قصيدة شعرية في تابين الكاتب والصحفي المغربي المرحوم مصطفى لخيار . بعنوان: لبى نداء الله..!!
لبى نداء الله..!!
لبى نداءَ اللهِ ………واعتمر السلاما
وطوى الصحائِفَ …….وَدَّعَ الأقلاما
وسَرى إِلى حيثُ السُّرى أَمسى على
كُلِّ العبادِ……………….فريضةً ونظاما
فادعوا له…………. ان الدعاء له قِرىً
في قبره ……….كي يستكين مُقاما
وترحموا واستكثروا …..من رحمة
فقد استحق الحمد ……..والإِكراما
ما كان الا طيبا….. متواضعا
سَمحَ السجايا ……….راضيا بَسّاما
ثوبُ الوفاء لباسُه……. ما غَيَّرَتْ
منه الحوادثُ …….. عفةً وذِماما
حفِظَ العهودَ …..وكان من إخلاصِهِ
أوفى الصحابِ.. اجلَّهم إنعاما
عَشِقَ البساطةَ…. وارتدى أَثوابَها
وهوى الثقافَةَ …..فارتقى وتسامى
خََبرَ الحياةَ ………. ونال من آلائِِها
قِسطاً ……..ونال من العناء سِهاما
كَلِفاً بِحُبٍِ مدينةٍ .. ………. لو أَنها
نظرت اليه …………وبادلته غراما
لتحققت احلامه ….. ..من غير ما
أسفٍ عليها ……….. لم تَعُد أحلاما
يا ابن الجديدةِ..كنتَ مِن بَينِ الأُلي
قد وثَّقوا تاريخَها ………… إسهاما
حرصاً لحِفظِ مكانةٍ ………كانت لها
بين المَدائنِ…………تَحضُن الاعلاما
ايامَ كان رجالُها ………….ساساتُها
هُمْ آلُها …………. .يبنونَها إقداما
وغدت بذلك دُرَّةً ……..من حُسنها
جلبت اليها …… العُربَ والأَعجاما
تاريخُها ……..يحكي تحَضُّر أَهلها
ويحيلُهم…… في أُفقِها أَنجاما
كم أَمَّها من مُغرمٍ ………وغدا بها
مُتعلقا ……….لمّا استطابَ مُقاما
في البردِ مُنتزهٌ …. ..وقبلةُ شاعرٍ
ومحجُّ مفتونٍ……….يروم سلاما
في الصيف.. جوهرةٌ تثير زوارَها
تغري بشطٍّ ….. بالجمال تسامى
كم كان يعشقها…… بصدقٍ لا يرى
عنها بديلا ……في الوجود هياما
يا ما جلسنا حوله …………وكأَنه
تاريخُها المنسيُّ ………بَثَّ كلاما
يحكي لنا ويعيد.. لا ينسى ولا
يعيا من الحكي الجميل ….ويا ما
عُدنا اليه ……..لِنكمل السردَ الذي
قد راقنا…………… وغدا لنا إلهاما
عن ظهر قلبٍ يسردُ الاحداث في
زهو الرواةِ …………يزيدنا إلماما
يحكي ويبسم… مستعيدا عهدها
أيام كان المخلصون……….. نشامى
كانوا قلائلَ…………….انما اخلاقهم
كالطيب …ضاعت بالربوع خُزامى
أما اناملهم ………….فكانت حجة
لمؤهلين …………تحكموا إحكاما
إذ كان ابرع …….من تُخُطُّ يمينُه
خَبرا …….ويُصدِرُ حوله الأحكاما
لا يكتفي بالنسخ ….او بالنشر بل
يسعى الى تقسيمه ………أقساما
متفلسفا ومحللا ……….ومناقشا
ومشاركا ……..في فهمه الأَفهاما
وبذاك كان مميزا …… ..عن غيره
بالسبق جَل مكانةً………… ومَقاما
وبذاك جُلُّ رفاقه ………من لطفه
قد ميزوه ………..وقدروه دواما
قالوا عليه ..واجمعوا في حكمهم
بالفعل هذا ……… شرف الإعلاما
دكالة تبكيك……………. حر دموعها
وتحس فقدك……….. مفجعا ايلاما
فقدت بفقدك………. حافظا لثراثها
ومدافعا ………عن مجدها مقداما
لم تنس ما………. صنع اليراع بثلة
خانوا الوعود……..وأسرفوا إجراما
كانت مقالات الجرائد …….فوقهم
كالنار تسقطُ …….تفضح الاوهاما
كم حاولوا..ان يفتِنوك…وما دروا
أن المحب اذا احب ……..تسامى
فَبِما كبرتَ …..جعلتهم لو يدركوا
من جنة الدنيا …….. جنوا آثاما
هل يستوي من جال اذ خبَرَ الدنى
بمن استطاب النوم ……والأحلاما
ام يا ترى هل يستوي .. …متفتح
بالغافل الميئوس منه……. سَواما
أَبًّنْتُ فيك الراحلين …..جميعَهم
والمخلصين ………..أعزةً وكراما
والمبدعينَ وقد مضوا في صمتهم
والصالحينَ أئِمَّةً………. …وعظاما
والموثِرين الغير….. . من إكرامهم
والصادقين صنائعا ………..وكلاما
علماءَنا …….كتابَنا …….. شعراءَنا
مَن صيتُهم ……قد جاوز الأهراما
ورجالَ دينّ…… …..لم تزل آثارهم
في كل ارض ………تخدم الإسلاما
أَبناءَ هذا الربعِ ……… من أقطابِه
شهدَ الالهُ بِأَنْ قَضَوْا ……. أعلاما
ماذا اقول…… …..وللفقيد مناقب
وفضائل ومواقف ……….تترامى
فتحت عَلًيَّ القول…حتى خِلتُني
أبكي الحياةَ …..وقد غدت انقاما
ثِقَلٌ على الدنيا….. كَثِقْل حٌطامها
من رام منها …….منصبا وحطاما
من دون ان يجدي الورى بصنيعة
يرقى بها………. وبها يعيش دواما
ها هو ذا ……قد كان ابسط خلقه
إذ مات جَمَّع حوله ………..أَقواما
مِن أصدقاءٍ ……. قَدَّروهُ حقيقةً
واحبة بات الفراق لهم …. فطاما
بالحُبِّ ……يا هذا وبالحب الذي
لا يُشتَرَى………بل بالعطاءِ تَنامى
يحيا به مَن مات حُبا ………بيننا
ويموتُ حيًّا ……..جاحدٌ يَتَعامى
هذا هو الحب الذي…… اوصى به
من سنه بين الورى ………..إلزاما
رحِمَ الإلهُ فقيدَنا …………..وأَتابَهُ
عن كونهِ في الصالحاتِ ….. إماما
وأتاه مغفرةً ………….وطَيَّبَ قبرَهُ
وسقاهُ من حوضِ النَّبِيِّ…. ..خِتاما
سعيد التاشفيني.
الجديدة بتارخ 11 نونبر 20