عبد الرحيم لعماري
إصدار كتاب جديد بعنوان:الجريمة ضد الإنسانية من منظور إسلامي.
الكتاب عبارة عن دراسة دكتوراه قدمها الأستاذ الفاضل الدكتور: محمد خليفة بوناصري. و تأتي أهمية هذه الدراسة من تخصصها بأحد أهم مواضيع العصر الحديث؛ موضوع الجريمة الإنسانية التي غدت – بكل أسف – إحدى أبرز سمات النظام الدولي المعاصر.
السلام هو الأصل في العلاقات الدولية في الإسلام، بينما تبنى العلاقات الدولية في الأنظمة الإمبراطورية القديمة والسياسية المعاصرة على مبدأ الصراع، ولكل من النظامين المذكورين رؤيته التي ينطلق منها في التأسيس لمفهوم السلام والحرب ومفهوم الجريمة الإنسانية، ورغم اختلاف المنطلقات؛ إلا أن مساحات الالتقاء تبقى موجودة بينهما، مما اقتضى الدراسة المقارنة.
جاءت هذه الدراسة في تمهيد وثلاثة فصول، تضمنت الدراسة في تمهيدها وفصلها الأول تعريفا بمفهوم الجريمة ضد الإنسانية وعبارات الفقهاء فيها، مع بيان لقوانينها وأركانها وأنواعها في الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية المعاصرة.
أما الفصل الثاني فقد خصص للحديث عن المساءلة القانونية في الجرائم الدولية، فعرض الحديث فيه للمستجدات الحاصلة في القضاء الجنائي الدولي، وللمسؤولية الدولية عن جرائم الحرب في القانون الدولي.
أما الفصل الثالث فقد خصص للحديث عن آليات مكافحة الجرائم ضد الإنسانية من منظور الشريعة الإسلامية وفي ضوء المواثيق الدولية المعاصرة.
إن الجهود الدولية في مجال تفعيل القانون الدولي الإنساني والحد من الجرائم ضد الإنسانية لا تزال جهودا متعثرة، إضافة لما تعانيه من اختلال في القوانين، وقصور في آليات التنفيذ، وإن الواجب على الإنسانية اليوم أن تبذل جهدا أكبر في الحد من الجرائم ضد الإنسانية، وأن تستفيد أكثر من قوانين الشريعة الإسلامية في ذلك، كما أن على المسلمين أن يقوموا بواجبهم في التثقيف بالرؤية الإسلامية في حقوق الإنسان وتنظيم العلاقات الدولية، وفي محاربتها الجريمة ضد الإنسانية، على أمل العيش في عالم أكثر سلاما واستقرارا.
