الواجهةمجرد رأي

يا نزار ..أليست هذه حالات اجتماعية؟

أبو نضال

تقاسم معي احد الأصدقاء محضر لقاء احدى النقابات مع وزير التجهيز و الماء للإجابة عن نقط الملف المطلبي لهذا الشريك الاجتماعي . و اثار انتباهي سؤال حول المساكن الإدارية حيث طالبت النقابة بتحيين المذكرة  الخاصة بتوزيع هذه المساكن و البث في المشاكل المتعلقة بهذا الموضوع من افراغ و اصلاح و توزيع . ورد الوزير كان لبقا بحيث اختار من المصطلحات و الجمل ما يجعله لا يتعارض مع مبادئه  و لا برنامج الحكومة التي يعد احد ركائزها. وقال بالحرف : ستعمل مديرية  الشؤون القانونية  على جرد هذه المساكن و اعداد  مذكرة محينة ستطبق بجميع الجهات مع مراعاة الحالات الاجتماعية.

و لعلم السيد الوزير فقاطنوا هذه السكنيات في غالبيتهم إما ارامل او أيتام أو وصلوا من الكبر عتيا و يعانون من الامراض المزمنة . في نفس الوقت  يؤدون سومة كرائية للأملاك المخزنية  ، رغم المدخول الهزيل الذي يسمى مجازا “معاش” و الذي لا يؤمن  الحد الأدنى لمتطلبات العيش الكريم  .

نقول للسيد الوزير بان مصالحكم في الأقاليم قد باشرت الدعاوى و حكمت المحكمة  ضد الارامل و الايتام و المسنين الحاملين لأمراض خطيرة  بإفراغ هذه المساكن .و هنا نطرح السؤال: متى ستجتمع مديرية الشؤون القانونية للحسم في الحلات الاجتماعية ؟ فاذا حضر مأمور التنفيذ و افرغ هذه السكنيات و اجتمعت اللجنة المكلفة بعد ذلك هل سترجع المشردين الى هذه المساكن؟  اين ستذهب الارامل  اللواتي  يتقاضين معاشات لا تصل 1500 درهم ؟ و كيف ستدبر هذا القدر المالي بين متطلبات المعيشة و تكاليف العلاج  و  السكن اللائق ؟  الحكم بالإفراغ هو بمثابة دفعهن للانتحار  لكون معاشهن لا يكفي لمتطلبات العيش الكريم و هن قاطنات . فكيف ستتدبرن الامر بعد الافراغ ؟

كان على اللجنة النظر في  الحالات الاجتماعية قبل رفع الدعاوى حتى تكون منسجمة مع إجابة الوزير و مع توجهه الحزبي و مع البرنامج الحكومي الذي من اهم مميزاته تدعيم ركائز الدولة الاجتماعية. و قبل ذلك  تطبيق مضمون  الوثيقة الدستورية التي تعترف  ديباجتها بسمو المواثيق الدولية على التشريعات الوطنية  . و تلتقي مع المواثيق الدولية في الإقرار بحق المواطن في السكن .

و بمدينة الجديدة  قضت المحكمة بالإفراغ في حق :  

  • أرملتين تعانيان من أمراض مزمنة
  • أيتام يعمل كبيرهم حارس سيارات ليعول أخويه
  • متقاعدة تعاني من مرض خطير

فلو طبقت إجابة الوزير ما كانت الدعوى لتعرض على أنظار المحكمة .  و هنا نطرح الأسئلة التالية على الذين تقدموا برفع الدعوى  القضائية من أجل تحرير السكنيات المملوكة لمديرية الأملاك المخزنية :

  • ألا يدخل ضمن الحالات الاجتماعية ارملة لا يزيد معاشها عن 1100 درهم و تعاني من مجموعة من الأمراض  المزمنة ؟
  • ألا يدخل الوضع الصحي  الخطير  لاحداهن ضمن الحالات الاجتماعية  التي يجب الوقوف عندها ؟
  • ألا يدخل وضع ايتام لا يمتهنون عملا قارا في الحالات الاجتماعية ؟

لكل هذا نلتمس من السيد الوزير  التدخل  قبل فوات الأوان و إيقاف تنفيذ الاحكام القاضية بتشريد شريحة من المواطنين مراعاة  لحالاتهم  الاجتماعية . و لكون الاحكام  تتناقض مع دعائم الدولة الاجتماعية و مخالفة للوثيقة الدستورية و المواثيق الدولية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى