ما مد من يد و رفض في أمد ..
بقلم أبو أيوب
زوار موقع الجديدة نيوز , لا زالت الذاكرة الجماعية المغربية تحتفظ بالدعوات الملكية للعاهل المغربي للجارة الشرقية بفتح الحدود و تحسين العلاقات بما يخدم شعوب المنطقة المغاربية و استقرارها …, و قد جزمت في مقالات سابقة بأن اليد الملكية الممدودة التي عبر من خلالها جلالته عن رغبته … , ستبقى مبسوطة إلى أجل غير مسمى …, و هذا تحصيل حاصل الواقع اليوم .. لماذا يا ترى ؟
وقتذاك كانت الدعوة بمناسبة الإحتفال بذكرى المسيرة الخضراء إن كنتم تتذكرون … كما كانت قبل أيام قليلة من انطلاق مستديرة جنيف الأولى بخصوص نزاع الصحراء إثر دعوة رسمية من هورست كوهلر المبعوث الأممي لكل الأطراف المعنية . التفاتة ملكية مغربية حسبتها الجارة الشرقية محاولة خبيثة من الجانب المغربي لإيهام الرأي العام و استغلال مكشوف لما قبل مستديرة جنيف 1, و قد يسوق الأمر إعلاميا في حالة حدوثه بمسوغ لقاءات ثنائية تحضيرية لمحادثات المستديرة بجنيف .
بتقييمي و كما قلت في مقالات سابقة , فاليد الملكية الممدودة ستبقى دون أفق و لا استجابة على المدى البعيد … و أن الحدود المشتركة بين الجارين لن تفتح جزما , بخاصة بعدما أعلنت المملكة المغربية انفتاحها على إسرائيل و تطبيع العلاقات معها . كما في تقديري أن الجارة اليوم تنظر بعين الريبة للربيبة و هي على حدودها الغربية .
هنا أود الإشارة إلى تصريحين متباينين للمسؤول الحكومي الأول بشأن التطبيع أو الإنفتاح و الإعتراف و نسج العلاقات مع إسرائيل . بتاريخ 24 غشت 2020 و في تصريح له بمناسبة تطبيع الإمارات مع دولة الكيان , صرح المسؤول المغربي بأن المغرب لن يطبع و لن … و أن التطبيع قد يشكل تشجيعا على المزيد من هضم حقوق الفلسطينيين و أن …..
اليوم و في تصريح لنفس المسؤول لقناة الجزيرة و جريدة الشرق السعودية , أعلن بأنه انفتاح مغربي أملته الضرورة و هذا لا يعني أن المغرب قد تخلى عن مسؤوليته إزاء القضية الفلسطينية , متناسيا بأن الإعتراف هو اعتراف بدولة و عاصمة ( الإعتراف بالمغرب و عاصمته الرباط/ فرنسا و عاصمتها باريس/ لندن عاصمة بريطانيا مثال) .
لذا أود طرح تساؤل عقلاني منطقي بحسب ما يبدو لي : ما هي عاصمة الدولة التي اعترفنا بها و طبعنا معها أو انفتحنا عليها ؟ بالتالي أين ستفتتح سفارة المغرب و إسرائيل أعلنت أن عاصمتها القدس ؟
أما بخصوص العلاقات مع الجارة الشرقية , فقد جدد المسؤول المغربي يوم السبت تشبث المغرب باليد الممدودة …, و أنه واثق و كله أمل في تحسين العلاقات و فتح الحدود و أن هذه هي رغبة الشعبين الشقيقين , بما يخدم أمن و ازهار و استقرار المنطقة المغاربية … تأكيد رغبة ملكية و تجديد دعوة مغربية لن تلقى بالمطلق صدى على الجانب الآخر من الحدود … و قد يطول انتظارنا في انتظار بارقة أمل من صناع القرار بقصر المرادية .