أخبار دوليةالواجهةمجرد رأي

خواطر عابرة من قلب المعاناة و على ضوء النصر الموعود و من أخلف وعده …

 بقلم أبو أيوب : 2024/4/18
إسرائيل تعلن رسميا عن وصول سبع صواريخ إيرانية فرط صوتية دمرت أهدافها داخل أراضيها … صواريخ لا تشبه الروسية أو الصينية … صواريخ من إنتاج محلي تحمل إسم “خيبر” ( باللغة الفارسية تعني خورمشهر) برأس تفجيري يناهز 1500 كلغ من المواد الشديدة الإنفجار و بسرعة 16 ماخ إي ما يعادل ستة عشر أضعاف سرعة الصوت .. صواريخ سبعة دكت البنى تحتية في أكبر القواعد الجوية الإسرائيلية حيث مربض ومن حيث انطلقت طائرات الإف 35 الشبحية للاغارة على القنصلية الإيرانية بسوريا …
يذكرني هذا برد إيراني سابق على الإستفزازات الأمريكية إبان عهدة رؤساء أمريكا سابقين أمثال كارتر و أوباما وترامب و حاليا بايدن … فالأول شهد صفعة رهائن السفارة الأمريكية بطهران ( دور الجزائر في تحرير الرهائن محط تقدير و امثنان أمريكي غربي ) ، أما أوباما فتلقى صفعة مذوية أحصرها في أسر أفراد من المارينز بعدما اخترقت سفنهم المياه الإقليمية الإيرانية بالخليج الفارسي وفق التسمية الأممية أليس كذلك ؟  وترامب  هو الآخر تلقى وتعايش مع الواقع ببرغماتية اليانكي أو العم سام كما يحلو البعض وصفه، قلت بتلقيه صفعتين لا تقلان أهمية عما اكتوى بناره سابقوه من جورج دابل بوش إلى بوش ال\غبن بعده  مرورا بفترة الأفروامريكي أوباما … صفعة انسحابه من الإتفاق النووي مع إيران و ما تمخض عنه من إطلاق يد إيران في تخصيب اليورانيوم بنسب عالية … فضلا عن تعزيز مكانتها و قدرتها العسكرية و الإقتصادية بالمنطقة رغم الشوائب .
و في ظل الرفع من وثيرة الإصطدام يستمر التحدي الإيراني حد الرد اليوم على إسرائيل رغم التحذيرات الأمريكية … صفعات إيرانية مذوية تلقتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى حدود الساعة تنضاف إليها صفعة لا تقل أهمية … يوم تم الإعلان عن إسقاط مفخرة تيكنولوجية صناعة الدرونات الإم كيو 9 الأمريكية … صاروخ خرداد إيراني الصنع من علو 14 كلم و استثناء طائرة التجسس و الحرب الإلكترونية الأمريكية بطاقمها المتكون من خمسة أفراد التي كانت تؤمن الحماية للمسيرة ( الجانب الإنساني للحرب ) ، فضلا عن صفعة أخرى باستهداف القاعدة الأمريكية الكبرى بالعراق على إثر إغتيال الجنيرال قاسم سليماني و رفيقه العراقي المهندس بمخرج مطار بغداد الدولي … صفعات إيرانية في وجه أمريكا بتردج منذ الإعلان عن الثورة الإسلامية بإيران … لكن العم سام لم يرد بمقدار الربح و الخسارة و هو البرغماتي في نهجه …
اليوم أجزم بأن بايدن الذي التزم بحماية أمن إسرائيل لن يرد على الرد الإيراني … وإذا ما رد فعليه تقبل ردة الفعل … وردة الفعل ما أوجعها بعدما تناهى إلى علمه أسطورة السبع صواريخ الإيرانية الفرط صوتية التي استهدفت مربض الشبح الإف 35 … سجل عني هذا … فلا هو بوارد التورط مباشرة في حرب ضد إيران … ولا هو قادر على تمرير قرار بمجلس الأمن الدولي يدين إيران … إيران ردت على إسرائيل و حق الرد مكفول بموجب ميثاق الأمم المتحدة و القانون الدولي و اتفاقية فيينا … بينما اسرائيل التي خرقت القانون الدولي على مرأى و مسمع من المنتظم الدولي باستهدافها ممثلية ديبلوماسية محمية من الأمم المتحدة و اتفاقية جنيف … لم يدنها أي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي … بل أكثر … عارضوا الإدانة عن سبق إصرار و ترصد … وبالتالي تبقى صفعة السبت مشروعة وفق الميثاق الأممي و قرارات الشرعية الدولية … بل لم تعد مقتصرة على أمريكا بل شملت خمس دول شاركت عسكريا  في التصدي للرد الإيراني على إسرائيل … أمريكا وبريطانيا وفرنسا والأردن والخامسة إسرائيل …
عنوان الرد الإيراني ( إن عدتم عدنا ) و هذا ما جزم به زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله  بعد حرب تموز 2006 في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان … منذ ذلك النصر لم تجرؤ إسرائيل على خوض حرب تقليدية ضد لبنان القوي في ضعفه كما يعتقد بها اللبنانيون أنفسهم … وبين الفينة والأخرى شطحات عسكرية أو استخباراتية إسرائيلية  لجس النبض ضمن سياق الحرب النفسية والدعاية الإعلامية….مجرد فقاعات من منظور الجغرافيا السياسية في بعدها الجيوستراتيجي … سقوط شهيد أو اكثر قياسا بالبعدين يمثل بالكاد قطرتين في محيط . لكن في البعد الأخلاقي للشهيدين تتمثل صيرورة المقدرة على العطاء و التضحية والوفاء لعهد الشهداء (  لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . ص.ا.ع)  …
الأمر لا يهم بقدر ما يهم الدفاع عن أقدس المقدسات و تسميتها بالقدس ليس عبثيا أو عفويا بل حمال رسائل ربانية ( سبحان الذي أسرى بعيده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركناحوله … ص.ا.ع) أرض الدين و الشريعتين بحجة أن الدين عند الله الإسلام فيما اليهودية و المسيحية شريعتان ( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه يوم القيامة … ص.ا.ع) وهنا يطرح سؤال الإيمان بالقضية و ليس الإتجار في القضية كالمملكة العربية السعودية خادمة الحرمين الشريفين و دولة الإمارات الهندية الفلبينية ( أكثرية الساكنة هنود وفيلبينيون و من باكستان وبنغلادش وأقلية من أهل البلد …
شيوخ و شيخات … أمراء وأميرات … مدنهم من زجاج تكفيها هبة ريح أو مجرد نسيم هواء لا أكثر … هي المتورطة حد النخاع في مسألة التطبيع مع إسرائيل … هي عراب وممول التطبيع … هي من ساومت تونس قيس سعيد بين إبراء ذمتها من مجمل ديونها و شيك على بياض مقابل التطبيع مع إسرائيل .. دولة العمارات العبرية اللامتحدة شيطان العرب … كيان مالي ثلاثي الأضلاع و ستأطرق للموضوع بالحجة و الدليل ضمن سياق حروب أمريكا في العالم … هي من استدرجت السعودية إلى فخ تمويل الإرهاب العابر للزمكان العالمي ومحاربته في نفس الوقت ، إسوة بكيانات وظيفية خدمة لمصالح أمريكا و كلابها الوفية الغير طيعة كإسرائيل الآمر الناهي ، كبيلي  لوكيد في الفار ويسط أرض الهنود الحمر . وما أكثر حمرنا العربية في هذا الزمن العربي الثاني الرديء بقيادة سعودية بعدما كان الأول مصريا ناصريا قوميا عربيا تأسس على إيديولوجيا سمها ما شئت … الأمر لا يهم بقدر الأهم .. حقيقة أن الصراع قضية وجود و ليست نزاعا على الحدود … طوفان الأقصى المستمر حتى حدود الساعة و بلا هوادة و بعقيدة مؤمنهة بالحق و النصر و بوعد الله كما وعد بها سبحانه و تعالى ( الذي باركنا حوله ) …
يتأهب حاليا للإعلان عن دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة ضمن حدود 67 المعترف بها في قرارات مجلس الأمن الدولي …. وأمريكا اليوم في ورطة أخلاقية إنسانية قانونية سياسية و مالية نتيجة تورطها المباشر و الإصطفاف إلى جانب المعتدي بدل المعتدى عليه … أزمة ضمير حاضر أمريكا اليوم لا تحسد عليه جزما و هي في مأزق بعدما تم الكشف على الكيانات المالية التي تمول حروب أمريكا عبر العالم تباعا .. جزيرة كيمان جنة من جنات الملاذات الضريبية  الآمنة، دورها كان تمويل حروب أمريكا بالأمريكيتين الجنوبية واللاثينية ( البرازيل والبيرو وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وبوليفيا وليس أخيرا بكولومببا معقل الممول الرئيسي الإرهاب العابر للجغرافيا … أرهاب أمريكي الصنع ضمن سياق و شهد شاهد من أهلها ….
إرهاب عابر للحدود تزعمته و خططت له و بركاته أمريكا بشهادة هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأسبق و وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أثناء عهدة اوباما .. حقيقة وثقتها في مذكراتها بالبنط العريض بأن القاعدة ودولة الخلافة من صنعنا نحن … الجنة الضريبية الثانية, الوجهة سويسرا الكيان المالي المحايد في الجغرافية السياسية على الصعيد الدولي … سويسرا المنخرطة حتى النخاع في تمويل كل الحروب الأمريكية في أوروبا الشرقية ضد الإتحاد السوفياتي سابقا و وريثته حاليا روسيا في حرب أوكرانيا بما يشمل آسيا و إفريقيا .. سويسرا الضأن الوديع ..فيا لها من وداعة ! كيان دولة الإمارات الهندية الفلبينية التي تمول حروب أمريكا بالعالم العربي سوريا واليمن والعراق وليبيا والسودان والتشاد والنيجر ومالي مثال … شيطان العرب العبري هذا يسعى إلى تعويض الخسائر الأمريكية بالشرق الأوسط و الخليج بما يشمل إفريقيا … تعويض مجاني حلوب بقدر ما تحلب البقرة الخليجية الحلوب … و إذا ما جف ضرعها وجب ذبحها … هذا ما صرح به بايدن قبل زيارته للسعودية بعد توريطها إماراتيا في قضية خشقجة خاشوقجي بتركيا … سقوط الأقنعة الثلاث عربون بداية الإنعزالية الأمريكية وانكبابها على مشاكلها الداخلية، غير هذا مذبحة أمريكا بالمنطقة الشرق أوسطية و الخليج الفارسي … شريان الطاقة العالمي بعدما تم تطويقه إيرانيا … وليس لها من خيار بغض النظر عن التوقيت و المناسبة .. سوى الفرار من جحيم المواجهة العسكرية مع محور و حلفاء يتمدد على حساب حلف وأدوات يتبدد كما أكدت عليه في مقالات سابقة … كما فرت قبل من فيتنام وفنزويلا وقبلها كوبا ولبنان والعراق وأفغانستان والنيجر وإفريقيا الوسطى و دول الساحل والصحراء وأوكرانيا واللائحة تطول … ستفر أيضا ولو بعد حين من منطقة الشرق الأوسط و الخليج … سجلوا عني هذا … فما مصير وكلاء الأصيل و الأصيل فار ضمن سياق لكل شيء إذا ما تم نقصان … فلا يغر بطيب العيش إنسان …
صدق الحق ( أولى القبلتين القدس أقدس المقدسات ) … وسقط الباطل الأمريكي البريطاني الفرنسي والتوابع من الركع الخنع الخضع … فلسطين الأبية العصية حرة عربية إسلامية  ضمن حدود معترف بها دوليا … ميلاد الدولة سنة 2025 على ابعد تقدير … رجاءا سجلوا … فكما تنبأت بالقاتمات الحالكات السوداء … وقد صدقت … ها أنا اليوم أؤكد على بداية التقوقع الأمريكي على ذاته و ما هي إلا مسألة وقت … فبئس الأصيل وخسئ الوكيل، و من بيته من زجاج … عليه بتحمل النتائج و أن لا مكان للهرولة نحو إيران … فالشيطان يبقى شيطان في انتمائه وعقيدته ونهجه و دوره الوظيفي كأسلوب حياة أو موت … فما أصعب من التضحية بالأدوات لا سيما وأن لنا خير مثال بالشرق الأوسط والخليج ( شاهنشاه إيران وسادات مصر وعباس فلسطين ) فأين المفر ؟
بتقديري للوضع الراهن على الصعيد العربي .. يبقى إعلان أولي عن بداية خريف الملكيات وتباشير موعد ربيع الجمهوريات الوطنية بالوطن الإسلامي بقيادة مشتركة جامعة سنية شيعية دقت آخر مسامير التبعية والرجعية في نعش إمبراطورية مورغان . فما بالك بالتابع الخاضع الراكع من قوم تبع ؟
مجرد خواطر خطرت نتاج صواريخ فرط صوتية عابرة القارات إيذانا برؤية هلال الزمن العربي الثالث بطعم إسلامي هذه المرة وبعد ديني بعد ما كانتا السابقتن منطلقهما إيديولوجي محض … بعد قومجي متاجر …

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى