الحقيبة الثقافية ليوم الاثنين 6/5/2024
اعداد : ابو نضال
تتضمن حقيبة هذا اليوم منوعات شعرية لكل من الاستاذ عبد الرحيم مفكير و شيخ زجالي دكالة الغوثي المفتقير و الشاعرتين : مامينا و سناء يماني . بالاضافة الى بورتري مسرحي للراحل احمد الطيب لعلج و بورتري موسيقي للفنان خالد إيزري
اولا : شعر و زجل:
القصيدة الاولى للاستاذ عبد الرحيم مفكير بعنوان: الثعلب المتسلق
كشر عن أنيابه
أرعد وأبرق
ولم يمطر
التفت يمنة
ويسرة
لم يكترث به
أحد
استطاش غضبا
هل يعقل
أن لا يبالي به
أحد
هو وحده القادر
على أن تشع الشمس
إن أراد
وأن ينتصب القمر
وتتلألأ النجوم
وتزغرد الطيور
وتخرج الحيتان
فرحا به
وتشتاق الوديان للقائه
وتسر النسور
لزئيره
وتحتفي بذهابه وإيابه
الكائنات
هو من يجلس الناس
على الكراسي
ويتحكم
في الصناديق
ويبعث الروح
في الخشب
ويلمع صدأ الحديد
وينعش القلوب
المريضة
والعقول المهلوسة
والنفوس المنكسرة
والأجساد المهترئة
والثياب الممزقة
صرخ في مريديه
أنا جسركم
نحو الحرية
أنا سبيلكم
لتحقيق الهوية
أنا من يمنحكم
الإرادة
والتعقل
وحسن
الطلعة البهية
من يخالف أوامري
ينال غضبي
ويطرد من ضيعتي
وتصيبه
بركتي
لست وحدك
أنت الرافض
لخطتي
لولاي ما نجحتم في الانتخابات
ولا تأمرتم
على الكائنات
نعتي لكم
بالذئاب
هدية
وتسامحي معكم
منحة وتسلية
لولاي
لعشتم العبودية
والتبعية
والفقر
والبلية
أنا المتسلق
السلالم
أنا لست بظالم
هدفي أن أكون عليكم
زعيما
وأنتم لي
بالتبع
في حكم الخدم
من أنكر جهدي
فضحته في كل حي
وأنشأت له عمودا
في جريدتي
وأسلت عليه قلمي
وافتريت عليه من حكمتي
ووصلته بليتي
وعذبته بكذبتي
أنا من أكون
متسلق
يحسن فن القتال
والوصول إلى الأعالي
بأسهل السبل
وأقرب الطرق
وأقل الأثمنة
أنا المتسلق الجبال
والمتباكي على الأطلال
وعاشق الماء الزلال
ومحب مرقصي القرود
والثعابين والأفاعي
المتلون كالحرباء
وثعلب يحسن
تسلق الجبال
وركوب الأهوال
ومتعب الأمواج الطوال
ليس لي وجه
ولا أستحي على كل حال
ولا تخيفني القيود
ولا الأهوال
غادر
مارق
نشال
متهم الشرفاء
والأتقياء
بسوء المصير
والمآل
القصيدة الثانية للزجال الغوتي المفتقير بعنوان: قال با علال”
كل مرة طريق عليا تنادي
نور الشمس الساطع ذهبي
منسوج من خيوط ربانية
من الشمال للجنوب
نطوف نجول
حتى يتحقق مرادي
ما نقول عييت ولا هذا مكتابي
شحال ونا في بير هموم
ياسعدي يافرحي
نحمد ربي ونزيد في لحمد
راه تفاجات هوالي
من لفحة الزمان تعلمت
وشديت طرقان طويلة
بعروسة الشمال
كتبت الحرف لأول
وزوقتو بنجوم طنجة العالية
رجعت لدكالة
كملت لقصيدة لغزالة
نسيت الخوف والدهشة
تشجع لقلم وتعلم
وخط كلام كثير
على الجديدة
لي تمنيت ترجع وريدة
سولوني آش من طريق شديت
لوجهة لي بيها استقريت
قلت بأرض سوس بأكادير
همست السما ليا
ولجبال الشامخة
نحيي ألف تحية
نجول في بلادي
نرسم لوحة مغربية
أصيلة حرة شريفية
تحزمت ووقفت
مرة شمالية جبلية
والأصل دكالية
حطيت رحالي
وجمعت كل ماليا
وديما بنتي في ديا
بأكادير زينة المدن السياحية
نرمم ما تبقى فيا
حبي لبلادي وأحبابي
نساني كيتي ومسح دمعتي
سقيت أرضي
ياسمين وزهر وقرنفل
وبخرت بالعود لقماري ولعنبر
هدية تقدمت ليا
ثمنها غالي
خلصتو بجهدي وكل ما عندي
مائة عام هذي
نجري نرسم طريقي
نستر كسدة
من گدم رجلي لشعر راسي
ما كشفت عيوبي
مازدت في ذنوبي
مرا حرة
لبست لباسي الأصيلي
نتكلم لهجات نتعلم
نتباهى ونتزين
بالنقرة والجوهر
والملحفة والمنديل والسبنية
هازة في يدي قنديل
ياك أنا في بلادي
وكل مرة
طريق عليا تنادي
سناء يماني
من حسنها خجلت الشمس…
و تدارى القمر وراء الغيوم…
سمرائي…
تمايلت بثوبها الفضي…
حافية القدمين…
على رمال بحر وبيداء…
سمرائي…
جلست فوق صخرة…
ثلة…
صرح بناه جدودها…
ليتميزوا عن بني البشر…
سمرائي…
مسكت رأسها و كأن الهم أثقله…
رأيت حبة لؤلؤ على خدها…
وجرح دامي على قدمها…
سألت ما بها سمرائي…
قالت:
أهان ولدي ولدي…
فضرب ولدي ولدي…
إنتقم ولدي من ولدي…
سرق ولدي ولدي…
إغتصب ولدي ولدي…
فاغتال ولدي ولدي…
ولم يداري ولدي سوءة ولدي…
فضاع ولدي وولدي…
فهل أبكي ولدي…
أم أبكي ولدي…
لوث ثوبي بلون بحري ولدي…
فلا بياض متوسطي…
ولا زرقة نيلي…
تنظف من أرضي دم ولدي…
آه يا ولدي…
وآه يا ولدي…
ثم آه،آه،آه يا ولدي…
مصر
ربيعة الرحالي رونارد
ابتدأ خالد إزري مشواره الفني بمساعدة عمه، وابتدأت الموسيقى تجذب انتباهه منذ صغر سنه. فتعلم العزف على إيقاع أغاني إيدير، دجردجورا، جمال علام والوليد ميمون… قبل أن يسجل ألبومه الأول سنة 1987.
يعتبر خالد إزري من الفنانين الأمازيغ المرموقين والمعروفين على الساحة الفنية. تتسم أغانيه بمعالجتها لعدة قضايا، أهمها قضية الهوية الأمازيغية. وتتميز موسيقاه بغناها وتأثرها بالموسيقى الأفرومتوسطية، وكذا بتعدد الإيقاعات والألحان. وكأمازيغي شق طريقه للبحث عن هويته الأمازيغية وتاريخ هذه الهوية والثقافة، لإبرازهما ليأخذا حقهما بين المجتمعات والهويات.
و إذا كانت الآلات التي يستعملها هذا الفنان قوية وعذبة الإيقاع فإن صوته لا يقل قوة وجمالية عن أصوات تلك الآلات.
و لقد شارك الفنان خالد إزري في صيف 2007 في مهرجان إيمرقان للأغنية الأمازيغية بالناظور، والذي عرف نجاحا باهراً، وشارك كذلك في مهرجان ثويزا المتوسطي بطنجة سنة 2006 والمهرجان المتوسطي للناظور صيف 2011. وللإشارة فقط فهو يعيش حالياً ببلجيكا، بعد ان عاش لسنوات بجزيرة”جران كناريا” الإسبانية، كما هو الشأن بالنسبة لأغلبية الفنانين الملتزمين الذين فضلوا الأغنية الملتزمة الهادفة عن الأغنية السوقية، فاضطروا للهجرة خارج الوطن.
لخالد ازري مجموعة من الأغاني الناجحة والتي يرددها الكبير والصغير نذكر منها غاري ثماثينو، مونمد ايايثما، ماش غانك آناري، اسميظ، ثاقسيستينو، ايزرينو، ثاروا ن الدونشت…. والعديد من الاغاني الناجحة. وكغيره من المغنيين الملتزمين اصحاب المبادئ كانت ظهورات خالد ازري على مستوى التلفزيون المغربي قبل مغادرته لارض الوطن قليلة، حيث كانت ابرزها على القناة الأولى ضمن السهرات الامازيغية التي كانت تقدمها. وهو الآن كما سبق الذكر مستقر ببلجيكا يقوم باحياء حفلات الجالية بمعظم الدول الاوروبية كهولندا، فرنسا، ألمانيا واسبانيا.
البنى الكوميدية لمسرحيات الطيب، كما يقدمها الدكتور مسعود بوحسين، تنبني على قصص “جحا”، وهي الشخصية التي لا تكاد تخلو من أية مسرحية من مسرحياته مجسدة في الغالب في الضعيف الذي ينقذه ذكاؤه من المواقف المحرجة، والذي يستطيع أن يقلب كل معادلات الصراع من وضع الضعف الى وضع القوة.
بدأ نجم العلج يبزغ بقوة في الساحة الإبداعية في أوائل الستينات، وعاش مرحلة أخرى من تكوين شخصيته الفنية، واشتغل إلى جانب أسماء وازنة في المجال على تقديم أعمال مسرحية مقتبسة خاصة عن موليير، لكن بخصوصية مغربية.
وبين قصص “جحا” و”موليير” علاقة إبداعية تتجلى في تشابه منابع الكتابة لدى المؤلفين، القائمة على منابع الحكاية الشعبية والمواقف الكوميدية الكونية إلى درجة تلقيب أحمد الطيب العلج “بموليير المغرب”.
هذا التلاقح في البنى الدرامية المولييرية والخزان الفكري الذي ورثه عن طفولته ومراهقته وشبابه، كما يقول بوحسين، أبرز سمات متعددة في مسرحيات العلج المتمثلة في ملامح الكتابة الملحمية.
بين “الحلقة”، “صندوق العجب”، “جحا”، “شجر التفاح”، “النشبة”، وغيرها، زاوج العلج بين التجريد والواقع، والكتابة الملحمية والتمثيل والغناء، وعرت مسرحياته سكيزوفرينيا المجتمع وكشفت أمراضه، ليخلق العلج لنفسه مسرحا أصيلا.
حكي النسوة
لعبت النسوة اللواتي كن يترددن على منزل العائلة دورا كبيرا في تكوين الشخصية الفنية للعلج وتطوير خياله الفتي، من نجار وخضار لا يعرف الكتابة والقراءة إلى متعلم لا يفارقه القلم والكتاب.
هؤلاء النسوة، يقول الراحل الطيب في إحدى البرامج الإذاعية، “علمتني كيف أروي ما أسمع بدقة متناهية وبحرص على أن أجمع كل عناصر القص التي كنت أسمع منهن، وتعلمت من والدتي فن الحوار وديباجة الكلام. كانت تمتاز بتقديم نموذج للتمثيلية القصيرة المحبوكة”.
زجال العصر الذهبي
لم يكتف الراحل بالركح مرجعه الوحيد، لكنه كوَّن نفسه وطور معارفه ومداركه في مجال التأليف الغنائي وشعر الزجل، بل يعد، حسب أكثر من مهتم، مؤسس كتابة الشعر الغنائي في المغرب ومطور القصيدة الزجلية، وقد تغنى بكلامه معظم المطربين والمطربات في المغرب، سواء منهم الرواد أو الجدد، إلى جانب أعمال أسماء أخرى، خاصة الزجال الراحل علي الحداني.
كما أثرى البرامج الإذاعية بالعشرات من التمثيليات والمسلسلات التي كانت تلقى إقبالا كبيرا من قبل مستمعي الإذاعة في عصرها الذهبي.