الواجهة

الحسن الثاني يرد على أخنوش

مسرور المراكشي :
تمهيد :
أيها المغاربة صراحة أقول لكم و بكل مرارة، ليس هناك كارثة أعظم من أن يترأس جاهل الحكومة، لأن الثقافة التاريخية و الوعي السياسي شيء، والحصول على دبلومات تسيير و شواهد عليا شيء آخر تماماً، لهذا تجدون رئيس الحكومة يسقط تسير شركة على تسير بلد..!!، ويعتبر المغاربة مجرد “خماسة ” في الضيعات التي استولى عليها، و هذا أمر طبيعي لشخص ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ليس بينه وبين ثقافة الشعب المغربي إلا الخير والإحسان، لم يعرف ما هو الحرمان ولا معاناة الفقراء مع هم الدخول المدرسي والضوء والماء أو الكراء أو كبش العيد ولا مصارف رمضان…ولم يعش جحيم المستشفيات العمومية، كما لم يسبق له أن دخل زحام الأسواق الشعبية، ولم سبق له أن ركب في حافلات النقل العمومي، يستقل سيارة فارهة تأخذه إلى المطار ثم عند الوصول يجد أخرى في الانتظار، نصف عمره قضاه في السماء بين الأرض والسحاب، أظن أن هذا هو السبب الذي جعل صاحبنا يختار رمز ” الحمامة “، لكن في مهرجان الحزب بأݣادير نزل الرئيس من السماء، و التحق مباشرة بمنصة الخطابة ليقول للمغاربة بدون استحياء : ( .. سأقوم بإعادة تربية اللي ما مربيش منكم..) طبعا صفق له جمهور لكباش أو لحوالا، في الحقيقة الله لا يعطينا وجهك، بالله عليكم هل هذا كلام رجل سياسي مسؤول..؟ أن يقوم باستفزاز مجاني للشعب وهو في بداية مشواره الحكومي، كما يقول المغاربة : ( مزال ݣاع مسخن بلاصتو )، يفهم من كلامه أنه حان وقت الانتقام من الذين دعوا لمقاطعة شركاته، هذا المغرور النكرة ليس في مقام أن يرد عليه الملك، لكن تجاوزا أردت أن يكون الرد من الحسن الثاني رحمه الله…!! ليس فقط على رئيس حكومة الباترونا أخنوش، ولكن على أصحاب الحل “الأمني” و القبضة الحديدية كذلك… لأن قلة الوعي السياسي و التاريخي مصيبة عظمى…!! كما يقول المثل : ( يفعل الجهل بنفسه ما لا يفعله به العدو )..
ـ الفقرة الأولى :
ـ المغاربة ليسوا أكباشا…!!
هذا ليس كلامي ولكنه جواب من ملك حكم البلاد 38 سنة، لمن أراد معرفة المغاربة حق المعرفة بعيدا عن لغة الخشب، حيث تتجلى فيه عبقرية من خبر عقلية المغاربة و ردود أفعالهم،
إنني أعتبر هذا المقطع النادر الذي تجلت فيه الصراحة و الوضوح، المسجل للحسن الثاني رحمه الله وثيقة تاريخية، أظن أنه سجل في ستينات القرن الماضي وهو بالأبيض والأسود، لقد كان رجل ثقافة درس كتب التاريخ وعلم الاجتماع، و خبر عقلية المغاربة وطرق التفكير عندهم، كيف لا وهو سليل الملوك وعنده خزانة ملكية تتوفر على وثائق هامة، فيها تاريخ القبائل و تقاليدهم و عاداتهم في الأفراح و الأتراح، أنصح كل رجال السلطة والسياسة بالاستماع إلى هذه الشهادة فهي وثيقة تاريخية، إنها موجزة و مركزة لن تأخذ من وقتكم الكثير، ولكم مضمون هذه الكلمة باختصار شديد : ( … أما المغاربة فأنا أعرفهم حق المعرفة و أفتخر بهم فليسوا أكباشا، والله لو علموا أنني أسيرهم كما يسير بعض القادة شعوبهم كالأكباش، والله لما أطاعوني والله لو علموا أن شخصا أو هيئة سوف يسيطر عليهم، والله والله لأخذوا أسلحتهم و لاعتكفوا في المساجد،، و لفروا إلى الجبال حتى يبقوا كما كانوا دائما شعبا حرا، لا يريد أن يسير كالأكباش ..)، هنا يشير رحمه الله إلى فرضية حمل السلاح، والتمرد كرد فعل على من يحاول السيطرة عليهم أو احتقارهم، وهذا قد حدث في الماضي البعيد، كما عايشه الملك الراحل في الزمن الحديث فهو يتكلم إذن عن تجربة، يقول الله تعالى : ( .. هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون…)، ويأتي اليوم شخص نكرة من الذين لايعلمون، يتطاول على المغاربة و يهددهم باستعمال العصا وإخضاعهم بالقوة حيث قال : ( غادي نعاود ليكم التربية..)، في الحقيقة ( عاش من عرف قدره)، أنصح هذا الجاهل المغرور بقراءة تاريخ المغاربة الكرام، و تخفيفا عليه أدعوه فقط إلى مشاهدة هذا الفيديو، بل إعادة مشاهدته و تكرار ذلك مرات عديدة، فهناك مثل مشهور يقول : ( با التكرار يتعلم طويل الأذنين )، أعلم مسبقا أنك مشغول طول الوقت بجمع الأموال، سواء التي في البر أو في البحر وعدها و تكديسها ( الله يحسن العون)، لكنك لن تندم على سماع هذه الوثيقة التاريخية، فأنت على الأقل ستكون قد حاربت الأمية والجهل بتاريخ هذا الشعب، و النصح كذلك موصول لوزير شتم المغاربة و طعن في عرضهم و أنسابهم، وهو صاحب مقولة : ( .. ولدي عند أباه لفلوس ..)، قال ذلك و هو يتكبر و يفتخر على المغاربة بما استولى عليه من أموال، أنصحه بالعودة لهذه الوثيقة لربما كانت له شفاء من مرض الكبر و الغرور… هذا الرد من المرحوم الحسن الثاني هو رد أدبي فقط، لكن الرد الثوري العملي كان في الشارع، رغم تأخر ذلك لسنوات حيث انتفض أخيرا جيل ( Z ) مطالبا بتنحية الحكومة، إذن من المسؤول عن اندلاع هذه الهبة الشعبية…؟ومن يتحمل مسئولية الخسائر في الأرواح و الممتلكات..؟ سنقوم بكل هدوء بالبحث عن المسؤول الذي تسبب في هذه الأحداث، وذلك بطرح السؤال التقليدي من له المصلحة في إشعال نار الفتنة..؟ و الجواب في الفقرة التالية…
ـ الفقرة الثانية :
ـ أفضل طرق ” تخريب” البلاد..!!
نعم هذه طريقة مجربة و سهلة في التخريب وهي هدية من مسرور المراكشي، لكل من يريد إسقاط المملكة وتخريب نظام الحكم فيها، اسمعوا جيدا لا تستعملوا صواريخ ولا طائرات ولا قنابل ولا حصار بري أو بحري، فقط عليكم بتطبيق هذه القاعدة الناجعة و المجربة عليكم بالعمل على وضح الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب ، بصيغة أخرى عليكم بوضع السطل المناسب في المكان المناسب، في رأيي أن جيل ( Z ) هم ضحايا ونتيجة لفساد الحكومة، وأن رجال الأمن الفقراء هم كذلك ضحايا لهذا الفساد، ولسان حال المسؤولين الكبار عن الفساد و المستفيدين منه يقول : ( اللهم اضرب الفقراء بالفقراء وأخرجنا من بينهم أغنياء )، وأقول لرجال الدولة الصادقين الأوفياء من سياسيين و رجال أمن، أن ضرب هؤلاء الشباب و اعتقالهم لن يفيد في شيء فهذا فقط مسكن، العلاج الجذري والنهائي هو ضرب عش الفساد المسؤول الرئيسي عن الأحداث، بالأمس كانت ( 20 فبراير ) و اليوم جيل ( Z ) وغدا أجيال ( X _ Y_ W_G.. )، وهكذا سيستمر مسلسل الاحتجاج ثم القمع ثم الاحتجاج ثم القمع، و سنبقى نراوح مكاننا ولن ننعم بتنمية ولا سلم ولا استقرار، لأن موضوع الاحتجاج مشروع : ( الصحة ـ التعليم ـ غلاء المعيشة..)، لكن تصرف بعض عناصر الأمن بعنف مع الاحتجاج السلمي، كان مع الأسف الشديد خطأ فادح فسح المجال للعنف المضاد، لأن هناك عناصر مندسة وسط المحتجين قليلة لكنها فعالة و نشطة، استغلت اعتقال المتظاهرين ومحاولة فض الاحتجاج بالقوة، رغم أن في طنجة مثلا ومنذ اليوم الأول كان المحتجين ينادون : ( سلمية سلمية ) ولا من يستمع، في رأيي لا بد من إعادة تكوين مسؤولي الأمن، وتغيير ثقافتهم القديمة ليتعلموا طرق التعامل مع الاحتجاج السلمي، في نظري أن وضع شخص من درجة “سطل”ممتاز على رأس حكومة أو وزارة، هو سبب الكارثة وهذا هدف أعداء الوطن من ماسونيين وغيرهم، مثلا رئيس الحكومة هو شخص غير مناسب في المكان غير المناسب، لا علاقة له بتسير الدولة لا من قريب ولا من بعيد، نعم قد ينجح في تسيير شركة محروقات أو مقاولة…، لكنه كارثة في تسيير الشأن العام النتيجة فوضى في كل الوزارات، لقد جمع حوله وزراء عديمي الكفاءة والخبرة و المهنية، فقط معيار الاختيار هو حصولهم على بطاقة الحزب، مثلا وزير الصحة لا علاقة له بالطب أو الصيدلة أو حتى عشاب “عطار”، هو صديق مقرب من أخنوش لقد كان مدير ديوان هذا الأخير، واشتغل في شركة تديرها زوجة رئيس الحكومة وفي المجمع التجاري ( مروكو مول )، أما وزير التعليم فلا علاقة له بالتربية والتكوين، إنه صاحب شركة الشكولاطة وحلوة “ميشوك”، اللهم إن كان ينوي مشكورا توزيع “الفانيد و الشكلاط”، على التلاميذ لمحاربة الهدر المدرسي و تشجيعهم على الحضور، فإن لم يكن من أجل الدراسة فعلى الأقل من أجل تذوق حلوة “ميشوك”، وهذا في حد ذاته عمل جيد و هدف نبيل، وهكذا ياسادة تلاحظون أن أغلب الوزراء في حكومة اخنوش، لا يتناسب مستوى التكوين لديهم مع متطلبات تلك الوزرات التي هم على رأسها، إن رئيس الحكومة جمع حوله مستشارين و وزراء عديمي الكفاءة و المهنية، (.. النطيحة و المتردية و ما اكل السبع..) معيار الاختيار هو حصولهم على بطاقة الحزب، مما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي و تراجع التنمية مع تدهور الوضع الإجتماعي، النتيجة ظهور جيل ( Z ) احتجاجات سلمية تحولت إلى صدمات عنيفة، لقد صدق من قال أن هذه الحكومة تشبه حمام الحطب البلدي، عندما يريد الرئيس الاستحمام كما يقول المغاربة: ( باش يكمد لعظيمات)، يجمع حوله مجموعة من ( السطولا ) أو ( لقباب)…
خلاصة :
ـ خسائر المخزن والمواطنين :
في الحقيقة الخاسر الأكبر هو الوطن، سمعة البلاد في الحضيض ” شوهة ” ونحن على أبواب تنظيم تظاهرات قارية، بداية نترجم على أرواح من مات ونسأل الله الشفاء للجرحى، خسائر المخزن تتمثل في جرح بعض رجال الشرطة، بين جروح خفيفة و متوسطة، مع حرق بعض عربات الشرطة و مقار الدرك، و خسائر المواطنين مقتل ثلاثة وحرق صيدليات و تخريب واجهة بعض الأبناك، في المجمل لا تتعدى خسائر المخزن والمواطنين معا، في حالتها القصوى حسب تقديري المليار ونصف، وهي لاشيء إذا قورنت بآخر فضيحة من فضائح نهب المال العام، التي وقعت في مراكش المتعلقة بملفات فساد كبرى، على رأسها برنامج “مراكش الحاضرة المتجددة” الذي تجاوزت كلفته 600 مليار سنتيم، إضافة إلى عشرات الملايير المنهوبة، التي لازال يحاكم فيها برلمانيون أعضاء في أحزاب المعارضه والأغلبية، إضافة إلى آلاف فقدوا حياتهم بسبب رداءة الخدمات الصحية في المستشفى العمومي، إن هذا الوضع الكارثي هو الذي دفع جيل ( Z ) إلى الاحتجاج، والمشكل لم يحل بعد إذن انتظروا جيل ( X ) وباقي الحروف.. الحل : إطلاق سراح كل المحتجين المعتقلين وعلى رأسهم الزفزافي، حل الحكومة و محاكمة المتورطين في نهب المال العام، مصادرة ممتلكاتهم غير المشروعة، إقرار قانون ( الإثراء غير المشروع )، الدعوة لنتخابات مبكرة مع عودة نظام ( الرميد ), و إلغاء بطاقة ( AMO) لأن هذه الأخيرة تلزم المواطن بدفع مبلغ التداوي، ثم أتباع مسطرة إدارية مرهقة استخلاص بعض المصاريف… ما ضاع حق وراءه مناضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى