حقا وجهان لنفس العملة ؟
بقلم : منصف المرزوقي
بكل لطف لكل قائل بهذه النظرية وأن انتخاب هذا أو ذاك لن يتغير شيء بالنسبة لنا ….
-1انظر للموضوع كجزء من سبعة مليار من البشر يعيشون تحت تهديد الاحتباس الحراري.
انتخاب بايدن يعني عودة أمريكا لاتفاقيات باريس حول المناخ التي خرج منها ترمب والالتزام بمخرجاتها مما يعني تناقص الخطر الذي يهددنا جميعا كبشر.
2-انظر للموضوع كجزء من المسلمين الذين استهدفهم ترمب بالتحقير والتضييق على دخول امريكا والذين يعد بايدن بإعادة الاعتبار لهم على الأقل عدم اضطهادهم،
3-انظر للموضوع من وجهة نظر الخمسمائة طفل الذين فصلهم ترمب عن آبائهم في الحدود مع المكسيك ولا يعرف مصيرهم وأضف وضع 12 مليون مهاجر غير شرعي كان ترمب يسعى لطردهم ومن وجهة نظر 30 مليون أسود و20 مليون لاتيني الذين كانت معاناتهم ستزداد تحت رئاسة رجل يسانده المتشددون البيض ويعرفون أن بايدن وإن لن يحل كل مشاكلهم لن يفاقمها.
4-انظر للموضوع من وجهة نظر الفلسطينيين. يستحيل أن يوجد رئيس أمريكي بمثل عداوة ترمب لقضيتهم ولا أظن أن بايدن سيقبل بمواصلة الاصطفاف الأعمى مع اليمين المتطرف في اسرائيل،
أخيرا وليس آخرا تساءل لماذا يشكل انتخاب بايدن كارثة على بن سلمان وبن زايد والسيسي ونتنياهو . كونوا على اتم الثقة أنه لو انتخب ترمب لما توقفوا عند حدّ ولعصفة الثورة المضادة في كل مكان بقوة منقطعة النظير.
طبعا لا أقول أن الفرج جاء وأن البدر طلع علينا من واشنطن ولكن أن الرياح أصبحت تجري بما لا تشتهي سفن العنصريين في أمريكا والثورة المضادة عندنا وأن علينا استغلالها لتعود سفننا نحن التحرك في اتجاه المرفأ وهذه مسؤوليتنا وليست مسؤولية بايدن أو أي رئيس آخر.
ولا بدّ لليل أن ينجلي.