بقلم: الدكتور خالد الصمدي
إستمعت إلى حوار عبر إذاعة مغربية حول شعيرة أضحية العيد شارك فيه جمع من الاعلاميين ليس بينهم عالم دين ولا عالم اجتماع أو اقتصاد أو ثقافة او طبيب أو مسؤول ترابي ، فصدمت لعدد الاخطاء المرتكبة في الآيات القرآنية وفي الآراء الشرعية، بالإضافة إلى تناول قضايا فرعية والسكوت عن الاسئلة الحقيقية ،
فمن المفيد جدا أن يناقش الموضوع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية وما يرتبط بها من العادات والتقاليد التي لا علاقة لها بالدين، والجوانب التنظيمية لهذه الشعيرة صبيحة العيد ، ففي ذلك فائدة كبيرة للمستمعين والمشاهدين لكن حبذا أن يكون الحضور متنوعا وبينهم عالم واحد من أعضاء المجالس العلمية أو أستاذ لمادة التربية الاسلامية، لتفادي الاخطاء الشرعية واللغوية ، وحضور متنوع لمقاربة الموضوع من زوايا مختلفة
ولئن كان فقهاؤنا يسلطون الضوء في الدروس والمواعظ الدينية على عيوب الاضحية كالعوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها وغير ذلك من العيوب الخلقية التي ينبغي أن تسلم منها الاضحية، فإن هناك عيوبا أخرى مسكوتا عنها كان على مثل هذه البرامج الاعلامية أن تناقشها في مثل هذه المناسبة وأهمها :
– عيب الحرص على الأضحية في غياب الحرص على الصلاة طيلة السنة، فلا سنة بلا فرض ،
– عيب الاقتراض بالربا أو بدونه لتوفير ثمن الأضحية بالنسبة للمعسر وما في ذلك من مخالفات شرعية،
– عيب الرياء والتفاخر بين الجيران في الأضحية المفسد لأجر و ثواب الاضحية،
– عيب الاحتكار واستغلال هذه المناسبة الدينية من طرف البعض لسلخ جلد المواطن قبل سلخ جلد الأضحية ، والاجراءات التي يمكن أن تحول دون ذلك ،
– عيب عدم توفير الجماعات الترابية للظروف المناسبة لأداء هذه الشعيرة وأثر ذلك على البيئة والصحة قبل العيد ويومه وبعده،
– عيب إسقاط كثير من الاغنياء لهذه السنة المؤكدة بدعوى أنها عادة، وذهابهم لقضاء العيد في الفنادق الفاخرة التي أصبحت تنظم بالمناسبة حفلات هي أقرب الى طقوس الأعراس منها الى شعيرة العيد ،
تلكم وغيرها عيوب مسكوت عنها في مثل هذه البرامج الإعلامية ، ينبغي مناقشتها من أجل الرفع من منسوب الوعي بغايات هذه الشعيرة العظيمة ومقاصدها النبيلة والوعي بالبيئي والصحي فيها ، وقيم صلة الرحم والتضامن التي ترسخها، وأهمية الالتفات إلى دور الايتام والرعاية الاجتماعية والمرضى والعجزة ،أيام العيد وبعده،
إن أضحية العيد من شعاىر الله فعظموها ولا تهينوها ،”فمن يعظم شعاىر الله فإنها من تقوى القلوب” ، قبل التركيز على تكلفة الجيوب،