بقلم أبو أيوب
عزيزي “تي” المتتبع “ة” , تذكر أو تذكري أنه من شبه المؤكد مغادرة ترامب أمريكا للعيش في إسرائيل … كما عليك أن تترقب اعتناقه لليهودية … و الهدف من كل هذا … تجنيبه المساءلة كرئيس يتمتع بالحصانة حتى حدود عهدته القانونية .
و لبلوغ الهدف تم إعلان حالة الطوارئ حتى يوم 24 من الشهر الجاري , أي بعد أربعة أيام من تسليم السلط بين نائب الرئيس المنتهية ولايته و الرئيس المنتخب جو بايدن , كل هذا يجري بالتطابق بما يتم التحضير له بالكونغريس الأمريكي على ضوء مطالبته بعزل الرئيس …
و هذا ما يعتبر في حد ذاته بأحقية متابعته قضائيا من زاوية التكتيك و ليس الإستراتيجية , أي بما معناه , متابعته كمواطن أمريكي و ليس كرئيس لأمريكا يحظى بالحصانة حتى آخر يوم من عهدته , و من هذه الزاوية أستطيع القول أو التنبؤ بمشاهدة دونالد ترامب و هو يتجول بشوارع تل أبيب أو القدس أو حيفا …
مستقبل أمريكا اليوم بين كفي عفريت , و الخروج من الورطة يتوقف على وجوب مغادرة ترامب للأراضي الأمريكية , لجوء أو استقرارا و اعتناقا , كيف ذلك على ضوء ما تعيشه اليوم أمريكا من مخاض و أزمات مترادفة ؟
ترامب ربح الإنتخابات بحوالي 65 مليون صوت , أدار من خلالها أقوى اقتصاد و أعتى قوة عسكرية على صعيد العالم , فماذا حققه من نتائج ؟ كوريا الشمالية …! الأزمة مع روسيا …! الأزمة مع الصين …! مع إيران و فنزويلا و الإتحاد الأوروبي …! , لا شيء يذكر على الإطلاق , عدا حلب أبقار حلوب بالخليج الفارسي و منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا …
اليوم بالذات خسر ترامب الإنتخابات و هو المتحصل على 75 مليون صوت , أي بفارق 11 مليون صوت إضافي إلى ما تم الحصول عليه إبان الإنتخابات السابقة , فضلا عن سيطرته المطلقة على حوالي 16 ولاية أمريكية , قلت خسر … في الوقت الذي هو موضوع متابعات كونغريسية و قضائية …! أمر يدعو للدهشة .
و من هذا المنطلق و على ضوء ما رشح عن الأزمة الحالية المتفاقمة و الضجيج المقام حولها , أصبح من المنطقي من زاوية البرغماتية السياسية و العقلانية الإستراتيجية عدم التسامح مع تشكل تيار يميني راديكالي بقرابة خمس المجتمع الأمريكي .
ظهوره قد يفقد التوازن لما بني عليه النظام الدستوري الأمريكي , في الوقت الذي تعيش فيه أمريكا مخاض أزمة إجتماعية سياسية إقتصادية و عسكرية … و على كافة الجبهات , و هذا ما يذكرنا بمصير الإتحاد السوفياتي سنوات التسعينيات, فهل آن الأوان … تذكروا … لكل شيء إذا ما تم نقصان … فلا يغر بطيب العيش إنسان … هي الأمور … إلى هنا أستودعكم معشر … في حفظ من لا تضيع ودائعه .