أخبار

غمزة : الجمعيات الثقافية الفنية والاجتماعية بالجديدة لا تنال ما تستحق

 يا أيها الجمعويون   – عفوا يا أشباه الجمعويين  –   اخلعوا الأقنعة فأنتم فقط كومبارس ….انتم فقط  كراكيز ليس لكم القرار أو التأثير حتى في محيطكم فكيف ستناضلون من أجل النهوض بالفعل الجمعوي بالجديدة                         

إن النهوض بالثقافة الجمعوية  يتطلب النهوض بالجمعوي لكن النهوض بالجمعوي   يقتضي النهوض بالثقافة الجمعوية  التي هي المكون الأصلي لفكر الإنسان وصانعة توجهاته وقيمه وسلوكه  فالفرد في المجتمع ما هو إلا ثمرة ثقافة مجتمعه، إن هي سمت وارتفعت سما معها في سلوكه وتفكيره ومبادئه وقيمه، وإن هي هوت وتدنت هوى متدنيا معها، ولعل ذلك يفسر لنا ما نراه من تخلف في جمعياتنا بالجديدة التي ترتفع فيها نسبة الفساد والتسيب والإهمال واللامبالاة  بسبب ما تعاني منه تلك جمعياتنا من تدن في ثقافاتها …وإذن لابد من بذل الحرص والاجتهاد في الاعتناء بجمعياتنا والنهوض بها إن أردنا نهوضا  وقضاء على كثير من آفاتها وعيوبها
وفي مجتمعنا الجديدي، من الواضح أن الجمعيات  لا تنال ما تستحق من الرعاية والاهتمام، ولعل أبرز دليل على ذلك، عدم الاعتراف بجسد مستقل للجمعيات  يضمها لتنمو وتكبر وتتبلور في داخله، فقد ظلت مسؤولية رعاية الجمعيات في  مسندة لزمن طويل إلى جهات عدة تتنازعها من كل جانب   


لكن الجمع بين الثقافة والعمل الجمعوي في بوتقة واحدة  على ما قد يظهر بينهما من تقارب
، هو لا يخدم الثقافة كما ينبغي بل إنه يغمطها حقها من الرعاية والاعتناء .. فالواقع يشير إلى أن هناك اختلافاً في المفهوم أو وظيفة بين الفعل الجمعوي  والثقافة وهو اختلاف يحتم الفصل بينهما  فالفعل الجمعوي  يراد منه في أحيان كثيرة أن يكون موجهاً ليخدم أغراضا محددة كالتوافق مع السياسة العامة للبلد  أو الدفاع عن مصالحه والحفاظ على حقوقه، أو نشر الوعي بين الناس حول أمور الحياة كالشؤون السياسية أو الاقتصادية أو الصحية أو البيئية أو الاستهلاكية أو غير ذلك  وهي كلها مجالات تقوم على مخاطبة ما في الواقع من حقائق ومعالجتها وإيصالها للجماهير بما يخدم الصالح العام  أما الثقافة فليست كذلك، الثقافة تتعلق بنواحي الفكر والابتكار والإبداع.. فهي تتجه إلى مخاطبة العقول ولا يهمها في شيء ايصال الحقائق القائمة.

ومن هنا فإن الثقافة والفعل الجمعوي يسيران في مسارين مختلفين مما يحتم عدم امتزاجهما وذوبان أ+حدهما في الآخر
إن هذا لايعني إغفال ما يبذل حاليا في وزارة الشباب والثقافة والتواصل من جهود لتنشيط الوسط الثقافي والجمعوي والقضاء على ما يكتنفه من الركود …إلا أن ذلك لا يكفي، فالنهوض ب
الجمعيات الثقافية والفنية والاجتماعية  كما ينبغي يتطلب ميزانية مستقلة وجهازا ثقافيا متكاملا وقيادة مستقلة تصنع الاستراتيجيات وتضع الخطط بما يحقق نهوضا فعليا لعالمنا الجمعوي الثقافي و تعمل على توفير بيئة ثقافية مناسبة تتبرعم فيها عوامل التحفيز على الإبداع، وتتمتع بقدر كبير من الحرية والاستقلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى