![](https://eljadidanews.com/wp-content/uploads/2024/06/متقاعد.jpeg)
أبو نضال
أمدني أحد الأصدقاء بشريط قصير يبين اعتراف المجتمع الأمريكي بخدمات كلب احيل على المعاش . حيث قاده مدربه و هو بالمناسبة شرطي الى مكان الاحتفال الذي ابتدأ بدخول الكلب الى مصلحة الشرطة . و بعد ذلك تم تنظيم استعراض داخل اهم الشوارع الامريكية بسرب من السيارات الفارهة. و تتقدم الاستعراض سيارة تحمل الكلب و صورة كبيرة لهذا الحيوان مع كتابة اسمه (Bruin)) بالخط العريض .و على الرصيف سكان تلك المدينة الامريكية و هم يودعون الكلب بالدموع . و رفعوا يافطات كتب عليها : “بارك الله فيك يا Bruin”و ” “سنظل نعتز بخدمتك و وفاءك الى الابد”
الكلب الذي تبدو عليه علامات الشيخوخة خدم المجتمع فودعوه بهذا الاحتفال الفاخر .إنها قمة النبل و الاعتراف بكائن خدم سنين و طبق ما كان يطلب منه. هل سيعي الكلب (Bruin)) هذا الاحتفال الذي صرفت عليه الالف الدولارات ؟ ام ان المسؤولين رأوا من جانبهم ان الواجب يقتضي تنظيم الحفل اعترافا بما اسداه هذا الكائن لصالح المجتمع ؟
في نفس الوقت قدم لي نفس الصديق شريطا اخر للشيخ عبد الرحمان سكاش منشط برنامج دين و دنيا بإذاعة (شذى إف إم ) و هو يناجي و يعاتب بنبرة حادة – كما عهده متتبعوه – مسؤولي بلدنا كي يلتفتوا الى مجتمع المتقاعدين بوطننا الحبيب بعدما استثنت الحكومة جمهور المتقاعدين من الزيادات في المعاشات خلال اتفاق 29ابريل2024 . و طالب بحفظ كرامة المتقاعد أولا.
ثم أضاف سي عبد الرحمان بأنه من العيب أن نرى متقاعدا عجوزا لا يقدر على السير الا بمساعدة العكاز يحمل لافتة احتجاج ، مفادها المطالبة بحقوقه من قبيل حذف الضريبة العامة على الدخل . و الزيادة في المعاشات. ثم تساءل : هل المتقاعد ليس بمواطن مغربي؟ الا يدخل الى السوق كي يبتاع حاجياته؟ الا يزور الطبيب؟ و أضاف باننا تركنا اللحم جانبا و صمنا عنه حتى يصل العيد ان كان هناك عيد . و من العيب ان تناقش حقوق المتقاعدين في بلاطو البرنامج . و ختم كلامه بانه من العيب ان يعامل المتقاعد هذه المعاملة السيئة .
بين الشريطين يستشف ان المجتمع الأمريكي وفي لكل من قدم خدمة للوطن حتى و ان كان كلبا . في حين ان حكومة اخنوش تتنكر للمتقاعدين باستثنائهم من الزيادات خلال اتفاق 29 ابريل 2024 و لم تعرهم أي اهتمام . و تعتبر ان الإجراءات التي تقوم بها تدخل في اطار الدولة الاجتماعية .
و استثناء شريحة المتقاعدين من الزيادة في المعاشات يعتبر سبة في حق من افنوا زهرة شبابهم في خدمة هذا الوطن بأساليب بدائية . و اليوم يجرون تبعات الأعمال الشاقة من أمراض و شيخوخة مبكرة. و هذا يعود بنا الى التساؤل الذي طرحه الشيخ عبد الرحمان : ألا يذهب المتقاعد الى السوق ؟ الا يشتري المواد الغذائية بنفس الاثمنة المطروحة في السوق؟ ألا يعاني من المرض ؟ أليس في حاجة إلى اللباس ؟ أليس من حقه السفر خارج المنطقة التي يقيم فيها؟ أليس من حقه اقتناء تذكرة المسرح أو السينما ؟ أليس من حقه شراء جريدة و كتاب ؟ أليس من حقه إتمام الركن الخامس للإسلام ؟ الجواب عن هذه الأسئلة يحيلنا إلى تعداد الشروط التي يجب ان يتمتع بها المتقاعدحفظا لكرامته :
- معاش يحقق متطلبات العيش الكريم
- سكن لائق
- تغطية صحية شاملة
- وسيلة نقل خاصة
فهل يتوفر المتقاعد على هذه الحقوق حتى يتمكن من محاربة الانقراض ؟ بالطبع لا . فغالبية المتقاعدين لا يتوفرون على معاشات تضمن الحد الأذني للحياة الكريمة . الشيء الذي يجعلهم يبحثون عن عمل تكميلي . و هذا العمل بطبيعة الحال لا بد و أن يكون بشروط مجحفة من طرف أرباب العمل. عمل حقير و بشروط بعيدة عما تضمنه مدونة الشغل من مكتسبات للشغيلة المغربية . فهل الكلب الأمريكي أحسن من متقاعدينا ؟ ألم يفكر مسؤولونا في ضمان العيش الكريم للمتقاعدين فيما تبقى من حياتهم؟ و قبل ذلك بتنظيم حفل وداع على غرار الكلب الأمريكي ؟