مجرد رأي

الكابرانات يتامى بعد وفاة جنرال الدم والعشرية السوداء في الجزائر

إبراهيم زباير الزكراوي
الجديدة في 03 يناير 2024
توفي الجنرال الجزائري المتقاعد خالد نزار، الملقب بجنرال الدم، والجنرال الجزار، وجنرال ” العشرية السوداء ” بالجزائر ( 1990/ 2000) ، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، عن عمر قارب تسعة عقود، بعد صراع مع المرض، الذي نخره، ولم يتمكن البروتوكول الطبي الموصوف له بمستشفى عين النعجة من التخفيف عنه.
شغل عدة مناصب، وزيرا للدفاع الوطني في بداية التسعينيات من القرن الماضي، ورئيس الأركان العامة للجيش الجزائري، وعضو في المجلس الأعلى للدولة بعد استقالة الرئيس السابق الشادلي بنجديد وأحد أبرز قادة الجيش الجيش الجزائري بل أكثرهم تأثيرا في النظام الجزائري على مدى أربعين سنة الماضية.
إلى جانب الأوصاف المومأ إليها أعلاه، وصف بالرجل الدموي في إشارة إلى اختلاق حرب أهلية في البلاد بمبرر محاربة الإرهابيين الاسلاميين، وهو المتهم كذلك باغتيال الرئيس السابق محمد بوضياف بسبب ” دعمه لحل المشكل المفتعل للصحراء المغربية”، وبوصول عبد العزيز بوتفليقة لسدة الحكم، تراجع تأثيره السياسي، خصوصا بعد اتهامه من قبل منظمات قضائية دولية، بارتكاب جرائم في حق الإنسانية، والتعذيب والاختطاف، والتهجير القسري ( 10 ملايين ) بعد الانقلاب على الاسلاميين الذين كانوا كسبوا الانتخابات البلدية في 1992 تحت لواء” جبهة الإنقاذ الإسلامية ” المحظورة آنذاك ، وكانوا في طريقهم للسيطرة على البرلمان الجزائري قائدا حربا دموية بواسطة الجيش الذي اقترف مجازر في حق المدنيين راح ضحيتها نصف مليون جزائري ( 170 ألفقتيل، و100 ألف حالةجنون لفضاعة مارأوه) ، والتنكيل بجثت النساء والأطفال،
وخوفا من محاكمته بعد تقاعده غادر البلاد، بل صدر في حقه حكم بعشرين سنة هو ونجله لطفي بتهمة المساس بسلطة الجيش والتآمر ضد سلطة الدولة من قبل المحكمة العسكرية في البليدة ، وبعد اتقاد جدوة الحراك الجزائري سمح له بالعودة وخصصت له الطائرة الرئاسية كما خصص له استقبال رسمي، وأصبح مستشارا فوق العادة لشنجريحة بل أصبح يخطط، وعبد المجيد تبون الرئيس الجزائري ينفذ، وقدم هذا الأخير التعازي، لأن هذا ديدن النظام الجزائري لم يتغير، فهو النظام الذي اغتال قادة الثورة الجزائرية، وانقلب عليها بدبابة الهواري بومدين منحيا بنبلة وسجنه، وحرق الشعب ” القبايلي ” في 1980، واختلاق الحرائق في منطقتهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وقمع ثورة الجوع في 1988، وتزوير الانتخابات، وقمع كل من أدلى برأي، واغتيال الرئيس بوضياف، وتصفيات المعارضين بل حتى من يتواجدون في خندقهم في حرب المواقع للسيطرة على تلابيب الحكم، ووضع دمية/ كركوزة على رأس الدولة، فاشل في كل المسؤوليات التي تقلدها.
وساهم هو وزبانيته وكذلك الاسلاميين في تدمير الاقتصاد الجزائري وبنيته الثقافية والفكرية والصناعية التي كانت ” على قد الحال “.
وكانت إحدى المحاكم السويسرية قد أصدرت مذكرة اعتقال في حقه، وحددت تاريخ 17 يوليوز لبدء محاكمته رغم وفاته، معللة أن القضية المتابع فيها والمتعلقة بارتكاب جرائم حرب لا تسقط بالتقادم
وربما نجح الجنرال في تفادي محاكمته بتهمة “جرائم ضد الإنسانية” لأنه قضى، لكنه لن يتفادى عدالة الله.
واللواء خالد نزّار، ولد بقرية سريانة ولاية باتنة في 27 ديسمبر 1937 و توفي في 29 ديسمبر 2023 ؛ عسكري جزائري، وهو رابع رئيس أركان للجيش الجزائري، وكان أحد مؤيدي الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 1991، وكان الرجل القوي في النظام الجزائري خلال الفترة بين 1990 و1993.
ملحوظة على الهامش لابراز دمويته، حيث يحكى أنه قتل زوجته أمام أعين احد أبنائه الذي لا زال يعاني من تبعات الفضاعات التي اقترفها والده

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى