✍️ إسماعيل عزام
السبب ليس هوسا بالقراءة كما يعتقد.. هناك صانع محتوى مغربي ينشر فيديوهات تحقق مشاهدات بمئات الآلاف، كلها حول الفانتازيا وعالم الجن، جزء مهم من هذه الفيديوهات قائمة على روايات السعودي أسامة المسلم.
صانع المحتوى، الذي ينشر محتواه بالدارجة (يكتب بضع جمل بالعربية بشكل خاطئ ككلمة غذا عوض غدا) نجح في خلق جمهور واسع من المشاهدين من تلاميذ الثانويات والاعداديات، وهذا الجمهور الذي في جزء كبير منه ليس جمهوراً للروايات المعروفة، وفي المقابل الجمهور التقليدي النخبوي للروايات العربية لا يعرف أسامة المسلم.
صانع المحتوى نسق مع الروائي السعودي لأجل الترويج لرواياته مع قرب حضوره للمعرض، وطبعا مع ملايين المشاهدات، كانت فرصة لهذا الجمهور أن يلتقي بصاحب النصوص الأصلية التي لم يقرأها جل من حضروا، بل سمعوا النسخة الدارجة منها.
لذلك وقع ما وقع.. وللعلم الكاتب السعودي ناجح جدا في التسويق لنفسه وقام بذلك كذلك في معرض القاهرة.
فأسامة المسلم اختار الصنف الأكثر انتشارا بين الأجيال الجديدة سواء عربيا أو حتى في الغرب، ثم اختار طريقة تسويق فعالة جدا.. فحصد النجاح الذي يبحث عنه.
الأمر لا يتعلق بنهضة للقراءة.. بل بعملية ترويجية ناجحة جدا، لكن يمكن الاستفادة منها في رأيي.. على الروائيين أن يستفيدوا مما حصل وأن يحاولوا التقرب من جيل يستهلك المحتوى من انستغرام وتيكتوك وفيسبوك بترويج أعمالهم بشكل رقمي.
طبعا.. روايات الفانتازيا تنجح أكثر لدى هذا الجيل.. لكن يمكن تشجيعه رقمياً على استهلاك محتوى آخر ، فكما بدأ الكثير منا بروايات رجل المستحيل، يمكن لهم أن ينتقلوا يوما ما إلى قراءة روايات أكثر بلاغة وإبداعا.
.
أما الاقتصار على الكتاب الورقي.. ثم نشر الخبر على شكل “حفل توقيع روايتي.. مرحبا أصدقائي” فلن ينجح فى غالب الأحيان.
في الصورة أسامة المسلم مع صانع المحتوى المغربي بيرمون.