أخبار وطنيةالواجهة

ما الذي تخطط له تركيا في الفضاء المغربي … ؟

بقلم أبو أيوب

    واهم من يتصور بأن الدور التركي في الملف الليبي قد تراجع , بل لا زال يتمدد بقفازات ناعمة . في البدئ كانت القوة العسكرية سيدة الموقف, إرسال خبراء و قوات خاصة و سفن عتاد و أسلحة …, فضلا عن إرسال من انخرطوا في الحرب بسوريا و العراق …., إلى أن فوجئوا بأن قواتهم أصبحت مكشوفة و مستهدفة ( مطار ترهونة جنوب غرب ليبيا قرب الحدود التونسية الجزائرية ), استهداف خلف خسائر بشرية و مادية معتبرة …

    بعدما تأكدت تركيا بأن الحل العسكري الذي لوحت به في الملف الليبي قد يغرقها في مستنقع بدون قرار , أصبحت اليوم تلعب بقفازات من حرير على غرار سياسات التنين الأصفر , بحثا عن موطىء قدم لها ضمن مشروع حزام و طريق (Belt n’ Road ) الصيني , لا سيما فيما يتعلق بالقارة السمراء الواعدة مرتكزة في سعيها الجديد على الدول الوازنة إفريقيا ( الجزائر/ نيجيريا/ جنوب إفريقيا مثال ) , فضلا عن محاولاتها المتعددة من أجل استقطاب الشقيقة موريتانيا ( أردوغان قام بأكثر من زيارتين رسميتين في أقل من سنة ( أواخر 2019/2020 ) .

    لمعاكسة السياسات الإماراتية بالمنطقة بخاصة في الملف الليبي و الصحراوي , تركيا اليوم في الطريق إلى الإعتراف بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي , إن حدث هذا , يعتبر الأمر تحولا خطيرا في الموقف التركي من نزاع الصحراء ….

    من ضمن المؤشرات , تسارع التنسيق الكامل في مختلف الملفات بينها و الجزائر , و على رأسها ملف ليبيا و الصحراء , بعدما تأكد لها الدور المحوري الذي بدأت تلعبه الجزائر في المشروع الصيني طريق الحرير كبوابة لا محيد عنها نحو العمق الإفريقي .

    الإستثمار الصيني في مشروع بناء الطريق السيار شمال جنوب , أكبر طريق سيار بإفريقيا يربط عدة دول بطريق الحرير من بينها النيجر و مالي و موريتانيا , بناء ميناء الحمدانية بشرشال و هو الميناء المرشح ليكون أكبر ميناء بالأبيض المتوسط و إفريقيا , بالتالي من المتوقع في المستقبل المنظور أن يحيد الدور المحوري لميناء طنجة المتوسط , فضلا عن تعاونها الكامل و انخراطها في المشروع الإقتصادي الروسي بالقارة السمراء … مثال .

    الجزائر اليوم تضيف إلى “بالماريسها” الإقتصادي قوة تركيا الإقتصادية من خلال مشاريع و استثمارات بمليارات الدولارات الأمريكية , ملايير ستضخ في الإقتصاد الجزائري و مشاريع كبرى ستقوى مناعة الجزائر في وجه صندوق النقد الدولي ( عدم اللجوء إلى الإستدانة ) .

    هذا ما دأب على التصريح به الرئيس الجزائري ع.م. تبون , و خطط و برمج له حتى لا تسقط الجزائر في براثن الإملاءات , بالتالي تفقد استقلالية قرارها السياسي و الإقتصادي على حد سواء , بخلاف بعض الدول المغاربية التي رهنت مصيرها و جعلته تحت رحمة الإملاءات الخارجية .

    كمثال على تكبيل القرار السيادي للدول , أود الإشارة أو إن صح التعبير , الإستئناس بتصريح للسيد عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب في أحد مداخلاته بالبرلمان المغربي , حيث قال بعضمة لسانه ( بأن الإرتهان إلى الإستدانة من البنك و صندوق النقد الدوليين , من شأنها أن تفاقم الأزمة المالية للمغرب , بالتالي تشكل خطورة على قراره السيادي , و قد ترهن استقاليته السياسية تحت تأثير الإملاءات ..

    وقد بتنا كلنا على قناعة بأن القرار السياسي المغربي لم يعد مغربيا 100/100, بل هناك دول تملي و أخرى تتدخل و هناك مؤسسات مالية دولية تمسك بالناصية , بالتالي اصبحت تتدخل في كل كبيرة و صغيرة في القطاعات الحيوية و قطاع الخدمات الإجتماعية ( صحة – تعليم – شغل … مثال) .

    زوار موقع الجديدة نيوز , كما عودناكم دائما و مهما اختلفت الرؤى و التحليلات , بنقل الخبر و تحليله بمنطق و عقلانية حتى لا ننجرف وراء العاطفة , لا زلنا لحد الساعة ملتزمين بما وعدنا به زوار الموقع , و وعد الحر دين عليه .

    مرادنا تنوير الرأي المحلي و الوطني حول ما يحاك و يضمر في الخفاء , و ما يخطط لوطن يجمعنا جميعا مهما اختلفنا من منطلق أن الوطن يتسع للجميع , و لبعض من مواطنين ألفوا الإنغماس في التفاهات ( روتيني اليومي / ملفات الجنس … مثال ) , بخاصة في هذه الظرفية الحساسة التي تتكالب فيها الأطماع لهد ما بقي من قلاع … أنعمتم مساء أحبتي في الله و إلى موعد آخر …

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى