قراءة مغايرة في تقديم استقالة
بقلم أبو أيوب
لماذا قدم السيد مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان استقالته ؟ تزامنا مع محاكمة المهندس شفيق العمراني المواطن المغربي الأمريكي الجنسية , و المعتقل حاليا على ذمة التحقيق و المضرب عن الطعام , و الذي زاره القنصل العام الأمريكي ..
هذا ما يعطي بأن للمحاكمة نكهة ثوابل أمريكية تزداد تشويقا و فتحا للشهية من خلال تتبع أطوار المحاكمة عن قرب و من بعد جيوستراتيجي , و قد تزامن هذا مع انطلاق فعاليات الدورة 46 للمجلس الأممي لحقوق الإنسان المنعقد حاليا بجنيف السويسرية عبر تقنية التناظر عن بعد .
فعاليات شارك فيها المحامي و الحقوقي و وزير العدل السابق و وزير الدولة الحالي المكلف بحقوق الإنسان , دون الاتيان على ذكر الإنتماء الحزبي حتى لا نتهم بالتسويق لحزب على حساب حزب آخر و ليس في القنافد أملس و أجزم بهذا و الإنتخابات على الأبواب .
تقديم استقالة وزير الدولة … له ما يتبعه بخاصة ما له علاقة بالبعد الخارجي , أي الدولي و الجهوي و الإقليمي و القاري , فضلا عن ارتداداته على الداخل , و هذا ما يعطي الإنطباع لحملة اتتخابية سابقة لأوانها و عملية كسر عظام , مرفوعة في وجه استأصاليين للإسلام السياسوي ( ما يحدث بتونس و الجزائر مثال ) .
خطورة تقديم الإستقالة بقدر ما هي حفاظ على ما تبقى من رمق حياة , بقدر ما قد تفضي إلى انعكاسات جد خطيرة على أمن و استقرار المغرب … حورب الحزب كما سوق ثم استغل مرحليا بعد بداية الربيع العربي لإجهاض أية محاولة تقدمية أو علمانية أو يسارية تنشد الإصلاح و التغيير بطرق سلمية .
خاصة بعد بروز تقارير دولية لمنظمات حقوقية و دولية وثقت الأحداث الجارية على الأرض صوتا و صورة . أحداث تناقلتها مختلف المنابر الإعلامية عبر العالم و عجت بها مواقع التواصل الإجتماعي … فضلا عما يتبلور على أرض الوقع من قلاقل اجتماعية طالت أكثر من منطقة على صعيد الوطن شمالا و جنوبا غربا و شرقا …
و جاحد من يدعي العكس أو يريد الإلتفاف على الحقيقة … أو أنه يرتدي نظارات راي بان خضراء اللون أو ذات رؤية ليليلة نهارية … لكن الحقيقة المراد تغييبها تبقى حقيقة مرة يكتوي بنارها قطيع مداويخ كما نعثونا بنانيون كما صورونا فبئس المجاويع بحسب نعثهم نحن …!
الحقوقي و المحامي و الوزير السابق في … و وزير الدولة … يدرك أكثر من غيره بأن Game is over بخاصة على إثر انطباعاته من خلال تدخله أمام المجلس الأممي لحقوق الإنسان , و قد أجزم بأنه أحس كحقوقي و كمحامي بأن مرافعته لن تجدي نفعا , لهذا فضل تقديم استقالته تفاديا للإحراج … إحراج داخلي و إحراج على الصعيد العالمي , فبدل القول بالإستقالة حفاظا على …
المرجو بحسب مفهومي تسمية الحدث بالإنسحاب حتى لا تكون هناك تبعات و تحمل لمسؤولية من أي نوع كان … و هذا ما معناه بالعامية ( سل الشوكة بلا ذنب للحفاظ على ماء الوجه ) , و هي سابقة ثانية من نوعها في تاريخ المغرب الحديث بعد استقالة وزير حقوق الإنسان السابق .
استقالة نقيب المحامين عن هيأة الرباط سابقا و المحاصر و المتابع حاليا ذ محمد زيان و رئيس الحزب اللبيرالي من تحمل الوزر , إبان حملة التطهير التي قادها الصدر الأعظم إدريس البصري في عز حكم العاهل الراحل الحسن الثاني أحسن الله وفادته , قلت استقالة وزير الدولة الحالي … تعطي الإنطباع بأن الرياح تجري بما لا تشتهيه سفن الدولة المغربية ….
لذا اختار بتقديري أخف الضررين … أي بما معناه التواري عن الأنظار في انتظار فرص أخرى مواتية لإعادة التمظهر و التمركز و التموقع و قد أخطأ .. دليل هذا … تبريره لأسباب تقديم الإستقالة بدواعي صحية .. و هو الدكالي الذي لا يزال يتمتع بلجين الخيل و ضخامة الفيل و خفة البوم و رشاقة الفهد و ضراوة الأسد و مكر الثعلب و خداع الحرباء في البغلمان .
زوار ليل و متتبعي نهار مساء موقع الجديدة نيوز … كانت هذه قراءة مغايرة لما تم نشره من خبر , حول تقديم الدكالي الأصل البنوري المولد لاستقالته من مسؤوليته الحكومية … قد أخطئ في تقديري و قد يختلف معي البعض … لكن الإختلاف لا يفسد … فلنختلف و لا نتخالف … طاب وقتكم كل بحسب تموقعه و إلى إطلالة أخرى لعابر سبيل الجديدة نيوز .