أخبار

الحجيج الشرق اوسطي

بقلم ابو ايوب
الأمر لا يتعلق بالتحركات العربية لاقرار هدنة بين اسرائيل و المقاومة حتى لو تطلب الامر ، الضغط على حماس و حركة الجهاد الاسلامي لوقف عملياتها العسكرية ، بل بتحركات الفاعلين الاساسيين المؤثرون ذووا الثقل على ما يجري بالميدان ، و اعني بهما امريكا و ايران من خلال لعبة القط و الفأر ( طوم و جيري) التي يتبعانها في مقاربتها لازمات الشرق الاوسط في ضوء تواصل الأعمال الحربية بفلسطين .
كاتب الدولة في الخارجية الامريكية انتوني بلينكن على رأس وفد ديبلوماسي و عسكري يحل بتل ابيب ، زيارة من خلالها عبر عن الدعم الأمريكي اللامشروط و الالتزام بحماية الوجود الاسرائيلي بالمنطقة ، فيما زار وزير الدفاع استون نظرائه في هيأة الاركان مبديا استعداد بلاده لدعم المجهود الحربي ، للعلم امريكا خصصت 30 مليار دولار في مرحلة اولى لدعم الحرب و الاقتصاد الاسرائيلي الذي تلقى ضربات موجعة خاصة عملتها الشيكل التي سجلت انخفاضا مهولا في بورصة تل ابيب
في الجهة المقابلة ، كشفت الاخبار عن زيارة امير عبد اللهيان وزير الخارجية الايراني للعاصمة اللبنانية بيروت ، حيث التقى بالمسؤولين خاصة مسؤولي حزب الله و حركة أمل التي تترأس البرلمان في شخص نبيه بري ، و من العاصمة بيروت ان اسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم ضد الانسانية و جرائم حرب بغزة و الضفة ، و كما لا يخفى على الجميع ، الزيارة لها ارتباط وثيق بالتطورات و الاحداث الجارية على الارض و سبل دعم لبنان ماليا و طاقويا و كافة المجالات التي يرغب بها ، لكن الملفت الحمال لرسائل تحذير عسكرية لامريكا و اسرائيل ، زيارة قائد فيلق القدس و الحرس الثوري الايراني لجنوب لبنان ، و من هناك أعلن استعداد بلاده لخوض الحرب دفاعا عن لبنان و غزة و الضفة ، ما يعطي الانطباع بتواجد عسكري ايراني من العيار الثقيل ، محذرا في نفس الوقت اسرائيل من مغبة غزو غزة و جنوب لبنان متوعدا بمقبرة للغزاة .
تزامنا مع الحجيج و في ظله ، تتصاعد عمليات طوفان الاقصى لتشمل كامل جغرافية فلسطين المحتلة ، حيث تم الاعلان عن اطلاق صاروخ عياش 250 على مركز القيادة الشمالية بصفد ، صاروخ ظهر لاول مرة سنة 2021 و اثبث وقتذاك دقته في اصابة الهدف على مدى 250 كلم ، اي بما معناه ان بامكانه الوصول الى اي نقطة بفلسطين ، مجهز برأس حربي شديد الانفجار صعب الاعتراض ، للاشارة لا منظمة الباتريوت و لا مقلاع داوود و لا منظومة القبة الحديدية اعترضته او اسقطته ، فشل ينضاف لفشل الموساد و هياة الاركان و القيادة السياسية في توقع ما حدث فجر السبت سابع اكتوبر الجاري ….
دخول المخابرات الخارجية الروسية على خط الحجيج و ما يجري بالميدان لليوم السابع على التوالي ، اربك حسابات امريكا و اسرائيل و الدول العربية الداعمة لهما ، تقرير سري روسي أشار الى قدرة المقاومة الفلسطينية على استهذاف غلاف غزة و كامل العمق الاسرائيلي باكثر من 12 الف صاروخ من مختلف المديات في 48 ساعة القادمة ، دون احتساب القدرات القتالية و الصاروخية التي تتوفر عليها فصائل المقاومة بالضفة الغربية ….استهذاف القيادة الشمالية لاول مرة منذ انطلاق الشرارة الاولى لطوفان الاقصى ، استهذاف حمال رسائل ضمن سياق رمزية هذه القيادة في العقل الباطني الاسرائيلي ، اذ انها هي التي اشرفت فيما مضى على ضم الجولان و السيطرة على الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني و صد الهجومات على شمال اسرائيل ، فضلا عن رسالة مضمونها ان المقاومة لن تكتفي باستهذاف المنطقتين الجنوبية و الوسطى فقط ، بل تتعداهما لكامل الجغرفيا و بدقة عالية لن تسلم منها القواعد الجوية و الموانئ و المواقع الحساسة او ذات الثقل الاستراتيجي ( محطات توليد الكهرباء مثال) .
انخراط ايران في العمل العسكري الى جانب المقاومة بشقيها العقائدي ( حزب الله الشيعي و حركتي حماس و الجهاد السنيتين ) ، يمثل مفخرة للشعوب العربية و الاسلامية على حد سواء و واجب الاقتداء بها اصبح ضرورة ، فيما انخراط بعض الدول العربية لا سيما المطبعة منها ، في مسعاهم الحثيث لشيطنة المقاومة و نعثها بالارهاب و ارتكاب جرائم ضد الانسانية يعتبر وصمة خزي و عار ، خيانة و خذلان ، غدر و طعن….سيبقى يلاحقهم الى يوم القيامة…..فبئس القوم هم و نعم المقاومة .

عبد السلام حكار

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى