فضاء الصحافةمجرد رأي

رسالة مفتوحة إلى الأنظمة العربية والإسلامية و إلى جميع الحكومات العربية والإسلامية

د. خيران عارف

أنا واحد من المسلمين المتواضعين من إندونيسيا الذين درسوا لفترة فى احدى الدول العربية ، لا أستطيع تحمل رؤية معاناة مئات الآلاف من مسلمي غزة الفلسطينيين الذين يقتلون ويقصفون ويستعمرون من قبل الاحتلال الإسرائيلي والإمبريالية الأمريكية اليوم ، لذلك قلبي مضطر لكتابة هذه الرسالة.

آمل أن تكون هذه الرسالة جزءا من الصدقة التي تخفف من حسبي في الآخرة.

ربما ستقولون إنني لا أعرف القضية الفلسطينية وقضية غزة، وإنهم إرهابيون عنيدون ومتطرفون لا يستحقون المساعدة والشفقة. هذه قضية سياسية إقليمية حساسة للغاية للبلد العربي وما إلى ذلك. هل تحول عبادة الله وحده إلى عبادة مصالح الدولة والسياسة?..

هل المعلومات التي تسمعونها وتقرءوانها عن حماس وغزة آنذاك والآن مصدرها القرآن والسنة ومن السلف الصالح؟.. أم فقط من وسائل الإعلام الدولية التي تسيطر عليها الصهيونية والغرب بنسبة 99٪ تقريبا؟ هل أعطيتم الأولوية للمعلومات الاستخباراتية وصحفيي الإعلام الغربي والصهيوني على معلومات الله ورسوله?..

هل نسيتم المسجد الأقصى الذي هو المسجد الوحيد المذكور بالاسم في القرآن بعد المسجد الحرام؟، ألم تقرأ أن الله ورسوله يمجدان القدس كثيرا في عشرات الأحاديث وآثار الصحابة ؟ ..

إذا كنتم تؤمنون أكثر بمعلومات عملاء الموساد والإعلام اليهودي الصهيوني والغرب الذين غسلوا أدمغتكم حتى تترددوا في مساعدة فلسطين وتحريرها من إسرائيل ، فقد أنكرت معلومات القرآن والسنة التي نزلت في البلد العربي. لأن هناك 500 آية تشرح عن بني إسرائيل ، وفعل الأذى وقتل الأنبياء والرسل لآلاف السنين.

لماذا تثقون بإسرائيل الذى كذبوا عليكم وحاربوكم منذ ٦٠ سنة…؟ وكنتم كذلك تقولون أن بعض الشخصيات الفلسطينية خانت شعبهم لأجل المنافع من إسرائيل وتعاونت معها،.. فهل يجب أن تجعلكم تصرفات بعض الشخصيات تضطهد الملايين من إخوانك المسلمين والأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الأبرياء؟

إذا كنتم تعتقدون في هذه الحرب، أن حماس هي المخطئة، في شن هجمات سرية وقتل المدنيين، فهل دافعت عنها عندما هاجمت إسرائيل مئات المرات غزة والضفة الغربية لأول مرة وقتلت الآلاف من المسلمين الفلسطينيين وأسرت مقاتليها سرا?.. هل تعتقدون أن الشعب المحتل ويقتل ويعذب كل يوم من قبل المحتلين يجب أن يطلب من المحتلين الإذن بالهجوم؟ ألا تعتبر كل دساتير الدول المستقلة في هذا العالم أن المستعمرين هم أعداء يجب محاربتهم؟، ..منذ متى تحول المستعمرون إلى أبطال المحترم والمقاتلين من أجل الحرية إلى التطرفين وإرهابيين؟

هل نسيتم أن الملك لله سبحانه وتعالى ، الذي يعطيه لمن يشاء وينزع ممن يشاء؟ هل نسيتم تهديدات الله ورسوله للحكام وأصحاب السلطة ولا يستغل في نفع البشر وألإسلام؟ يا حكام الدول العربية والإسلامية هل نسيتم صدام حسين وأنور السادات ومعمر القادزافي وحافظ الأسد؟، كلهم حكام دول عربية لا يهمهم استقلال الشعب الفلسطيني المسلم الذي تحتله إسرائيل، هؤلاء مشغولون بأنفسهم وعائلاتهم وشؤونهم السياسية، فحرمهم الله من سلطانهم بطريقة حقيرة مثل الجرذان في جحور الأرض التي اصطادها إسرائيل وأمريكا الذين كانوا يعملون صداقات والتطبيع ؟..

تذكروا يا إخواني وأخواتي من حكام الدول العربية والإسلامية، أن حكمكم سينتهي في المستقبل القريب، لأن هذه الحياة ما هي إلا مجموعة من الأيام التي مرت. قبل أن يأتي الموت وينفذ حكم الله عليكم، دافعوا فورا عن المسلمين الفلسطينيين وأنقذوه في غزة وغيرها من المناطق، أنقذوا المسجد الأقصى فورا من المعتدين الإسرائيليين، إذا لم تستطيعوا، فامنحوا ساطتكم فورا للمسلمين القادرين على تنفيذ هذه الأمانة الدينية، حتى تكونوا آمنين يوم القيامة.

جاكرتا ، 26 أكتوبر 2023

 

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى