حكاية نمر و تنين و نسر ( من مخلفات الحرب الباردة )
بقلم أبو أيوب
القرن العشرون بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، و ما افرزته من تغيرات إقتصادية و عسكرية ، على رأسها تغيير منظومة المجتمع الدولي من عصبة الأمم الى الأمم المتحدة ، أرخ لبزوغ محورين أحدهما ليبرالي متوحش التوجه ، و الآخر إشتراكي متنمر النمط ….، صراع بين قطبين أفضى في النهاية الى هزيمة المتنمر لكنه لم يستسلم ، بدايته كانت عهد غورباتشيف و البريسترويكا فيما ضربته المؤدية عايشت فترة العربيد بوريس ييلتسين .
أما الآخر خطط و نشد تسيد المشهد معتمدا على قدراته المالية ( معاهدة بروتون وودز و تسيد الدولار في المعاملات التجارية) / و العسكرية ( حروب أمريكا و المنظومة الغربية معها بآسيا و الشرق الأوسط و إفريقيا و الأمريكيتين ..)/ و الصناعية ( أول دولة صناعية و اكبر قوة إقتصادية و دركي العالم بدون منازع) .
فهل يتحقق اليوم ما تحقق بالأمس ؟ و أظنه بشكل معاكس و مغاير ، أي بما معناه ، أفول نجم المنظومة الغربية في شموليتها لحساب منظومة أوراسية أسيوية ما فتئت تتمدد ، بزعامة روسية صينية مدعومة من محاور و أحلاف ضاقت درعا بتصرفات الدركي ..، مستغلة الأوضاع الصعبة التي يعيشها دركي العالم بسبب حروب متسارعة الوتيرة للسيطرة على العالم ، و ما ألحقته كورونا من مشاكل اقتصادية المتضرر الأول منها أول إقتصاد عالمي . و هذه حقيقة منطقية و حقيقة ما تعيشها أمريكا اليوم ، بحيث لم يسبق لأمريكا منذ الحرب الأهلية بين الشمال و الجنوب أن عاشت ما يحدث اليوم . إنقسام المجتمع الأمريكي بلغ ذروته حد التسيب ، و قد زادتها كورونا أيضا إخفاقات متتالية على الصعيد العسكري ( عجزها عن احتواء كوريا الشمالية/ إيران/ فينزويلا ….مثال ) ، ما تسبب في فقدان أمريكا هيبتها و سطوتها ، فأظهرتها كنمر من ورق لم يعد يقوى على الحد من الجسارة .
أجل ، الوضع الأمريكي الحالي اليوم لا تحسد عليه أعتى قوة عرفها التاريخ ، و هو يشبه الى حد كبير الوضع الروسي أيام بوريس يلتسين ، يومها دخل الدب مرحلة البيات الشتوي الذي دام لأكثر من عشر سنوات . أمريكا اليوم تعيش أتعس وضع في تاريخها الحديث ، أمريكا ضعفت و هزلت من منظور و منطلق الحتمية التاريخية ( لكل شيء إذا ما تم نقصان ….فأين الوندال و الإغريق و الرومان ). لا يهم كم من الوقت ستستغرقه العملية لكن العبرة في النتائج ، و من مؤشرات الأفول ، ضعف و و هن و وني و تصدع فشروخ و هذا عنوان المرحلة .
في قصاصة لموقع سي.إن.إن الإخباري ، نبأ تناقلته كبريات الصحف و المواقع العالمية و أصبح حديث الساعة ، إصابة الرئيس الامريكي دوناد ترامب و سيدة البيت الأبيض الأولى بوباء كورونا، على إثرها نقلا الى المستشفى خارج البيت الأبيض رغم توفر الأخير على كل مستلزمات التطبيب و الرعاية الصحية ، و هذا في حد ذاته يطرح اكثر من علامة استفهام كبرى ؟ . بعض التسريبات تقول بتعرضه لمحاولة اغتيال بواسطة سلاح بيولوجي في إشارة الى وباء كوفيد 19 …! و لحد الساعة لم يتم النفي و لا التأكيد ، و هذا ما يزيد الأمر غموضا .
و يزيد الوضع غموضا و تصبح الأمور أكثر تعقيدا ، على إثر تناقض التصريحات الرسمية للمسؤولين الامريكيين و بعض المقربين من دائرة صنع القرار ، بين قائل بتحسن حالته الصحية و قرب تعافيه مستشهدا بتغريدات ترامب نفسه ، و بين قائل بأن وضعه الصحي لا زال حرجا و أن الوقت لم يحن بعد للإعلان عن تعافيه ، مستشهدا بتصريحات الطبيب الشخصي للرئيس ترامب نفسه .
من بين الإحتمالات الرائجة في الوقت الحالي ، تنبؤات بإحتمالية إصابته بإختلالات سمعية و ورم خبيث في الدماغ ، سوف تؤدي في النهاية الى وفاته ، و هذا بالضبط ما تنبأت به العرافة العمياء فانغا حيث قالت بوفاة الرئيس الأمريكي الخامس و الأربعين إثر تعرضه لإصابة بوباء .
للإشارة ، العرافة المذكورة صدقت مجمل تنبؤاتها بخصوص عدة أحداث حصلت ، كما صدقت تنبؤات الموقع الأمريكي سيمبسون المتخصص في الأفلام الكارتونية ، عندما جسد أحداثا و وقائع حدثت للنجم الأمريكي في كرة السلة كوبي برايان قبل حدوثها ( موته في حادث سقوط طائرة و قد تبثت بالفعل ) . الغريب في الأمر أنها حدثت تماما وفق سيناريوهات الأفلام الكارتونية بأدق تفاصيلها ، كما أن فيلم كونتاجيون ( العدوى) تنبأ هو أيضا بما يحصل اليوم حول العالم ، من انتشار وباء خطير من الصين يهدد الإنسانية جمعاء ، و قد أشار الفيلم بالضبط الى الصين موطن الوباء ، و إيطاليا و إسبانيا ….حيث سينتشر الوباء .
فهل هي مجرد صدفة ؟ أم أن الأمر يدخل ضمن نطاق نظرية المؤامرة ؟ . لكن المؤكد و الأكيد أن ترامب يعيش أسوء فترة من حياته ، و أن مستقبله السياسي شارف على نهايته و من المحتمل جدا أن يفارق الحياة . فيما يرى بعض المتتبعين لأوضاع العالم و أمريكا بالخصوص ، أن الأخيرة تعيش مرحلة العد التنازلي لسطوتها و هيمنتها على العالم ، و أن العالم يتغير بسرعة مذهلة لغير صالحها ، عالم متعدد الأقطاب بزعامة كل من الصين و روسيا ، القوتين الإقتصاديتين و العسكريتين الصاعدتين ، و قد يتأتى هذا بموافقة مختلف الدول المتبقية الفاعلة و المؤثرة في مسرح السياسات الدولية .
من وجهة نظر دينية ، المنجمون كذابون و لو صدقوا ، كما هي حقيقة لا يعلم الغيب إلا الله ، لكن تبقى حقيقة الحقائق أن الله يهب بعض الخوارق لمن يشاء ، و قد عايشنا كلنا بعضا منها و كم استغربنا وقوعها ، من بينها بركة الأولياء و الحدس و التكهن و النظرة الإستشرافية للمستقبل دون أن يرقى ذلك الى وحي ، فالأخير حصريا من ميزة الرسل و الأنبياء . بالتالي يصبح من المنطقي طرح التساؤل ، بماذا نفسر تنبؤات نوستراداموس و توقعات العمياء فانغا ، و أحداث فيلم كونتاجيون و ما توقعه موقع سيمبسون … ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه إلا أحداثا و وقائع حصلت بالصدفة ؟ فمن يدري ، لعلها الحقيقة، حقيقة عالم يكتنفه المزيد من الغموض و الظواهر الغير طبيعية ؟ ، كما هي حقيقة خوارق منتسبي معبد شاولين في موطن الثنين ….! .