بلاغ رسمي من المجلس العلمي الأعلى الذي يتشرف برئاسة أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله
إن المجلس العلمي الأعلى يستنكر استنكارا شديدا خبرا مفاده أن فيلما يهدف إلى الإساءة لشخص الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وإلى تحريف مضمون رسالته المبنية على السلم والسلام، والمحبة والوئام بين بني الإنسان باختلاف أجناسهم ودياناتهم، هذا الفعل الشنيع الذي يدل على المكر وإرادة الفتنة، وعلى تجاهل المسؤولية الإنسانية التي تلزم جميع الأفراد والشعوب، باحترام الديانات والمعتقدات والأفكار.
كما يعبر المجلس العلمي الأعلى عن موقفه الراسخ في أن كل محاولات استفزاز المسلمين والنيل من مقدساتهم لن تنال، لا من ثقتهم بالله، ولا من تمسكهم بالرسالة السامية التي أتى بها النبي الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة السلام، داعيا إلى الخير وهاديا إلى الصراط المستقيم، مصداقا لقوله تعالى: ﴿والله يدعو إلى دار السلام﴾.
كما أن المجلس العلمي الأعلى، إيمانا منه بالقيم المثلى التي يرعاها في هذا البلد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله، ومن ورائه الأمة المغربية وعلى رأسها علماء الأمة، يؤكد على أن رد الإساءة لا يكون بالإساءة، ومقابلة الاستفزاز لا يكون بالعنف والجريمة، وإنما يكون بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن، وبالتفاهم بين حكماء العالم من جميع الشعوب والأديان، من أجل التشاور والتعاون على صيانة الحرمات وإقرار التفاهم بين البشر، وتجنب أسباب التنافر والعدوان.