موسم مولاي عبد الله .. من زاوية أخرى للنظر الفروسية والبحر.
بقلم : عزوز شرحبيل.
هنا موسم مولاي عبد الله أمغار؛ حيث يمتد الماء زربية من الأزرق والأبيض على جنبات أكبر موسم في المغرب، دكالة فقدت ملكيتها للموسم منذ سنوات خلت لأنه أضحى وطنيا، ليأخذ الآن كل ابعاده الكونية.
الثقافة المغربية مجسدة هنا بكل قوة لكن تنمحي الحدود بين الاصالة والمعاصرة؛ الحداثة والاغراق في الثقافة الشعبية، الفونيمات والمورفيمات تعجز عن الإحاطة مثلما يتبدى موسم مولاي عبد الله عن الوصف هذا المتأصل من صحاري المشرق العربي حيث أبى أبو إسماعيل أمغار الجد الأكبر الداخل الى المغرب الا ان يستقر بعين الفطر قبالة أسوار تيط الشاهدة على كل شيء.
من هنا قوافل خرجت وحملات سيرت وتجارة كبرى كانت تجمع تيط بالعملاقة مدينة المشتراي.. ابن عداري وصف كثيرا هذه العلاقة قبل ان تتهاوى الأسوار على وقعات سيوف محمد الوطاسي المعروف بمحمد البرتغالي حينما سعى لدك اسوارها لكي لا يعود البرتغال لاستيطانها.
ومن هنا كانت تخرج الشورى مثل شمس تسطع على كثير من الاسر الحاكمة، ومنه ما ذكره صاحب أنس العارفين من أن أمير المسلمين علي ابن يوسف استشار ابي عبد الله وبتوجيه من الفيلسوف ابن رشد في بناء أسوار مراكش؛
لا شيء هنا يعلو على أصوات البارود عدا صوت الادان المنبعث من مكبرات مسجد مولاي عبد الله العتيق الذي يخلد لأحداث مرت وسنوات خلت , تمتد في جدور دكالة منذ القرن الحادي عشر الميلادي , تاريخ تشييد المسجد الذي احتفظ برمزيته على مر السنين , هنا المواثيق كانت تعقد , والمواعد تضرب وهنا ملتقى المجاهدين من أجل الانتقال نحو البريجة لتحريرها , وهنا على مقربة منه روضتهم البهية.
في موسم مولاي عبد الله تتجسد الاصالة المغربية في ابهى تجلياتها حين تجمع أرضه أكبر تجمع للفرسان في العالم، وأكبر مخيم في الهواء الطلق على جنبات البحر، حيت التمازج بين التقاليد والعادات المختلفة، والفنون الشعبية الممتدة في عمق التراث المغربي , موسم يجمع ما بين الفرجة والعبادة والطبخ والصقر الدكالي القوي، وتحرص جماعات وجمعيات وطنية على تأثيث مشاهده كل حسب مأربه .