الواجهةثقافة وفنون ومؤلفات

الريسوني: إحياء المولد النبوي بالصلاة والأذكار بدعة أما الاحتفال ذي الطابع الاجتماعي أو الثقافي، فهو عمل جائز

الريسوني: إحياء المولد النبوي بالصلاة والأذكار بدعة.

الريسوني: المسلمون اليوم في أمس الحاجة إلى معرفة نبيهم وتذكره وتعظيمه ومعرفة أحواله والتشبع بصفاته
رأى أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السابق أن الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي الشريف الذي اعتادت بعض الدول العربية والإسلامية تخليده لقرون يعتبر “بدعة وليس من الدين في شيء”.
جاء ذلك في نص نشره الريسوني على موقعه الرسمي، بشأن ذكرى المولد النبوي، التي قال إنه “لم يرد في شأنها شيء من القرآن ولا من السنة، فليس لها في الدين حكم منصوص ولا عمل مخصوص، ولهذا لا يجوز تخصيصها بأي عبادة أو أي عمل تعبدي صرف، كصيام أو صلاة، أو أذكار مخصوصة معينة. وأي شيء من هذا القبيل فهو مجرد بدعة وليس من الدين في شيء”.
وأكد الريسوني أن مجرد الاحتفال الطوعي الاختياري، ذي الطابع الاجتماعي أو الثقافي، هو عمل جائز لا غبار عليه ولا مانع منه، ولاسيما إذا كان يحقق تقوية محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القلوب، وتعظيمه في النفوس، وزيادة معرفته في العقول، واستحضار شخصيته في الأذهان، فكل هذه مقاصد مشروعة ومحمودة يمكن القيام بأي عمل نظيف يحققها ويخدمها.
وأضاف: “إن المسلمين اليوم في أمس الحاجة إلى معرفة نبيهم وتذكره وتعظيمه ومعرفة أحواله والتشبع بصفاته وشمائله والاقتداء بها، وهذا ما يجب العمل على تحقيقه في كل مناسبة وبدون مناسبة”.
وتابع: “لكن المناسبة تجعل الأمر أيسر وأكثر قبولا وتأثيرا. فما أجمل وما أعظم أن يصبح شهر ربيع الأول شهرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم تدرس فيه سيرته الشريفة وشمائله العطرة وصفاته الجليلة ومنهجه القويم، وذلك من خلال الدروس والمحاضرات والندوات، ومن خلال الشعر والإنشاد وغيرهما من التعبيرات الفنية والأدبية، ومن خلال تنظيم المسابقات الثقافية وأن تتشرف بذلك كله بيوتنا وجمعياتنا ومدارسنا…”.
وأنهى الريسوني رأيه قائلا: “ما أحوجنا جميعا، وما أحوج شبابنا خاصة، إلى أن تمتلئ نفوسنا معرفة وإعجابا بأعظم وأشرف ولد آدم، بدل أن تمتلئ بكل رديء ودنيء وبكل من هب ودب… وما أحوجنا حتى إلى بث الشعور بالفرحة والبهجة والاعتزاز بنبينا وهادينا، وبانتسابنا إليه وبنعمة الله علينا به وبإيماننا به. والله تعالى يقول (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو رحمة الله التي أرسلها لعباده (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وهو القائل عليه السلام (إنما أنا رحمة مهداة) فكيف لا نفرح ولا نبث الفرح والسعادة بفضل الله وبرحمته وبنعمته (وأما بنعمة ربك فحدث)”.
ونص الريسوني الذي نشره على صفحته بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، هو في الأصل نص تم نشره في صحيفة “التجديد” المغربية في 3 آذار (مارس) من العام 2008، وردا على سؤال يتعلق بشرعية الاحتفال بذكرى المولد النبوي. 
يذكر أن العديد من الدول العربية والإسلامية دأبت على تخليد ذكرى المولد النبوي الشريف بعدد من المظاهر الاحتفالية والإنشادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى