أخبار وطنيةالصحراء المغربيةالواجهةمجرد رأي

ما المتوقع حدوثه بعد الانزعاج الجزائري

بقلم أبو أيوب 2024/7/26

على المغرب ترقب تصعيد عسكري نوعي ..من الجنوب حيث أجرت موريتانيا مناورات عسكرية تحاكي استهداف طائرات الاف 16 ريبر و حوامات الاباتشي بمنظومة دفاع جوي صاروخي اقتنتها مؤخرا من الصين ..

منظومة صواريخ متطورة متوسطة المدى صينية الصنع، و تجدر الإشارة إلى ان المغرب هو المعني الوحيد كونه الذي ينفرد بهذا السلاح الجوي في شمال غرب أفريقيا و دول الساحل و الصحراء ..

منظومة دفاع جوي من شأنها أن تشكل قلقا و انزعاجا لسلاح الدرونات التي يستعملها المغرب في حرب الاستنزاف الثانية بالصحراء في مواجهة شبه يومية من جبهة البوليساريو على طول الجدار الدفاعي + 2700 كلم … كما عليه ايضا ترقب تصعيد عسكري من البوليساريو ، لكن هذه المرة من المرجح و الاكيد لجوء الجبهة الى استخدام الدرونات الانقضاضية لأول مرة في تاريخ الصراع بالصحراء ( الكاميكاز) ، بهدف الحد من فاعلية الدرونات المغربية من جهة ، ثم استهداف المواقع الخلفية و مقرات القيادات العسكرية خلف الجدار من جهة ثانية، فضلا عن ترقب لجوءها الى استخدامه صواريخ متوسطة المدى لضرب مواقع حساسة او استراتيجية داخل العمق ( ما بعد السمارة و اوسرد و العيون مثال) ، محطات تحلية مياه البحر او محطات الكهرباء او موانئ او الحزام الناقل لفوسبوكراع ..

الموقف الفرنسي القديم”2007″ الجديد “2024” الذي يدعم المقترح المغربي يدفع في هذا الاتجاه…هذا بالضبط ما لمح له بيان وزارة الخارجية الجزائرية كرد على الموقف الفرنسي ( على فرنسا تحمل العواقب و التداعيات و هي اشارة واضحة و كافية الى ان التصعيد العسكري قادم بالصحراء ) .

كما علينا ألا ننسى كذلك الدور الجزائري بمجلس الامن الدولي في مواجهة المواقف الأمريكية من الحرب على غزة ، و رغم استعمال امريكا حق النقض مرتين إلا أنها في الأخير تراجعت تحت وقع عزلة قاتلة بالمجلس عندما صوت 14 عضوا لصالح المقترح الجزائري ، مقابل صوت واحد نشاز غرد خارج السرب ” امريكا” ،فلم تجد بدا من رفض المقترح دون اللجوء الى الفيتو ، فتم تمرير القرار رغم عدم تنفيذ اسرائيل لبنوده .

و قد يتكرر نفس الأمر لفرنسا في مواجهة الدور الجزائري بالمجلس فيما يتعلق بقضية الصحراء ، اسوة بموقفها الرافض و المعارض للسياسات الأمريكية و المدافع عن اليمن ، و بالتحديد الحوثيون عندما سعت امريكا بكل جهد ادانتهم و تصنيفهم ضمن قائمة الارهاب ..

بالتالي بماذا نفسر اخطار الحكومة الفرنسية وزارة الخارجية الجزائرية بموقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي ، بدلا من عرضه اولا على الجانب المغربي المعني اولا و اخيرا بالمقترح ؟ ثم لماذا في هذا الوقت بالذات و فرنسا تستعد للاعلان عن حكومة جديدة تشكلها الأغلبية اليسارية ؟ تشابه الصدف يذكرني بما قام به ترامب أواخر عهدته الرئاسية !!.

صحيح أن الجارة الشرقية عبرت عن انزعاجها في بيان رسمي ، و هو نفس الموقف الذي اتخذته ضد اسبانيا عندما أعلن سانشيز عن دعمه المقترح المغربي كحل لقضية الصحراء ، و بعد حين من فرض عقوبات و ما نجم عنه من تداعيات على الاقتصاد الاسباني و الخسائر التي تكبدها ( افلاس + 600 شركة إسبانية و تسريح عمالها مثال) ، إلا أنها في الأخير تراجعت خطوات الى الوراء ، خاصة بمناسبة كلمة سانشيز في الجمعية العامة للأمم المتحدة حين اعلن عن دعمه للمسار الأممي و لمساعي المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي الى الصحراء ديميستورا ، دون أدنى إشارة إلى الموقف الذي عبر عنه من قبل قبل و اثناء زيارته للمغرب يوم 7 ابريل الذي صادف الشهر الفضيل شهر رمضان …

قلت من قبل بصيف ساخن … وما يجري حاليا من تطورات لا تعدو كونها سوى بوادر تصعيد عسكري جد مقلق آت توطئة للذي مرتقب حدوثه شهر أكتوبر القادم ، موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ، خاصة لجنتها الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار ، و ما يواكبها من مناقشات بمجلس الأمن الدولي تخص قضية الصحراء و تطوراتها الميدانية و التمديد من عدمه لبعثة المينورسو … لذا أصبح لزاما على المغرب الاحتراس من الدور المحوري للجزائر بمجلس الامن الدولي ، خاصة استئناسا بالدور القوي الذي لعبته بخصوص غزة و حوثيوا اليمن و ملف ليبيا و السودان ، و قد ينطبق هذا على معاكستها للسياسات الفرنسية بعموم افريقيا خاصة شمال غربها و منطقة الساحل و الصحراء ، بما يشكل ازعاجا و استهدافا للمصالح الاقتصادية الفرنسية بالمنطقة .. وهذا بالضبط ما لا تقوى فرنسا على تحمل اثمانه وتكاليفه لا سيما على ضوء تمدد النفوذ الصيني و الروسي و الايراني و التركي بافريقيا ، على حساب المصالح الغربية عموما و على رأسها أمريكا و فرنسا..

بتقديري لتطورات الميدان و متغيرات الجغرافيا السياسية بشمال إفريقيا ، الحكومة الفرنسية المرتقب تشكيلها من الأغلبية الرئاسية قد تخلق المفاجأة ، مفاجأة لن تكون لصالح المغرب و لو بمستويات متدنية، و من المرجح أن يكون ضمنها تقارب فرنسي جزائري لتفادي الصراع السياسي و القانوني بمجلس الامن الدولي و الجمعية العامة في دورة أكتوبر القادم بخصوص موضوع الصحراء، فضلا عن سعي حثيث للحفاظ على ما تبقى من مصالح اقتصادية و نفوذ سياسي فرنسي بشمال غرب أفريقيا و دول الساحل و الصحراء …

أنعمتم أوقاتا و إلى موعد آخر بحوله و قدرته …

Abdeslam Hakkar

عبد السلام حكار مدير الموقع وصحفي منذ 1998 عضو مؤسس بالتنسيقية الوطنية للصحافة والإعلام الإلكتروني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى