..تسييس الحشيش
مسرور المراكشي :
وصل الصراع مع العدو الصهيوني القاع ، لقد انخرط من كنا نظن أنهم لا علاقة لهم بالمشكل ، بل كنا نعتبرهم مجرد وسائل لتخدير الجماهير ، وأن همهم الوحيد هوجمع المال فقط ، و دون النظر للسياسة و مشاكلها وصراعاتها ، إنهم تجار المخدرات حيث لا يمكن تصنيفهم سياسيا ، لا مع أقصى اليمين أو الوسط ولا أقصى اليسار ، بلواضح ليسوا حركة وطنية ولا إسلامية ، إنهم مغاربة لا أقل ولا أكثر ، قد يقول البعض إنهم يتاجرون في الممنوعات ، وهذا مال حرام لأن الحشيش يضر بصحة الإنسان ، نعم هذا صحيح إلى حد ما ، طيب لنطرح سؤال : فهل كل تجارة تضر بالإنسان تعد حرام وغير مشروعة ..؟ إذن فما رأيكم في الأسلحة التي تباع علنا ، أو تباع سرا في السوق السوداء للعصابات والمجرمين ، وهل الأسلحة الفتاكة الأمريكية ، و التي تورد للكيان قصد قتل المدنيين في غزة مشروعة..؟ ، والأسلحة التي تباع كذلك لدول مستبدة تقمع شعوبها تعد مشروعة.؟ ، أنا هنا لا أدافع عن تجار المخدرات المغاربة ، ولكن شيء من المنطق لأن قتل الإنسان في كل الحالات غير جائز ، سواء بأخذه جرعة زائدة من حشيش أو بقصف طائرة F16 ، إذن فعندما نتحدث عن المشروع من التجارة وغير المشروع ، يجب أن ننظر للموضوع من جميع النواحي ، إذن تجار المخدرات و تجار السلاح كما يقال : ( في الهوى سوى ) ، مادام أنهم يلحقون الضرر بالإنسان مع اختلاف في الوسائل فقط ، و مناسبة هذا الكلام هو خبر بثته قناة عبرية ، مفاده أن تجار المخدرات المغاربة ، رفضوا بيع الحشيش لرجال الأعمال الصهاينة ، والسبب هو مايقع في غزة من إبادة جماعية ، والكل يعلم أن هذه التجارة مع الأسف تدر ملايير الدولارات ، وقد يستغلها العدو الصهيوني لتمويل حربه الظالمة على غزة ، وهذا الموقف سيحرمه بلا شك من هذا المورد المهم ، والطريف في الموضوع هو أن هذا الموقف ، يعد جد متقدم على كثير من الدول العربية التي تدعم الكيان ، وداخليا كذلك هناك خونة مطبعون في البرلمان وفي الفن وغير ذلك ، المهم هذا درس من تجار المخدرات المغاربة ، إلى كل مطبع يعتبر إدخال السياسة في التجارة أمر مرفوض ، لانه ببساطة يريد إبعاد كل ما من شأنه عرقلة التجارة مع العدو ، وربما هذه الخطوة قد تدفع ببرلمان الرشوة ، إلى سن قانون فصل الحشيش عن السياسة ، وذلك تحث شعار : ( لا سياسة في حشيش ولا حشيش في سياسة ) ، و هذا على غرار فصل الدين عن السياسة ، إن تصرف تجار المخدرات المغاربة هنا يذكرني بقصة ، قد وقعت في الزمن القديم ، بطلتها بغي من بغايا بني إسرائيل ، قد دخلت الجنة بسبب سقيها كلب عطشان ، لهذا قد يعد موقف تجار المخدرات الرامي لمنع قتل الأبرياء ، مشابه لما قامت به البغي من بني إسرائيل ، لا شك أن مهنة البغاء غير مشروعة كما هو عمل تجار المخدرات ، لكن العبرة هي بالقصد والنية من وراء هذا الفعل ، فهي تريد إنقاد كلب عطشان على مشارف الهلاك ، وتجار المخدرات المغاربة قصدهم كذلك إنقاد شعب غزة من الهلاك ، هذا والله أعلى و أعلم خلاصة : مسرور المراكشي يحي كل تجار المخدرات المغاربة ، على هذا الموقف الإنساني النبيل و المشرف في زمن الخذلان ، ويدعو إلى تفعيل المقاطعة بكل أشكالها نصرة لغزة ، ولا يحقر المناضل من العمل شيء في هذا الميدان مهما كان قليلا ، في الأخير مسرور المراكشي يقول لأهل غزة : حفظكم الله أواكم الله ثبتكم الله نصركم الله✌🏼
13 / 02 / 2024