الواجهةمجرد رأي

المغاربة بين الدفاع عن توابثهم ودعمهم لقضية فلسطين العادلة

بقلم : سلمان بونعمان.

    لم يضع المغاربة-عبر تاريخهم- أي تفريق أو تقابل بين الدفاع عن ثوابتهم الوطنية ومنها الصحراء المغربية، وبين دعمهم المستمر لقضية فلسطين العادلة، وقد جمع المغاربة بين كفاحهم ضد المستعمر الفرنسي وإسنادهم المادي والشعبي لحركات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وعصاباته الإرهابية.

    الوزن التاريخي للمغرب في علاقته بالقضية الفلسطينية يتجلى في تاريخ العلاقة العميقة بين المغاربة وبيت المقدس روحيا وعلميا، فقد ربط المغاربة في أذهانهم واعتقادهم الديني رحلة الحج بزيارة المسجد الأقصى، فضلا عن أوقاف المغاربة وحارتهم في القدس الشاهدة على الحضور المغربي المتميز، ناهيك عن الدعم المعنوي والمادي والعسكري من لدن السلاطين المغاربة لجهاد نورالدين الزنكي وصلاح الدين الأيوبي في معركته لتحرير القدس، وحرصهم البالغ على مد جسور الاتصال الدائم مع المدينة المقدسة ورموزها.

    سيبقى الأصل عند هذه الأمة المغربية العظيمة عدم التقبل الشعبي لكيان صهيوني محتل ومجرم وعنصري ومُدان من قبل القانون الدولي؛ يمثل هذا الشعور النفسي والمجتمعي العام بالرفض الثقافي والوجداني للصهيونية تحصينا للمجتمع من اختراق جداره القيمي والثقافي.

    إن “الصهيونية” بوصفها فكرة استعمارية وكيانا مغتصبا ومشروعا استيطانيا إحلاليا توسعيا تستمد قوتها من إضعاف محيطها وتطمح لفك الحصار السياسي والمعنوي عنها لدى شعوب المنطقة، وتفكيك أي قوة صاعدة محتملة قد تهدد أمنها ووجودها، فالتطبيع معها هو أحد ضمانات تفوقها العسكري والتكنولوجي والاستراتيجي، وهو السبيل لتحويل المشاعر المعادية للصهيونية – وليس للديانة اليهودية- إلى حالة قبول شاملة بهذا الكيان.

    ومهما كانت مستويات التطبيع الرسمي فهو يبقى بدون تطبيع شعبي ثقافي واجتماعي بدون جذور وفاقد للمصداقية والفعالية.

    لهذا يحتاج الصهاينة لتجذير التطبيع مع الشعوب أكثر من فتح قنوات اتصال رسمية، وهنا تكمن أهمية الممانعة الثقافية والشعبية، ومن ثم يتحول الأمر إلى معركة فكر وذاكرة ورمز ومعنى، فيكون بذلك للمقاومة معنى متجدد يجابه محاولات صهينة العقول وتزييف الحقائق.

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى