الواجهةمجرد رأي

كرامة المتقاعد تقتضي الزيادة في معاشه

 

أبو نضال

أمدني أحد الأصدقاء  بشريط قصير  يبين اعتراف المجتمع الأمريكي بخدمات كلب احيل على المعاش  . حيث قاده مدربه و هو بالمناسبة شرطي الى مكان الاحتفال الذي ابتدأ بدخول الكلب الى مصلحة الشرطة  . و بعد ذلك  تم تنظيم استعراض  داخل اهم الشوارع الامريكية  بسرب من السيارات الفارهة. و تتقدم الاستعراض سيارة تحمل الكلب و صورة كبيرة لهذا الحيوان مع كتابة اسمه (Bruin)) بالخط العريض .و على الرصيف سكان تلك المدينة الامريكية و هم يودعون الكلب بالدموع . و رفعوا يافطات كتب عليها : “بارك الله فيك يا  Bruin”و ” “سنظل نعتز بخدمتك و وفاءك الى الابد”

الكلب الذي تبدو عليه علامات الشيخوخة خدم المجتمع فودعوه بهذا الاحتفال الفاخر .إنها قمة النبل  و الاعتراف بكائن خدم سنين و طبق ما كان يطلب منه. هل سيعي الكلب (Bruin)) هذا الاحتفال الذي صرفت عليه الالف الدولارات  ؟ ام ان المسؤولين رأوا من جانبهم ان الواجب يقتضي تنظيم الحفل اعترافا بما اسداه هذا الكائن  لصالح المجتمع ؟

في نفس الوقت قدم لي نفس الصديق شريطا اخر للشيخ عبد الرحمان سكاش  منشط برنامج دين و دنيا بإذاعة  (شذى إف إم ) و هو يناجي و يعاتب بنبرة حادة – كما عهده متتبعوه – مسؤولي بلدنا كي يلتفتوا الى مجتمع المتقاعدين بوطننا الحبيب بعدما استثنت الحكومة جمهور المتقاعدين من الزيادات في المعاشات خلال اتفاق 29ابريل2024 . و طالب بحفظ كرامة المتقاعد  أولا.

ثم أضاف سي عبد الرحمان بأنه من العيب أن نرى متقاعدا عجوزا لا يقدر  على السير الا بمساعدة العكاز يحمل لافتة احتجاج ، مفادها المطالبة بحقوقه  من قبيل حذف الضريبة  العامة على الدخل  . و الزيادة في المعاشات. ثم تساءل : هل المتقاعد ليس بمواطن مغربي؟ الا يدخل الى السوق  كي يبتاع حاجياته؟ الا يزور الطبيب؟ و أضاف باننا تركنا اللحم جانبا و صمنا عنه حتى يصل العيد ان كان هناك عيد . و من العيب ان تناقش حقوق المتقاعدين في  بلاطو البرنامج . و ختم كلامه بانه من العيب ان يعامل المتقاعد هذه المعاملة السيئة .

بين الشريطين يستشف ان المجتمع الأمريكي وفي لكل من قدم خدمة للوطن حتى و ان كان كلبا . في حين ان حكومة اخنوش تتنكر للمتقاعدين باستثنائهم من الزيادات خلال اتفاق 29 ابريل 2024 و لم تعرهم  أي اهتمام . و تعتبر ان الإجراءات التي تقوم بها تدخل في اطار الدولة الاجتماعية .

و  استثناء شريحة  المتقاعدين من  الزيادة في المعاشات يعتبر سبة في حق من افنوا زهرة شبابهم في خدمة هذا الوطن بأساليب بدائية . و اليوم يجرون تبعات الأعمال الشاقة من أمراض و شيخوخة مبكرة. و هذا يعود بنا الى التساؤل الذي طرحه  الشيخ عبد الرحمان : ألا يذهب المتقاعد الى  السوق ؟ الا يشتري المواد الغذائية بنفس الاثمنة المطروحة في السوق؟ ألا يعاني من المرض ؟  أليس في حاجة إلى اللباس ؟ أليس من حقه  السفر خارج المنطقة التي يقيم فيها؟ أليس من حقه اقتناء تذكرة المسرح أو السينما ؟ أليس من حقه شراء جريدة و كتاب ؟  أليس من حقه إتمام الركن الخامس للإسلام ؟ الجواب عن هذه الأسئلة يحيلنا إلى تعداد الشروط التي يجب ان يتمتع بها المتقاعدحفظا لكرامته :

  • معاش يحقق متطلبات العيش الكريم
  • سكن لائق
  • تغطية صحية شاملة
  • وسيلة نقل خاصة

فهل يتوفر المتقاعد على هذه الحقوق   حتى يتمكن من محاربة الانقراض ؟ بالطبع لا . فغالبية المتقاعدين لا يتوفرون على معاشات  تضمن الحد الأذني  للحياة الكريمة . الشيء الذي يجعلهم  يبحثون عن عمل  تكميلي . و هذا العمل بطبيعة الحال لا بد و أن يكون بشروط مجحفة من طرف أرباب العمل.  عمل حقير و بشروط بعيدة عما تضمنه مدونة الشغل من مكتسبات للشغيلة المغربية . فهل الكلب الأمريكي أحسن من متقاعدينا  ؟ ألم يفكر مسؤولونا في ضمان العيش الكريم للمتقاعدين فيما تبقى من حياتهم؟  و قبل ذلك بتنظيم  حفل وداع على غرار الكلب الأمريكي ؟ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى