بشكل مباغت كما نلاحظ من خلال القطع بين مشهدين. و بخصوص أنواع الوصل يمكن تحديد الصيغ التالية : ـ الوصل عن طريق النظرة الانتقال مع الممثل من مشاهدة شيء في اللقطة الأولى ثم الانتقال إلى الشيء المشاهد في اللقطة الثانية. ـ الوصل عن طريق الاتجاه بحيث أننا في اللقطة الأولى نشاهد سيارة خاصة تعبر قنطرة ثم في اللقطة الثانية نلاحظ الشخصية وقد استقلت سيارة تاكسي متحركة في نفس الاتجاه. ـ الوصل عن طريق حركة جسدية إذ نتابع بداية الحركة من اللقطة الأولى إلى الثانية. الوصل عن طريق محور الكاميرا بحيث أن نفس الموضوع يتم تصويره حينا عن بعد ثم حينا آخر عن قرب. ـ الوصل عن طريق المجال ضد المجال حيث يتابع المشاهد تنقل الكاميرا وهي تصور شخصين يتحاوران فتتناوب عليهما. ـ الوصل عن طريق الصوت كأن نسمع صوت جرار في لقطة ما ثم نتابع سماع نفس الصوت في اللقطة الثانية. إن المونتاج، بالمعنى الضيق للكلمة، هو تنظيم مجموعة من اللقطات وفق تسلسل معين وعلى مدى مدد زمنية ما.وهذا الترتيب يخضع تقنيا لمنطق معين.إذن ما على المخرج إلا أن يختار النظام الذي ستخضع له اللقطات التي سبق تصويرها بطريقة غير منظمة.بشكل عام نقول إن المونتاج يضبط كيفية وضع العناصر الفيلمية من صور وأصوات ضمن وتيرة معينة، أي وضعها ضمن تضادها، أو تسلسلها بالنظر لمدتها الزمنية. وظائف المونتاج إن وظيفة المونتاج لا تقتصر على العناصر المميزة للغة الفيلمية خاصة بالسينما كشكل تعبيري،لكنها تتجاوز تلك الجوانب الشكلية والتقنية لترسم معالم خطاب أيديولوجي أو شعري أو ذاتي خاص. كما أنه قد يتضمن ملامح خطاب من نوع آخر من خلال التقابل أو التوازي أو التزامن بين مشهدين أو متتاليتين.وأهم هذه الوظائف: ـ الوظيفة السردية من خلال هاته الوظيفة يتم ضمان الربط بين العناصر المختلفة للحدث وللحركة حسب رابطة سبب / نتيجة، وموزعة على زمن السرد الفيلمي. ـ الوظيفة التعبيرية أو الجمالية هنا يحاول الفيلم التعبير عن فكرة أو إحساس بجمع صورتين أحيانا متناقضتين أو موزعتين على مكانين أو زمانين مختلفين لكن تجمعهما نفس التيمة أو الخاصية كالتشبيه مثلا. وإذا كان المونتاج هو المسؤول عن ضبط سياق وتسلسل السرد وفق خط معين ليس بالضرورة مستقيما بقدر ما قد يكون دائريا أو على شكل خطين متوازيين ،نقول إن هناك أنواعا من المونتاج من بينها: ـ المونتاج التتابعي أو الكرونولوجي والذي بحكم منطقه يظل وفيا للخط السردي من حيث البداية والوسط ثم النهاية .كأن نصور مثلا عملية إعداد القهوة من بدايتها إلى نهايتها. ـ المونتاج المتوازي يتطرق من خلاله لعرض حدثين متباعدين زمنيا ومكانيا. ـ المونتاج التناوبي الذي يتطرق لحدثين في نفس الوقت. المونتاج عبر اللازمة كتصوير مشاهد تتمحور حول نفس الفعل كالحرب أو الحب أو غيرها. ـ المونتاج عبر الحذف ويتعلق الأمر بحذف زمني معين من سلسلة من الأحداث التي يتم القفز على بعضها دون تصويرها كاملة.كالدخول إلى المرحاض ثم الخروج منه. ـ المونتاج التحليلي والذي يتم عبره تجزيء الحدث أو الموضوع إلى جوانب متعددة تسمح للمشاهد بتكوين نظرة شمولية منه. ـ المونتاج التركيبي حيث يعتمد على بناء المعنى من خلال دمج مجموعة من اللقطات. هناك أنواع أخرى لا ننوي إيرادها بحيث تهدف إلى اللعب بالزمن سواء من حيث بتره وتجزيئه، أو عرض ما وقع منه بأثر رجعي أو عكس ذلك ،أي عن طريق الاستباق الفني بتقديم ما سيحدث لاحقا وجره إلى البداية،أو تأخير ما حدث في البداية إلى نهاية الفيلم

جمعية النادي السينمائي الفن السابع بالجديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى