بقلم ابو ايوب
لا شك ان العلاقات الثنائية بين المغرب واسرائيل شهدت قفزة نوعية منذ ابرام الاتفاقية الابراهيمية سنة 2020 , اتفاقية من بين ما تم بموجبها ، اعتراف دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية كما جاءت بتغريدة ترامب ، اعتراف سجل بالسجل الفيدرالي الامريكي برسم بيان ( Proclamation) , وليس برسم امر تنفيذي ( Order Executive) موجب لصبغة الزامية للادارات الامريكية المقبلة، يومها كم غبطنا و فرحنا و انشرحت صدورنا ، بل اثلجت قلوبنا نحن المغاربة و هللنا اثرها بالنصر العظيم …و لا زلنا لحدود الساعة متفائلين متمسكين بوعد من باعنا العجل و قبض الثمن و راح ….دونالد ترامب
نفس الشيئ يسري على رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز الذي أتحفنا برسالة بعثها للعاهل المغربي دون فيها ، موقفه المؤيد للمقترح المغربي القاضي بمنح ساكنة الصحراء حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية ، كشكل من اشكال تقرير المصير كما جاءت على لسان وزير العدل وهبي بجنيف العاصمة السويسرية قبل يومين …وقتها تمت دغدغة عواطفنا الجياشة لنكتشف في الاخير وهم التأييد و الاعتراف ..فسانشيز قبض الثمن في مساء رمضاني بعد الافطار و من عقر الدار ، ثم خرج للعلن ان كنتم تتذكرون في ندوة صحفية من داخل القصر الملكي العامر بالرباط ، ليعلن بأن قضية سبتة و مليلية غير قابلة للنقاش و ان المدينتين اسبانيتان و تعتبران الحدود الجنوبية للقارة العجوز مع افريقيا ، بالتالي يعتبر سانشيز بالمنطق اللامتناهي هو من باعنا العجلة بدليل خطابه الاخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة شهر اكتوبر الماضي ، عندما أسقط القناع و اعلن عن تأييده للقرارات الأممية ذات الصلة بقضية الصحراء الغربية بحسب منطوق الخطاب
مناسبة الكلام ما نشره المستشار السياسي او الديبلوماسي الاسرائيلي دان باروس المعتمد بسفارة بلاده بالعاصمة الاسبانية مدريد ، و الناشط بشكل كبير و لافت على وسائل الانفصال الاجتماعي ، عفوا وسائل الاتصال…، قلت نشر خريطة المغرب مبثورة من اقاليمه الجنوبية ، و هذا ما يعتبر موقفا رسميا لكيانه من قضية الصحراء ، كيان طبعنا معه في مختلف الصعد و الاصعدة دون استثناء… قضية اجماع وطني باستثناء حزب النهج الديموقراطي و بدرجة أقل الجمعية المغربية لحقوق الانسان …
حدث هذا عند نشره لتقرير حول تواجد اليهود بالدول العربية ، بحيث قدم يوم أمس احصاءا لعددهم الذي تناقص بشكل فضيع في الاقطار العربية منذ 1948 حتى حدود الساعة ، مما جاء فيه قيام الدول العربية بطرد اليهود من اراضيها مشيرا الى التناقص العددي بشكل مهول ، فمصر مثلا بلغ عدد المتواجدين بها لا يتعدى 40 يهوديا ، و لعلي به يشير الى عدد افراد السفارة الاسرائيلية بالقاهرة ، ثم لبنان بحوالي 100 يهودي فيما نصيب كل من اليمن و الجزائر لا يتعدى 50 نفرا ، اما بالنسبة للمغرب فقد حصر العدد في 265.000 سنة 1948 و ما بين 2000 الى 5000 يهودي السنة الحالية التي نحن على مشارف توديعها …و مهما يكن العدد فالمهم الاستفزاز و الابتزاز من خلال نشر التعداد مرفوقا بخريطةالمغرب بدون الصحراء !!.
يذكرني النشر هذا بما اقدم عليه النثن-ياهو في ثلاث مناسبات ، اثنتين منها بمناسبة استقباله وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن بمقر رئاسة الحكومة و خريطة المغرب مبثورة ، و ما تولد عنها من أقوال و تصريحات و تبريرات و تمريرات مغربية من قبيل ( استدراك الغلط الغير مقصود و عدم الانتباه و سوف يتم تدارك الأمر و تصحيحه و أن الأمر يتعلق بالخريطة القديمة للمغرب…..)
فيما ثالثتهما حصل عند استقباله بالأمس القريب بعد ايام من انطلاق عملية طوفان الاقصى ، للشقراء الايطالية جورجيا ميلوني رئيسة الحكومة الايطالية ، وهذا ما يعتبر في حد ذاته بكل ما يحمل الاعتبار من مغزى و دلالات و استنتاجات… تملصا من مقتضيات الاتفاقية الابراهيمية التي من بين ما نصت عليه و تم التوافق بشأنه ، الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء و سيادته عليها ! بالتالي أمسى طرح التساؤلات حول الموقف الرسمي لكيان الصوص تحصيل حاصل اليوم ؟
اليوم و في الوقت الذي يبحث البعض منا عن مفسر للأحلام التي راودته في يقضته ، يكتفي ما تبقى من البعض بمن يفسر له كوابيس الواقع الحاصل بالمعترك …بالتالي من باعنا العجلة و من ابتعنا منه العجلة و الجدي هم اخوة اعداء لنا ليس لدينا معهم قواسم مشتركة و الفاهم يفهم هول و فضاعة ما نجتره من مأساة و معاناة…و ما نكابده من مكائد و خيبات امل و نجتره من ابتزاز و استفزاز و خيانة و خدلان الذين عقدنا معهم شراكات اقتصادية ، و اتفاقيات تسليحوو دفاع مشترك لم يستثنى منها القضاء و التنسيق الامني و المخابراتي و هلم جرا …خاتمتها كشف للخديعة و تلاعب بالعواطف الشعبية و انتقاص من هيبة وطن تم تقزيم دوره المحوري بشمال غرب القارة السمراء و عموم افريقيا ، بل تم عزله عن محيطه الاقليمي و الجهوي و القاري و الدولي
بتقديري لمستجدات الميدان ، سواء ما تعلق منها بثاني اجتماع لرؤساء هيأة الاركان لجيوش كل من مصر و ليبيا و الجزائر و الصحراء و موريتانيا ، او ما خص المناورات العسكرية لجيوش مالي و النيجر و موريتانيا و الجزائر التي تجري حاليا لمحاربة التنظيمات الارهابية بدول الساحل و الصحراء ، و اخص بالذكر تنظيم الازواد بشمال مالي و الذي اصبح يشكل تهديدا لأمن و استقرار موريتانيا و جنوب الجزائر ، بالتزامن مع انطلاق مناورات عسكرية بحرية بين فرنسا و المغرب بالابيض المتوسط ،هو دليل واضح على عزل المغرب افريقيا و على صعيد الرقعة العربية ، و فرض طوق حصار مطبق بهدف نعي الفرانكوفونية الى مثواها الاخير ، كما حدث بجمهورية افريقيا الوسطى و مالي و النيجر و بوركينافاصو و قبلها تونس و ليبيا و الجزائر و لبنان و سوريا…
زوار ليل موقع الجديدة نيوز و متتبعيه الاوفياء ….كانت هذه نبذة من صورة مختصرة لما يتعرض له وطننا الحبيب من تضييق و حصار و عزل فاق كل التوقعات ، و به و من خلاله و على اثره … و قد أضيف اليه ما جرى اليوم بالبرلمان الاوروبي من استقبال عمر منصور ممثل جبهة البوليساريو بالديار الاوروبية ، و هو بالمناسبة الذي هدد المغرب من قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط بعدما حظي بلقاء رسمي مع الرئيس ولد الغزواني ( دروناتنا و دروناتهم ) ان كنتم تذكرون
للاشارة هو المشرف على العلاقات التشاركية مع الاتحاد الاوروبي ، اذ شارك بلحمه و دمه في اجتماع خصص لمناقشة قضية الصحراء بمشاركة نواب و سياسيين و اساتذة جامعيون و منذوبون عن جمعيات المجتمع المدني الأوروبي و مبعوث اممي سابق اسباني الجنسية ، في الوقت الذي يتهم فيه المغرب جبهة البوليساريو بالارهاب …! قلت على اثره …. أستودعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه و الى مقال آخر ما دام هناك رمق من حياة تذكر…
