أما كان من الأولى … ؟
بقلم أبو أيوب
تونس و الجزائر رفضتا عبور أجواءها من طرف طائرة إسرائيلية تقل وفدا رسميا أمريكيا إسرائيليا كانت متجهة نحو المغرب … أمريكا مارست ضغوطا كبيرة على تونس قيس سعيد من أجل السماح بالمرور عبر الأجواء التونسية … فكان الرفض من تونس الخضراء رغم ضيق جغرافيتها و قلة أعداد نسمتها … شيء لا يصدق … أليس كذلك ؟
للعلم , الولايات المتحدة الأمريكية لم تسع إلى الطلب من الجارة الشرقية الموافقة على الطلب الأمريكي , و لم يدر في خلدها إمكانية ممارسة ضغوط للرضوخ …و هي العالمة المتيقنة من استحالة التجاوب …, و من البديهي أن يكون كذلك من منطلق موقف الجارة من مسألة التطبيع مع … التي أصبحت على حدودها ( ضغط من نوع آخر ).
لذا الإدارة الأمريكية توجد اليوم على مفترق طرق بين بيان رئيس منتهية ولايته و و وافد جديد منتخب لم يدخل المكتب البيضاوي بعد .., الأول جاهر بموقف لم يرق بعد إلى الرسمي المصادق عليه من طرف المؤسسات وفق التشريعات المعمول بها , بالتالي لم يستكمل بعد صيغته القانونية وفق بنود الدستور الأمريكي … أما الثاني فلا يستطيع اتخاذ القرار قبل مرحلة التنصيب الرسمي وفق نصوص نفس الدستور … و هنا يطرح السؤال … أما كان من الأولى تريث المغرب في قضية التطبيع و الإعتراف و الإنفتاح … ؟
ثم أما كان من الأفيد لنا و الأصلح انتظار مراسيم التتويج لكي نتمكن من استغلال عهدة الوافد الجديد لثتبيت مصالح المغرب في نزاع الصحراء ؟ بالتالي ألم نتسرع بعض الشيء … تساؤلات مشروعة تطرح ..!
قد يستساغ الأمر من منظور موقف الجارة الشرقية كونها أول قوة عسكرية في العالم العربي و إفريقيا و الثالثة عشر عالميا بحسب مواقع ميليتاري ووتش و غلوبال فاير باور و معهد استكهولم للأبحاث … فضلا عن موقفها بخصوص التطبيع ..
و للتذكير هذا الأخير ( معهد استكهولم ) انتخب من ضمن أعضائه رمطان لعمامرة وزير الخارجية السابق للشقيقة … بعدما استبعد بقرار أمريكي من ملف ليبيا كممثل للأمم المتحدة , و هو المكلف حاليا باسم الإتحاد الإفريقي بتطبيق رؤية المنظمة القارية ( إسكات صوت البنادق وفق القرار الذي أجمعت عليه إفريقيا كقارة و كمنظمة ).
لذا أيضا أمسى من المنطقي طرح التساؤلات حول مكانة تونس الخضراء مما يجري بالمنطقة المغاربية و هي البلد الصغير …! , يذكرني هذا بمقولة قيلت منذ زمان بشأن لبنان ( ضعف لبنان قوته ) , فهل صغر حجم تونس الخضراء و جرأتها على تحدي الضغوط دليل دعامة صلابة و ثباث استقرار المنطقة المغاربية ؟ بالتالي قد يعد هذا قيمة مضافة إلى الدور المحوري الذي تلعبه تونس رغم ضعفها نسبيا إلى جانب قوة الجارة الشرقية بما يتعلق بأزمات المنطقة …!
زوار ليل و زوار موقع الجديدة نيوز , أكتفي بهذا و به أستودعكم في حفظ من لا تضيع ودائعه على أمل لقياكم في مقال لاحق وفق تطور الأحداث و تناسل المستجدات ….