الواجهةمجرد رأي

رب ضارة نافعة…مكره اخوك لا بطل…عنوان الزمكان المغربي الحالي

ابو ايوب
بعد دخول القرار الموريتاني حيز التنفيذ يوم 1 يناير 2024 بالرفع من الرسوم الجمركية بنسبة 171٪ على الصادرات المغربية نحو موريتانيا و دول غرب أفريقيا ، و ما تمخض عنه من خسائر بقيمة 1,8 مليون درهم في اليوم الواحد ، فضلا عن انخفاض الصادرات بنسبة 50٪ من إجمالي 9000 طن يوميا من السلع و البضائع الحجم الاكبر منها من نصيب الخضراوات و الفواكه….، قرار لا زال ساري المفعول منذ اقراره الى يومنا هذا 22/2/2024 دون أدنى امل في تراجع موريتانيا عنه او على الاقل خفض الرسوم الجمركية و لو بنسب معينة كعربون صداقة و حسن الجوار
و بعملية حسابية محضة يتضح أن الاقتصاد المغربي تكبد خسائر ناهزت 63 مليون درهم منذ سريان العمل بالقرار ، اي 6,3 مليون يورو فضلا عن تقليص حجم الصادرات إلى النصف ، رد موريتاني ناعم من هذا الحجم قد يعتبر جوابا على الاستهدافات بالمسيرات التي طالت مواطنين موريتانيين بلغت ذروتها حد استهدافهم داخل التراب الموريتاني بعمق حوالي 7 كلم
خطوة تنضاف لما قامت به الجزائر عندما أعلنت عن مقاطعة السفن التجارية التي تفرغ او تشحن السلع من ميناء طنجة المتوسط ، و عدم السماح لها بالرسو في الموانئ الجزائرية او الابحار في مياهها الإقليمية ، ما شكل تضييقا على المصالح المغربية و فرض شبه حصار تجلى من خلال اغلاقها الحدود البرية و مجالها الجوي و مياهها الإقليمية بعدما قامت بقطع علاقاتها الدبلوماسية و الاقتصادية مع المغرب …
بالتالي أصبح لزاما استحضار مرامي المقولة الأولى ” رب ضارة نافعة” في الزمكان و الوجدان الشعبي المغربي ، اي بمعنى من المعاني ، خسائر مكبدة اسفرت عن شبه رغد عيش اصبح في متناول فئات عريضة من المجتمع المغربي ، و هذا ما نتج عنه انخفاض أسعار الخضراوات من طماطم و بطاطس و غيرهما من المنتجات الفلاحية…، فيما ثانية المقولتين ” مكره اخوك لا بطل ” تنطبق على منتجي الخضراوات و الفواكه و مصدريها المغاربة و الاجانب ، بعدما اجبروا على توجيه هذا الفائض نحو الاسواق الداخلية الأمر الذي تسبب في انخفاض الاسعار…
اليوم تفاقم حجر الخسائر الناجمة بسبب ما افرزه من آثار سلبية على مداخيل المغرب من العملة الصعبة لا سيما ما تعلق منها بالسوق الأوروبية ، اذ شكل غضب المزارعين الفرنسيين و الاسبان من منافسة المنتجات الفلاحية لصادراتهم نحو البلدان الأوروبية …ضغطا اضافيا انضاف لمجمل الضغوط التي يمارسها مزارعي الدولتين ، فالاسبان مثلا بادروا الى السيطرة على منفذ الجزيرة الخضراء و قطع الطريق السيار امام الشاحنات المغربية المتوجهة الى السوق البريطاني
للحد من الخسائر المترتبة عن القرار الموريتاني و غضب المزارعين الاسبان و الفرنسيين ، أصبح لزاما على المغرب البحث عن اسواق بديلة و طرق آمنة للحفاظ على مصالحه الاقتصادية ، فلم يجد بدا سوى طرق باب حكومة بيدرو سانشيز لاقناع الحكومة المستقلة لجزر الكناري بمشروع فتح خط بحري يصل ميناء طرفاية جنوب المغرب بالارخبيل ، لكن الحكومة المستقلة رفضت المقترح المغربي و لم تستجب للحكومة المركزية بمدريد …
اليوم الخميس 22/2/2024 تنضاف متاعب اخرى بوتيرة تدرجية لما يعانيه المغرب مع محيطه الإقليمي و الجهوي ، ما يعزز الطرح هذا ، الزيارة الرسمية التي يقوم بها اليوم الخميس الرئيس الموريتاني الى تندوف جنوب غرب الجزائر ، و اشرافه رفقة مضيفه الرئيس الجزائري على احداث اول منطقة تجارة حرة بين البلدين ، فضلا عن فتح المعبر الحدودي و الطريق البرية تندوف الزويرات بطول 700 كلم ، من شأن هذا انهاء التبعية الموريتانية للصادرات الزراعية المغربية و تعويضها بالسلع و البضائع القادمة من الجزائر ، و هذا معناه شن حرب اقتصادية على المغرب توطئة او كمقدمة لاتخاذ اجراءات اخرى بوثيرة تصاعدية من قبيل المبادرة مثلا إلى التضييق على او الاستغناء عن خدمات معبر الكركرات المنفذ البري الوحيد للمغرب في اتجاه عمقه الافريقي عبر موريتانيا
غباء بعض المسؤولين و السياسيين المغاربة ولد ما تعيش على وقعه العلاقات الثنائية المغربية الموريتانية من فتور و توتر…بين متهجم عليها بمناسبة او بغيرها ” حميد شباط مثلا ” ، و معلن على انها دولة ضعيفة غير قادرة على مجاراة المغرب ، و مهدد ناصح لها بوجوب حماية حدودها من تسربات عناصر البوليساريو ، و ان لم تفعل فالمغرب لن يتهاون في الدفاع عن النفس حتى لو اقتضى الامر اللجوء الى حق المطاردة داخل التراب الموريتاني ” مسؤول عسكري كبير ” ، اما السلف الصالح فقال ” العود لي تحقرو يعمي عينيك” …
و هذا تحصيل حاصل الواقع بالميدان اليوم ، بعدما دفع غبائهم بموريتانيا الى الارتماء في الحضن الجزائري ، بدل احتوائها بالتي هي احسن دون تعالي او استهزاء و ازدراء..أسعدتم لحظات معشر القراء…ضاربا لكم موعدا آخر في المقبل من ايام ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى