الواجهةمجتمعمجرد رأي

كلمات: .. إلى الطائفة اليهودية ومعها طائفة “المطبعين بالسليپ”.. التطبيع سيضيِّع الصحراء .. ويريد إسقاط النظام !

 

أحمد ويحمان(*)

الحقيقة أن كلمات اليوم ليست إلى الطائفة اليهودية بالمغرب بقدر ما هي عنها . ذلك أننا، في الواقع، قد طال انتظارنا من زعمائها خاصة ومن عموم أفرادها بصفة عامة أن يتخذوا مواقف واضحة وصريحة ومعلنة من قضية فلسطين تاريخيا مثل إخوانهم بالمواطنة المغاربة المسلمون؛ خاصة مع اشتداد واستعار حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني منذ شهور وتصاعد جرائم التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي قام عليها أصلا الكيان الصهيوني منذ أكثر من 76 عاما .. وهي الجرائم التي ما يزال يقوم بها جيش الحرب الصهيوني في غزة وعموم فلسطين؛ هذه الجرائم التي أدانها ويدينها اليوم العالم أجمع بكل أديانه وقومياته وجنسياته…

وإذا كان البعض من “طائفتنا” اليهودية قد عبر بصمته غير المبرر عن تزكية المجازر ومتابعة مجرياتها بالإصطفاف العاطفي مع جيش الجزارين الصهاينة هناك في غزة والضفة والقدس..، فإن البعض ومنهم ممثلوهم العقائديون والسياسيون قد عبّـروا عنه بكل “فضوح” من خلال تصريحات، وبالصوت والصورة أحيانا، عن هذا الاصطفاف .. ‼️ .. لا بل إن بعضهم عبر عنها ماديا وبما الله به عليم .. لا بل إن الوقاحة بلغت ببعضهم أن بعثوا برسالة إلى الملك يطالبونه فيها بضرورة إعلان الاصطفاف إلى جانب إرهاب كيان الاحتلال وإدانة الشعب الفلسطيني وكفاحه العادل ومقاومته الباسلة و تجريم عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي…!!!

وقد كان المغاربة مع موعد آخر لفضوح هذه الوقاحة مجددا، موالاةٓ للكيان الصهيوني، بمناسبة واقعة تصريح مجرم الحرب (بمقتضى بيان قضائي دولي) الإرهابي نتانياهو الذي تعمد فيه، مرة أخرى،وباعتباره رئيس وزراء حكومة الكيان؛ تعمد حمل خريطة المغرب مبتورة منه صحراؤه ‼️‼️

وهي الصحراء التي سبق للملك أن قال عنها في خطاب غشت 2022 : “إنها النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”… ‼️

فبدل إدانة مجرم الحرب نتانياهو على فعلته، انبرى من يقدم نفسه “ممثل الطوائف اليهودية بمراكش والصويرة ” المدعو جاكي كادوش للدفاع والذود عنه بالقول أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد خطأ وتم تصحيحه .. وانتهى الأمر .. ‼️
لا بل إن موقع هسبريس (بالخط التحريري الصهيو إماراتي) قد عنون مقالة المتابعة بعنوان جد مثير: “الطائفة اليهودية بالمغرب” ترفض التشكيك في مواقف إسرائيل تجاه الصحراء”… بشكل يجعل من الطائفة اليهودية بالمغرب وكأنها قائمة مقام جالية إسرائيلية هنا بالولاء إلى نتنياهو والدفاع عنه ‼️‼️
…وللتذكير هنا .. فقد سبق للسكرتارية الوطنية لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين أن طالبت في عدد من المحطات من مسؤولي الطائفة اليهودية بالمغرب بأن توضح الموقف من الكيان الصهيوني ومن تحركات مكتب الإتصال الاسرائيلي الإجرامي بالرباط من داخل معابدها وكنسها لمحاولة “أسرلة” اليهود المغاربة وإلحاقهم بالقرار والسياسة العامة الإسرائيلية بالتراب الوطني المغربي خاصة مع موجة زفة التطبيع لما بعد بيانات 10 وتوقيعات 22 دجنبر 2020‼️ وهو التوضيح الذي ما يزال على الصامت ..و لم يتم إلى حدود الساعة .. ‼️

.. وحتى لا نطيل في كلام قلناه وأعدناه وقدمنا فيه الدلائل القاطعة وتأكد كل ما حذرنا منه، دعونا في هذه النقطة نكتفي بتجديد التأكيد على أن التطبيع شر مطلق، لن يأتي منه إلا الخراب للمغرب . أما الصحراء وقضية الوحدة الترابية فإن أكبر ضربة لعدالتها وأكبر إساءة لشهدائها وأكبر عزل لها في أوساط أحرار الأمة العربية وأحرار الأمة الإسلامية وأحرار العالم، هو بالضبط ربطها بالكيان المنبوذ عالميا؛ الكيان الذي يدينه العالم ويتفاده ويتحنبه الجميع !!

ولعل الأخطر من كل هذا هو أثر ربط الصحراء بكيان الاحتلال على الصحراويين الوحدويين وعلى الإجماع الوطني الكبير على الصحراء؛ هذا الارتباط الوحدوي وهذا الإجماع الكبير وهذه الثقة المتينة، التي شكلت دوما الصخرة التي تكسرت عليها كل المؤامرات .. لعل، لا بل إن كل هذه الأسس التي قامت عليها متانة ومناعة قضية وحدتنا الترابية تشهد تصدعات واهتزازات خطييييرة منذ تدشين الخطاب اللاوطني – حتى لا نستعمل لفظا آخر – منذ حوالي ثلاث سنوات يتم فيه تقديم العلاقات مع كيان الاحتلال والإبادة الجماعية على أنها ” مصالح عليا للوطن ” وخدمة للوحدة الترابية وأقاليمنا الصحراوية المسترجعة؛ وهي أقصر الطرق لكفر المغاربة، وفي مقدمتهم الصحراويين، بالوحدة والارتباط بوطن مطبِّع مع القتلة ‼️‼️
هذا بإيجاز جانب مما يخص خطر التطبيع على الصحراء .

أما على الدولة والنظام، فسنحاول هنا الإجابة على سؤال طرحته المسماة “شامة درشول” (مسؤولة التواصل في مكتب الإتصال الاسرائيلي بالرباط سابقا) ..والتي يمكن اعتبارها الناطقة الرسمية لما قصدناه في العنوان بطائفة “المطبعين بالسليپ “..
وللأمانة، فالملكية الفكرية هنا تعود لصديقنا المناضل عزيز هناوي (الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع)، صاحب مقولة : “التطبيع بالسليپ ” و” التطبيع بلا سليپ”؛1، هذا الصنف الأخير الذي تمثله جماعة “كلنا إسرائيليون”…. بينما يتمثل الصنف الأول (بالسليپ) في بعض الأصوات المبررة للتطبيع باسم الوطن والصحراء والملكية والأمن الوطني…الخ…مع محاولة “الممانعة” للإنجرار الى مستوى الصهينة الشاملة “بلا_سليپ”.. (كذا…!!) .

لقد ناقشت المستشارة السابقة لمدير مكتب الاتصال شامة درشول إقدام رئيس وزراء كيان الاحتلال والإبادة الجماعية الذي طالبت محكمة العدل الدولية بإلقاء القبض عليه كمجرم حرب، الإرهابي نتانياهو .. ومن عجيب ما يلفت الانتباه في موقف تيار ” التطبيع بالسليپ” ما ختمت به الناطقة باسمهم مقالها في الموضوع عندما تساءلت :
ماذا تريدون منا ؟

هو سؤال إنكاري من تيار “التطبيع بالسليپ ” إلى شركائهم قادة الاحتلال والقتل .. لكنه يسائل الشركاء في التيار أيضا ..

كنا سنتطوع هنا ونحاول مساعدة التيار على الإجابة وبالتالي على الفهم . لكننا نعرف أن السؤال، ليس استفهاميا، وإنما هو إنكاري كما قلنا .. فالتيار أكثر علما منا بماذا يريدون .
ولذلك سنعمل لمساعدة القراء على ما معرفة ما يريد الصهاينة، ليس منهم .. من التيار الذي تتحدث باسمه شامة درشول وحده، وإنما منا كلنا .. من المغاربة كلهم، وطنا وشعبا ودولة .
إن الصهاينة، ممثلوهم في الكيان وممثلوهم في أجندتهم هنا من الصيانيم والمناولين ( العطاشة)، هدفهم واضح فاضح لم يعودوا يعبرون عنه بالمرموز وبطرق غير مباشرة .. لا .. لقد شرعوا فيه على الأرض ويعبرون عنه في الإعلام السمعي البصري والمكتوب وفي مختلف الإدارات بمختلف المرافق التي أصبحوا يتركزون ويركزون فيها وفي مفاصيلها أدواتهم …
فعلى الأرض أصبحت الثروات والعقارات تفوت لهم هنا و هناك (بدعوى تشجيع الاستثمار ) ويستولون عليها “عاين باين” ويذكرون بذلك – لتكريس ما يستحوذون عليه في الأذهان – من حين لآخر بتظاهرات رمزية، غاية في الخطورة كلما استحضرنا معاني ذلك في تجاربهم في المشرق العربي وفي فلسطين بالذات ..

فرفعهم للعلم الصهيوني والتقاط الصور ونشرها ..في موقع الݣرݣرات ( الحدود الجنوبية للبلاد) وفي مدينة السعيدية (بالحدود الشرقية للبلاد على بعد أمتار من الجزائر) و”غرس” الأعلام الصهيونية في الكتبان الرملية بمنطقة مرزوݣة بالجنوب الشرقي للبلاد … إلخ ‼️….كل ذلك له معنى واحد تلخصه تعبيراتهم من خلال التصريحات الكثيرة لضباطهم وحاخاماتهم، وكذا من خلال أدواتهم الكثيرة التي سيطرت على الساحة الإعلامية بعدما تم تفكيك الهامش المستقل فيها ومنع منابره وسجن صحفييه …

ونكتفي هنا بإعطاء عنوانين لغلافي مجلتين تطبعان وتوزعان في المغرب؛
1 عنوان غلاف أحد أعداد مجلة زمان :
المغرب أرض يهودية = Maroc terre juive ! ‼️
2 عنوان غلاف أحد أعداد مجلة حقائق مغربية : المغرب
المملكة المقدسة لبني إسرائيل ‼️

إنهم يريدون منا يا سادة في تيار التطبيع بالسليپ؛ من بلادنا الحبيبة المغرب أن تكون هي المملكة المقدسة لهم ..
هذا ما يقولونه ويعملون اليوم له، وبكل “فضوح ” ..
أما كيف يريدون ويخططون ويعملون للوصول لذلك، وبكل فضوح كذلك، فبالعمل، وبكل “فضوح ” أيضاً على إسقاط النظام ..
ذلك لأن الوصول لتلك الأهداف الاستراتيجية في تأسيس المملكة المقدسة لبني إسرائيل بالمغرب لا يمكن أن يتم إلا بإسقاط النظام.

آخر الكلام
نحن أجبنا في العنوان ب :
يريدون إسقاط النظام ، جوابا فقط على سؤال؛ ماذا يريدون منا ؟
والحال أن الأمر، وهو خطير جداً، تجاوز مجرد الإرادة .. إذ أنهم شرعوا في الفعل .. والغريب هو أنكم في تيار “التطبيع بالسليپ” تؤكدون من جهتكم تلك الحقيقة المرة التي بحت حناجرنا ونحن نصرخ بها منذ سنوات وسنوات ..
ألستِ أنتِ، بعظمة لسانكِ، يا شامة درشول؛ من تحدثتِ عن حضوركِ في وكرِ إحدى اليهوديات الصهيونيات، بحي الرياض بالعاصمة الرباط، حيث كان الحديث مع عدد من شباب التأمزغ المتصهين من تيار “البيشمزغة” (على وزن البيشمركة بكردستان) ؛ عن الملك (الملك) كَــدخيل على الشعب الأمازيغي المغربي-الموري لأنه ملك عربي ومسلم ومحتل لبلاد تامزغا……و… و… و الخ ؟
ألم نكشف نحن بالمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عن خلفية مخطط رئيس الطوائف اليهودية (كادوش) و جمعيته المكشوفة المسماة: “جمعية مولاي علي الشريف” بتعيين واحد مسمى “محمد العلوي” بجلبابه الأبيض وطربوشه الأحمر ” ! للحديث باسم ” الأسرة المالكة” ، في تل أبيب، كممثل للدولة في زلزال الحوز .. الخ… بل وتم توظيف “العلوي” هذا في توسيم و توشيح الضابط في الموساد الإسرائيلي المدعو “سام بنشتريت”وفي أكادير قبل شهور … الخ … الخ . هذا ما يريدون منكم .. بل منا جميعاً لأن هذه المصيبة تجمعنا كلنا للأسف.
وفي انتظار أنكم ” تْستْروا حالْكم وتْلبسوا حوايْجكم، أو ما تْبقاوشْ غِير بالسّْليپ، نختم باللطيف ونقول : يا لطيف ! يا لطيف ! يا لطييييييف ! ..
.. وآخر دعوانا أن اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل المطبّعون بنا ..
آمين .. يا رب العالمين !
————-
1 – “السليپ ” بالعامية المغربية هو التبان .. الملابس الداخلية .
__
(*) رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى